كتب: عامر بوعزة
(أحد عشر يوما عطلة العيد في قطر)، هذا الخبر أضحك أمين قارة وأثار هزء إياد الدهماني الذي تساءل (علاش موش شهر؟)…
عدد العطل مدفوعة الأجر في قطر على مدار العام أربعة، في المجال الديني عيدان فقط: الفطر والأضحى، (لا مولد نبوي، لا راس عام)، ثم اليوم الوطني الذي يوافق 18 ديسمبر واليوم الرياضي الذي تم سنّه في 2011 ويحتفى به الثلاثاء من الأسبوع الثاني من شهر فيفري سنويا للتشجيع على ممارسة الرياضة.
خلال عطلة عيد الفطر خصوصا وهي الأطول، تُقام المهرجانات وعروض التسويق وتشهد الحياة الاقتصادية والسياحية انتعاشة قصوى ويبلغ الإقبال على الفضاءات الترفيهية الذروة، و تخصص جميع الإدارات دواما جزئيا لقضاء الشؤون العاجلة، ومعنى ذلك أن الحياة لا تتعطل في الفضاء العمومي ولا يفقد الخبز من الأسواق، كما يحدث في بعض الدول الأخرى!
ونظرا إلى أن القوة العاملة في قطر مكونة بنسبة تفوق الــ70 في المائة من المقيمين الأجانب فإن عطلة العيد عندما تكون مدتها 11 يوما يستغلها الكثيرون من أجل قضاء المناسبة مع أسرهم في بلدانهم الأصلية ويشهد المطار في هذه المناسبة ازدحاما كبيرا.
رغم أن الخبر مبدئيا لا يهم عموم التونسيين في إعلام يدعي القُرب، فإنه كان من باب أولى وأحرى أن يبذل المنشط والكرونيكور قليلا من الجهد للفهم ولإفهام المستمعين (من باب الثقافة العامة) الاختلافات القائمة بين الشعوب وضرورة احترام هذه الاختلافات لأنها نابعة من خصوصية المجتمعات.
والأهم من كل هذا، عندنا هنا دليل مادي لا يقبل الشك على دور خطير من أدوار الإعلام، فبدل أن تقاوم الإذاعة ميل التونسيين (الفطري) إلى السخرية من الآخرين ها هي تكرس العقدة وتجذرها… وها هو إياد الدهماني (وهو هنا مثال للكرونيكور الذي يفهم كل شيء) مستاء من طول عطلة العيد في قطر (يعجبكشي؟)
