صدر حديثا عن دار الشنفرى في تونس في سلسلة “تاريخ” كتاب جديد للمؤرخ التونسي الأستاذ “منصور بوليفة” بعنوان “دُوَل التثاقف في المغرب الإسلامي”، بغلاف للفنان السوري “رامي شعبو”.
يتكون الكتاب من توطئة ومقدمة وثلاثة فصول كل فصل من ثلاثة مباحث، وخاتمة ، وذلك على النحو التالي:
توطئة .مقدمة .الفصل الأول : التأسيس المرجعي .المبحث الأول . تأسيس التغيير .المبحث الثاني . إفريقية في ظل حكم بني أمية .المبحث الثالث . المغرب الخارجي .الفصل الثاني : الدولة المدرارية في سجلماسة .المبحث الأول : نهاية حكم الحكيم .المبحث الثاني : مملكة سجلماسة. المبحث الثالث :سجلماسة وجيرانها .الفصل الثالث : مملكة بورغواطة – نشاز على المحيط .المبحث الأول: الدولة. المبحث الثاني :السياسة الخارجية. المبحث الثالث :الدين.خاتمة .
يقع الكتاب في 112صفحة، مقاس 15/21سم، و متوفر بسعر 18 دينار تونسي للنسخة الواحدة في مكتبات العاصمة التونسية على غرار مكتبة “بوسلامة”-باب بحر، مكتبة “المعرفة” – ساحة برشلونة، مكتبة “العيون الصافية”-خلف وزارة المرأة، ومكتبة “الكتاب”-شارع الحبيب بورقيبة..
قال المؤلف في “التوطئة” : “اقترح عليّ المربي الهاشمي الحسين مصطلح تثاقف (Acculturation)عنوانا لهذا الكتاب , عوضا عن العنوان الذي كنت أنويه وهو دول الغرب البعيد. ذلك لأن هذا المصطلح يعبّر بدقة عن الخطة التي أروم تبليغها إلى القاري أي تلك العمليات التي تحدث عند اتصال مجموعة بشرية ما تكون حاملة لثقافة بأخرى لها ثقافتها الخاصة. ورصد التفاعل بين تلكم الثقافتين سلبا وإيجابا وصولا إلى ثقافة ناتجة تكون مواكبة لتطلعات الفريقين معا, تفضي إلى بناء حضاري يكون منسجما مع حكم الساعة.
ولما كانت أشكال التثاقف متعددة منها التلقائي الذي يحدث بين ثقافتين تواصلا حرا, أو ذاك الذي يحدث تحت الإكراه بفعل إرادة القوة, أو التماهي الحر والاندماج الطوعي. وقد تكون الحالة هي مجموع هذه التعريفات , لتكون استراتيجية موحدة لثقافة ارتضاها الناس بعد لأي.
قد تكون الحالة التي يتناولها هذا الكتاب شيئا من هذا, حيث حدث تفاعل بين الثقافة القائمة والثقافة الوافدة في بلاد المغرب الذي أضحى حاملا لثقافة جديدة هي وليدة التماس الذي حصل عند الفتح الإسلامي, بحيث أصبح المجتمع البربري الذي يفترض فيه أنه كان موحدا خلال المرحلة, وبالتالي له ثقافته الخاصة التي تبيح له إمكانية الاتصال والرد على المستحدث مع الطرح الجديدة لفكرة الإيمان والتوحيد. إنها المثاقفة التي تسري في كل الإنتاج الفكري لتحول السؤال من الكيفية إلى الماهية , كما يقول محمد الباشا.
لقد أثبتت الدراسات أن البربر لو يكونوا على هامش الحضارة – كما يوحي ظاهر المصطلح بالمفهوم الإغريقي – بل كانوا على دراية بما يجري في حوض المتوسط والتفاعل مع الحوادث الأرضية التي تجري على ضفافه, وإسهامهم في النسيج الحضاري القائم حينئذ لا يحتاج إلى تدعيم عنعني . ثم اكتمل الصرح بالتفاعل الطوعي ثم الانصهاري تحقيقا لوحدة العنص, وغدا التثاقف يجري انسيابيا ضمن القاعدة الفوقية لخلق بدائل تصلح حوارا مع الآخرين تحقيقا لتواصل إنساني بنّاء. اعتمادا على الطرح القائل والمتفائل بحوار الحضارات دفاعا عن إنسانية الإنسان التي ترقى إلى مرتبة القداسة في المنزع الفكري للإنسان الحر, والإنسان الحر هو من يجسّم إرادة الله في الأرض باعتباره خليفة”.
يذكر أنّ دار الشنفرى للنشر كانت قد أصدرت العام المنصرم 2023 كتاب “عوائد تطاوين” لجيرار فورست، بترجمة للأستاذ “منصور بوليفة” بالاشتراك مع “الهادي بودربالة”.
