كتب: عامر بوعزة
اللعنة عليكم ما أتفهكم…
أكثر من إذاعة اهتمت بما جاء في بودكاست (بيناتنا) من آراء حول المرأة التونسية. وكأن الأمر يتعلق بالطاهر الحداد أو هشام جعيط أو بمسؤول سياسي كبير آراؤه مؤثرة وقراراته نافذة.
ما كانت الذئاب لتكون ذئابا لو لم تكن النعاج نعاجا، وهؤلاء الذين يشتغلون بصفة حرة في اليوتيوب تحت مسمى (البودكاست) ما كانوا ليصبحوا (مؤثرين) لولا تهافت بعض (الصحفيين) واستعدادهم لفعل أي شيء دون تقدير لخطورة ما يفعلون.
(البودكاست) في العالم العربي يمثل اليوم عودة قوية للمضامين الجادة وهي تتفوق على وسائل الإعلام التي تعتبر (صناعة ثقيلة) ويصعب عليها مجاراة هذا الاتجاه الرقمي. ويمكن الاستدلال مرة أخرى في هذا السياق بالبودكاست الذي تكلم فيه الدكتور فوزي البدوي عن تاريخ اليهودية ثلاث ساعات كاملة بما يجعله مرجعا وحيدا لفهم الموضوع ومعرفة الباحث معرفة عميقة وتوثيق آرائه..
أما عندنا فالبودكاست والبرامج الإذاعية يتنافسان ويتعاونان من أجل الرداءة ولا شيء غير التفاهة، فهي فضاءات أخرى لنشر الأفكار الضحلة والشعارات المستفزة ومحاورة مغني الراب وفناني الهشتك بشتك، وحسناوات الانستغرام، ولا عزاء للمثقفين والمثقفات الذين يتساقطون تباعا فلا تعثر لأحدهم على صوت أو رأي موثق لا في التلفزيونات ولا في المحامل الرقمية وكأنهم ضيوف على أرض يملكها آخرون..
