حكيمي يكسر كل قواعد الكرة العالمية: عقله أقوى من مظهره!

في عالم كرة القدم الحديث، حيث تعد اللياقة البدنية والسرعة من العناصر الأساسية في نجوم الأطراف، قد لا يبدو المغربي أشرف حكيمي في الصورة النمطية لظهير أيمن نموذجي وعصري.
المواصفات لا تنطبق!
فحجم عضلات حكيمي وشكل جسمه لا ينطبقان على المواصفات التقليدية للاعب الظهير التي اعتدنا رؤيتها لدى لاعبين مثل الأسطورة البرازيلي كافو ومواطنه روبرتو كارلوس أو الظهير الأسطوري لمنتخب إيطاليا ونادي ميلان باولو مالديني، ولا يترك الظهير الأيمن الدولي المغربي انطباعا بالرشاقة أو الخفة من الوهلة الأولى.
لعبة العقل
لكن حكيمي يثبت باستمرار أن كرة القدم لعبة تعتمد أولا وأخيرا على العقل. يقولون إن نصف الذكاء في مركز الظهير هو التمركز الدقيق، والنصف الآخر هو اختيار اللحظة المناسبة للانطلاق. وهنا، يبرز اسم حكيمي بانطلاقته الصاروخية في الوقت المناسب.
البدايات في الريال
وبدأ حكيمي مشواره في الفريق الأول لريال مدريد عام 2017 وهو بعمر 18 عاما فقط، لكن لم يكن له مكان في النادي الملكي في ظل وجود داني كارفاخال، وفي لحظة كانت فيها معظم الخيارات أمامه تشير إلى مسار هادئ: أن يكون لاعبا احتياطيا، يشارك في دقائق محدودة ويكتسب خبرات ضمن فريق كبير. لكن حكيمي اختار الطريق الأصعب.
غادر الريال حين شعر أنه لن يجد مكانا له، ورفض أن يكون مجرد ظل، فانتقل على سبيل الإعارة إلى نادي بوروسيا دورتموند الألماني في العام 2018.
من ألمانيا إلى إنتر
في دورتموند، بدأ في فرض نفسه، وبعد موسمين ناجحين في ألمانيا، انتقل حكيمي إلى إنتر ميلان بشكل دائم مقابل 40 مليون يورو بالإضافة إلى 5 ملايين أخرى كمتغيرات.
وقضى حكيمي موسما واحدا فقط مع إنتر، لكنه قدم مستويات استثنائية، ساهمت في تتويج “النيراتزوري” بلقب الدوري الإيطالي لموسم 2020-2021.
في صيف العام 2021، وصل حكيمي أخيرا إلى باريس سان جيرمان مقابل 60 مليون يورو.
وبعد أن توج بجميع الألقاب المحلية مع سان جيرمان، ساهم الدولي المغربي في فوز الفريق الباريسي بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، بالفوز على إنتر ميلان بخماسية نظيفة في المباراة النهائية التي أقيمت أمس السبت في ميونخ.
مستوى رائع
وكان لحكيمي دور بارز في إنجاح مشوار سان جيرمان الأوروبي، ليس فقط بتسجيله الهدف الأول في النهائي، بل أيضا بمسيرته المتميزة خلال أدوار خروج المغلوب، حيث قدم مستويات رائعة وأسهم بأهداف وتمريرات حاسمة، ليكون أحد أبرز نجوم الفريق في البطولة.
وأصبح حكيمي أول لاعب مغربي يسجل في نهائي دوري أبطال أوروبا، كما دخل التاريخ كثالث لاعب عربي يحقق هذا الإنجاز، بعد الجزائري رابح ماجر (1987) والمصري محمد صلاح (2019).
كما ارتبط اسم حكيمي بإنجاز شخصي جديد، بعد أن أصبح أول لاعب عربي يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين مع ناديين مختلفين، الأولى مع ريال مدريد عام 2018، والثانية مع باريس سان جيرمان في 2025.
ما يميز حكيمي ليس فقط ما يقدمه داخل المستطيل الأخضر، بل شخصيته خارجه، إنه لاعب يعكس داخل الملعب طبيعته الحقيقية خارجه: واثق، جريء، ومقتنع بأن عليه أن يكون الفاعل وليس المتفرج.