د. المنجي الكعبي يكتب: على أنفاس غزة…

كتب: الدكتور المنجي الكعبي
ذكّرني صديق في هذه الأيام التي نعيشها على أنفاس فلسطين وغزة بالذات، ذكرني بكتابي وعنوانه «غزة ورعفة قلم» _ حرب 22 يوما _ سنة 2009…
غزة، هذه شنيعة إسرائيل اليوم وفخر العروبة والإسلام ومأساة الحقوق الإنسانية على أرضها الطاهرة، هي أكثر من أن يرعف لها القلم ويتلجلج لها اللسان للتقصير الذي يلمسه المرء من بعض الإعلاميين أو النسيان عن ذكر التونسيين الذين كتبوا عن فلسطين، كـ «ببليوغرافيا القدس» للمرحوم رشاد الإمام، وقبله كتاب «هذه فلسطين» للمرحوم حسين التريكي، ومواقف وكتابات المرحوم الصادق بسيس الملقب بالشيخ الفلسطيني، حتى لا نذكر غير هذه المؤلفات التي تحضرني الآن.
مأساة مدينة
وكتاب «غزة ورعفة قلم» الذي ذكرني به الصديق كتبت مقالاته يوما بيوم في حربها قبل الأخيرة ونشرته بعد يومين من انتهاء مأساتها كالمشيع لشهدائها الكرام والواقف باحترام لأبطالها الميامين.
ويحزنني أن أذكر الآن أنه لولا حرصي على كتابة تقرير إيجابي بنشر كتاب التريكي دون تأخير زايد لبقي مهملا، والحقيقة ممنوعا من النشر لأسباب سياسية لا تخفى، لخلافات صاحبه مع بورقيبة وكانت الشركة التونسية للتوزيع وضعته بين يدي للرأي، وكنت حديث الرجوع من فرنسا بالدكتوراه، مع عناوين كثيرة متحفظ على نشرها لأسباب سياسية أو غيرها.
رسائل متبادلة
وخضعت كذلك كتابات الشيخ الصادق بسيس للتعتيم عليها، للرسائل المتبادلة بين صاحبها وبين الأمين الحسيني وعبد الوهاب عزام وغيرهما من قادة الرأي وزعماء العالم الإسلامي من أجل نصرة قضية القدس ومقاومة الاستيطان الصهيوني بفلسطين، إلى أن تيسر الأمر بعد الثورة للإفراج عن جملة من المقالات والمراسلات بقلم المرحوم الشيخ بسيس المغضوب عنه من بورقيبة نفسه للمنافسة القديمة على الزعامة السياسية للقضايا الإسلامية والعربية بينه وبين بعض الوطنيين في الداخل والخارج.
ونشرنا قبل بضعة شهور أخيرا كتابين عنه على نفقتنا الخاصة حين تعذر الأمر أو قامت النزاعات بين الجهات على أولوية من ينهض بهذه المهمة المكلفة التي تتولاها المؤسسات الثقافية عادة.