رياضة

رقم 13…كلمة السر في مواجهة كبرى بين سان جيرمان وريال مدريد

يستعد عشاق كرة القدم لمتابعة المواجهة الاستثنائية التي تجمع العملاقين ريال مدريد الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي اليوم الأربعاء في المربع الذهبي لكأس العالم للأندية 2025 بأمريكا

ويسعى سان جيرمان الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا، لتجاوز النادي الملكي، البطل القياسي للقارة العجوز، من أجل الاقتراب خطوة جديدة من الفوز بلقب المونديال للمرة الأولى.

12 مواجهة سابقة

ورغم أن الفريقين لم يلتقيا سابقًا في مرحلة متقدمة كهذه من أي بطولة رسمية، فإنهما ليسا غريبين عن بعضهما البعض على الساحة القارية. ففي 12 مواجهة سابقة ضمن البطولات الرسمية، يتفوّق ريال مدريد بخمسة انتصارات مقابل أربعة لصالح باريس سان جيرمان، فيما انتهت ثلاث مباريات بالتعادل.
وقبل المواجهة الثالثة عشرة المرتقبة بينهما، والتي ستقام على ملعب ميتلايف، استعرض الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ثلاث مباريات خالدة في تاريخ لقاءاتهما.
وفي عام 1993، لم يكن باريس سان جيرمان قد أصبح بعد من كبار أوروبا، بينما كان ريال مدريد قد غاب عن التتويج القاري منذ عام 1966، وفي مباراة الذهاب على ملعب سانتياغو برنابيو، فاز ريال مدريد 3 /1 بفضل ثلاثية إميليو بوتراغينيو وإيفان زامورانو وميشيل، أما لويس إنريكي، الذي كان يلعب حينها في صفوف “الميرينغي”، فلم يترك بصمته في اللقاء.

هدف زامورانو

وفي ملعب بارك دي برانس، أعاد الأسطورة الليبيري جورج ويا الأمل لسان جيرمان بهدف في الدقيقة 33، لكن باريس واجه صعوبات في اختراق دفاع ريال مدريد حتى جاءت الدقائق العشر الأخيرة التي غّرت مجرى اللقاء، حيث سجل دافيد جينولا هدفًا رائعًا، قبل أن يضيف فالديو الهدف الثالث قبل النهاية بثلاث دقائق. ليتفوق العملاق الباريسي 3 /صفر ويصبح في طريقه للتأهل، لكن زامورانو سجّل هدفًا قاتلًا في الدقيقة 90، ليعيد الكفة لصالح ريال مدريد بأفضلية الأهداف خارج الأرض.
لكن الفريق الباريسي لم يرفع الراية. وفي الوقت المحتسب بدل الضائع، ارتقى أنطوان كومبواريه، الملقب بـ”الخوذة الذهبية”، فوق الدفاع الإسباني ليُسجّل برأسه هدف التأهل التاريخي إلى نصف النهائي.
وقال ميشيل دينيسو، رئيس سان جيرمان آنذاك “في تلك الليلة، وقع كل مشجع فرنسي في حب هذا الفريق. لقد منح السعادة للكثيرين”.
ورغم أن باريس سان جيرمان خسر لاحقًا في نصف النهائي أمام يوفنتوس الذي تُوّج باللقب، إلا أن هذه المغامرة الأوروبية دشّنت عصرًا ذهبيًا للنادي، حيث بلغ نصف النهائي الأوروبي ثلاث مرات متتالية (كأس الاتحاد الأوروبي 1992 /1993، وكأس الكؤوس الأوروبية 1993/ 1994، ودوري أبطال أوروبا 1994 /1995)، قبل أن يحرز لقب كأس الكؤوس في عام 1996، ويبلغ النهائي مجددًا في العام التالي.
وبحلول عام 2018، كانت استثمارات صندوق قطر للاستثمار الرياضي قد ارتقت بباريس سان جيرمان إلى مستوى جديد كليًا. فقد توّج الفريق بأربعة ألقاب في الدوري الفرنسي، وضمّ النجم الصاعد كيليان مبابي، الذي كان قد قاد موناكو للفوز بالدوري في موسم 2016-2017.
أما ريال مدريد، بقيادة زين الدين زيدان، فكان يسعى لتحقيق لقبه الرابع في دوري الأبطال خلال خمس سنوات، مع وجود كريستيانو رونالدو في قمة مستواه.
وقال كريستيانو رونالدو قبل اللقاء: “هذه مباراة يمكن تحدد مسار موسم كامل. نحن نواجه فريقًا عظيمًا مليئًا بالنجوم، ونكنّ له الكثير من الاحترام”.

رونالدو يحسمها

وكانت البداية من نصيب الباريسيين، حين افتتح أدريان رابيو التسجيل بعد مرور نصف ساعة. لكن رونالدو عادل النتيجة من ركلة جزاء قبل نهاية الشوط الأول، مسجّلًا هدفه رقم 100 في دوري الأبطال بقميص ريال مدريد.
وصمد باريس سان جيرمان في معظم فترات الشوط الثاني، لكن الانتفاضة المدريدية في الدقائق الأخيرة حسمت الأمور، ففي الدقيقة 83، أضاف رونالدو الهدف الثاني بطريقة درامية، قبل أن يُتوّج مارسيلو، الذي قدّم أداءً مذهلًا، الفوز بالهدف الثالث. وبهذا الانتصار، وضع الميرنغي قدمًا في دور ربع النهائي.
وغاب نيمار عن مباراة الإياب بسبب إصابة في الكاحل، ورغم تسجيل إدينسون كافاني هدفا لكن باريس فشل مجددًا في تخطي عقبة دور الـ16، بعد أن سجّل كل من رونالدو وكاسيميرو لصالح ريال مدريد.
واصل رجال زيدان مشوارهم بثقة، وتُوّجوا في نهاية المطاف بلقبهم الثالث على التوالي في دوري الأبطال. أما باريس سان جيرمان، فرغم إخفاقه الأوروبي، عاش موسمًا رائعًا محليًا، إذ حصد لقب كأس الرابطة بعد ثلاثة أسابيع، وضمن لقب الدوري قبل خمس جولات على النهاية، وتُوّج أيضًا بكأس فرنسا في ماي، لكن المجد الأوروبي بقي عصيًا على النادي الباريسي.
كان باريس سان جيرمان يعيش فترة واعدة أوروبيًا. بلغ نهائي دوري أبطال أوروبا 2019 /2020، لكنه خسر بهدف دون رد أمام بايرن ميونخ، بعد أن سبق له التفوّق على ريال مدريد 3 /صفر في دور المجموعات من نفس النسخة. وفي الموسم التالي، خرج الفريقان من نصف النهائي.

بن زيمه رجل المباراة

وبعد عام واحد، تجدد اللقاء بينهما في دور الـ16. رجال ماوريسيو بوتشيتينو حققوا فوزًا مهمًا ذهابًا بهدف كيليان مبابي في الوقت بدل الضائع، ليحمل الفريق الباريسي أفضلية معنوية قبل خوض لقاء الإياب في مدريد.
بدا باريس سان جيرمان مسيطرًا تمامًا عندما انطلق مبابي على الجهة اليسرى وسدّد كرة قوية تجاوزت الحارس تيبو كورتوا، مانحًا الفريق الفرنسي هدف التقدم قبل نهاية الشوط الأول.
لكن رجال كارلو أنشيلوتي، بقيادة كريم بنزيمة المتألق، عادوا بقوة في الشوط الثاني. وسجّل المهاجم الفرنسي ثلاثية مذهلة، هي الثالثة له في دوري الأبطال، بدأها من كرة مرتدة من فينيسيوس جونيور استغل خلالها خطأ من دوناروما، ثم أضاف الهدف الثاني بعد تمريرة حاسمة من لوكا مودريتش، واختتم “الهاتريك” بتسديدة خارج القدم مستفيدًا من انطلاقة أخرى لفينيسيوس.
وقال كورتوا بعد المباراة: “إلى جانب روبرت ليفاندوفسكي، كريم هو أفضل رقم 9 في العالم حاليًا، إنه لاعب رائع، وقائد حقيقي. لم يقُدنا للفوز بأهدافه فقط، بل بأناقته أيضًا”.

باريس سان جيرمان بطلا لأوروبا

واصل ريال مدريد مشواره بنجاح، وتُوّج بلقبه الأول في دوري أبطال أوروبا منذ 2018، إلى جانب إحرازه لقب الدوري الإسباني. أما باريس سان جيرمان، فقد استعاد لقب الدوري الفرنسي، لكن حلمه بتحقيق المجد الأوروبي استمر في التبخر… لكن الأمور كانت على وشك أن تتغير.
وبعد سبعة أعوام من تلك المواجهة، توج سان جيرمان أخيرا بلقبه الأول في دوري أبطال أوروبا في 2025 بعد تفوقه على إنتر ميلان الإيطالي بخماسية نظيفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى