صلاح الدين المستاوي يكتب: خواطر عن رمضان في فرنسا..

كتب: محمد صلاح الدين المستاوي
من الذكريات الجميلة التي لا تنسى تلك الايام والليالي من رمضان، التي تمتد الى ليلة العيد لسنوات عديدة قضيتها متنقلا في الصباح بالقطار لأكون في المساجد والمصليات مع الجالية في المساء إلى ساعة متأخرة من مرسيليا ونيس الى روون..
مرورا بليون وكلرمون فرون وبوردو وباريس وضواحيها القريبة والبعيدة صحبة أخوة أفاضل رحم الله من غادرونا منهم الى دار البقاء وأجزل مثوبتهم على حسن عشرتهم وتضحيتهم بأوقاتهم الثمينة، وجازى الله من مازال على قيد الحياة، ممن تقدمت بهم السن مثلي…
في جامع بلال بـ ‘سان دني’
وتجدد اللقاء بهم هذه الايام وكانت البداية معهم في درس القيته في جامع بلال بسان دني والذي لي مع القائمين عليه عِشرة تعود الى سنوات التسعينات القيت فيه خطب الجمعة والدروس وصلَيت بهم العيد في ملعب رياضي وضعته السلطات المحلية على ذمة روّاد مسجد بلال نظرا لانه يضيق لأداء صلاة العيد التي تشهدها أعداد كبيرة جدا..
العشر الأواخر
ايام وليالي رمضانية تزيدها العشر الأواخر أسرارا وبركاته وتجليات ربانية، يمتزج فيها المسلمون ببعضهم البعض على مختلف لغاتهم والوانهم وفئاتهم يجتمعون على موائد إفطار ينفق عليها ذوو البر والاحسان بسخاء، ويشهدها الطلبة والعمال ممن ليس معهم اسرهم وتأتيها العائلات المحدودة الدخل تتناول وجبة الإفطار وتاخذ معها وجبة السحور، ويأتيها غير المسلمين من فاقدي السن دمن أجوار المساجد والمصليات حيث يجدون كل تكريم وتبجيل مما يترك في أنفسهم أطيّب الأثر…
ويبدأ احياء ليالي رمضان بالدرس قبيل صلاة العشاء لتنطلق بعد ذلك صلاة التراويح بإمامة حفاظ مهرة بعضهم من ابناء الجالية والبعض الآخر ممن ياتون من البلدان المغاربية والعربية..
ولا يقتصر النشاط الرمضاني على ما يدور في المساجد بل تنضاف اليه لقاءات مع الجالية التونسية في مقراتها بمسامرات وندوات وسهرات تونسية يصاحبها مد تضامني، تنتفع بالكثير منه المستشفيات ومآوي المسنين ومراكز الطفولة في الداخل
(تونس)..
ذكريات لا تُنسى أحمد الله على توفيقه لمواكبتها والمشاركة فيها طيلة العقود الماضية سائلا الله ان يتقبلها مني خالصة لوجهه الكريم، فما هي إلا جهد مثل في الإحاطة الدينية باخوة لنا من اجيال مختلفة، وهي اقل الواجب نحوهم والحمد لله فإن إقبالا كبيرا في هذا الشهر المبارك يلفت النظر وينشرح له قلب المؤمن، عندما يرى اكتظاظ المساجد والمصليات (التي تكاثرت أعدادها)
يرتادها من المسلمين من كل الفئات لا سيما فئة الشباب اللهم بارك وسدد وسلم ووفق لما تحب ترضى والحمد لله رب العالمين…