حطموا ‘اللبيب’ فغاب الوعي وعمت الأوساخ البلاد..

قبل اندلاع انتفاضة2010 كانت البلاد نظيفة والعمل البلدي يتصارع مع الوقت ومتواصل ووزارة البيئة تجوب المدن والشواطى بالنشرات التوعوية تلفزيا واذاعيا وعلى ارض الواقع، وركزت مجسمات في كل مدينة اطلقت عليه إسم ” لبيب ” وهو رمز النظافة والمحافظة على البيئة والمحيط لدى اطفال المدارس لغرس روح التطوع والمحافظة على النظافة…
ورصدت جوائز مالية لانظف البلديات و انظف الأحباء الشعبية ، ورغم تهرئة البنية التحتية فإن النظافة كانت متسيدة الميدان، لكن بعد الانتفاضة تم تهديم كل شيء في رمشة عين وفي كل المجالات واصبحت بلادنا تعاني من الفوضى إلى يومنا هذا فازالوا مجسمات ” لبيب ” واصبحت الاوساخ والفضلات المنزلية منتشرة في كل مكان رغم جهود البلديات…
اما البناءات العشوائية فحدث ولا حرج وكل المسؤولين امتهنوا رياضة ” اخطى رأسي واضرب ” وأصبح رمي الكرة إلى الآخر رياضة شعبية عند الجميع ، وعجزت البلديات بجراراتها المترهلة و شاحناتها القليلة على القضاء على ظاهرة انتشار الاوساخ في شوارعنا و انهجنا وهذا كله حصل بعد غياب الوعي العام لدى اغلبية المواطنين الذين أصبحوا يتصارعون مع الساعة من اجل لقمة العيش و صعوبة مجاراة الحياة و غلاء الأسعار في كل شيء حتى اصبحت النظافة شيئا ثانويا لديهم والاوساخ أصبحت عادة لدى الجميع وهذا محزن لبلادنا التي كانت مثالا يحتذى به سوى لدى جيراننا او على المستوى الإقليمي والدولي.
المطلوب مراجعة مجلة الجماعات المحلية و الاسراع بإجراء الانتخابات البلدية في اقرب وقت ممكن حتى يتحمل المجلس البلدي المنتخب مسؤولياته كاملة لأنه بان بالكاشف أن المسؤولين المكلفين بتسيير شؤون البلديات قد فشلوا في مهامهم وخاصة في ميدان النظافة والبيئة لأن الحمل ثقيل و الخبرة في التسيير البلدي محدودة لدى اغلبيتهم وهذا يساهم بشكل كبير في تأزيم الوضع أكثر فأكثر.
عزوز عبد الهادي