جلسة تقييمية وعدم رضاء على برمجة مهرجان ليالي المدينة ببنزرت

مواكبة: الأمين الشابي
حتى نضع الموضوع في إطاره، نٌذكّر بأن هيئة مهرجان ليالي المدينة ببنزرت نظمت الدورة 12 لهذا المهرجان والتي امتدت من 12 إلى 26 مارس 2025، وقد تضمنت برمجته العديد من العروض، منها ما هو موسيقي روحي ووتري وملتزم على غرار عرض مجموعة ” أجراس” ومنها ما هو مسرحي لفرق مسرحية شبابية بجهة بنزرت..
هذا فضلا عن التكريم الذي شمل بعض القامات ومنها بالخصوص لمسة الوفاء لروح الفنان فيصل رجيبة.
وحرصا من الهيئة المديرة على تقديم الأفضل، انتظمت جلسة تقييمية لهذه الدورة بتاريخ 2 ماي 2025 وذلك بحضور جلّ أعضاء الهيئة المديرة للمهرجان يتقدمهم الدكتور عبد الرؤوف الساحلي رئيس المهرجان. هذا وقد حضر محمد علي الخميري كممثل للمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ببنزرت، فضلا عن رجال الإعلام.
عدم رضاء شبه كلّي
باستثناء عرض فرقة ” أجراس ” للفنان عادل بوعلاق التّي نجحت في جلب الجمهور وشدّه طيلة ساعتين من الزمن عبر الأغنية الملتزمة، تمّ الإجماع تقريبا، من قبل الحضور، على عدم الرضاء عموما على محتوى هذه الدورة 12 وخاصة على مستوى العروض المسرحية وأيضا فضاء العروض الذي اعتبره البعض غير مؤهل لاستيعاب العروض. إضافة إلى التنظيم غير المحكم ومحدودية الجمهور وغياب الدعم المالي.
تفاصيل تقييم هذه الدورة نحوصلها في النقاط التالية:
• عدم اكتراث الجهات الرسمية على غرار الولاية والبلدية بتنشيط الجهة ثقافيا بل وتغيبت هذه الجهات عن دعمها المادي واللوجيستي لمهرجان ليالي المدينة وكأنّ الشأن الثقافي لا يعنيها.
• تنظيم الجلسة التقييمية يعدّ في حدّ ذاته نقطة إيجابية تحتسب لفائدة المهرجان مع اقتراح تكوين لجنة مصغرة لتحسيس السلط على مساعدة المهرجان ماليا، هذا فضلا عن ملاحظة حول محدودية الجمهور الذي تابع العروض المبرمجة.
• العروض المسرحية لم تكن في مستوى انتظارات، الجمهور ولا أعضاء الهيئة، رغم اقحامها في البرمجة في آخر لحظة، لعدم القدرة على تحمّل أعبائها المالية، ممّا دفع أحد رجال الأعمال من تبنيها والتطوع لخلاص الفرقة المسرحية ولكن خيّبت آمال الجميع المستوى الضحل لهذه العروض.
• لماذا لا يتّم التوجه للطلبة وتنظيم عروض لفائدتهم في رحاب الجامعة خاصة وأنّ الجهة تعج بأكثر من مؤسسة جامعية وهي التي تضم مئات الطلبة.
• توفر الإمكانية لتقديم ملف للتمويل بعنوان الدورة القادمة وذلك بتقديم ملفات للجهات المعنية على غرار الولاية والبلدية ومندوبية الثقافة والمؤسسة الوطنية لتنمية الثقافة ودعم المهرجانات وإدارة الموسيقى.
• إمكانية الاطلاع مسبقا على كل العروض التي سيتم قبولها في برمجة أي دورة حتى يتم فرز الغث من السمين.
• ما هي هوية المهرجان وماذا نحن بصدد فعله خاصة في غياب الدعم الكلي للجهات المعنية وبالتالي تمّ اقتراح إمكانية تنقيح القانون الأساسي للجمعية، التي يعمل تحتها المهرجان، من أجل توسيع مشمولاته وأهدافه حتّى يصبح المهرجان كبيرا ومشعا وقادرا على تنويع نشاطه.
• ما هي المقاييس التي يتم على أساسها توزيع المنح المالية على مختلف المهرجانات من قبل مندوبية الشؤون الثقافية ببنزرت؟
• العمل على البحث على شراكات مع بعض الجمعيات ومندوبية السياحة ببنزرت، ولم لا تكوين شراكة ولمدّة 3 سنوات مع مندوبية الشؤون الثقافية ببنزرت إذا كانت فعلا تؤمن بمهرجان ليالي المدينة ببنزرت ومدى تنشيطه للمدينة.
• اقتراح الرجوع إلى فضاء المرسى القديم وتقديم أحد عروض المهرجان به لتحسيس رواده وحثهم على متابعة عروضه خاصة في ظل نجاحات سابقة في هذا المكان.
• ما هي هويّة مهرجان ليالي مدينة بنزرت خاصة في ظل عدم اهتمام الجهات الرسمية بالمهرجان والذي يعتبر محطة هامة في حياة الجهة. وعليه لابدّ من تكوين لجنة استشهار لطلب السند والدعم من المؤسسات الوطنية التي تشتغل بالجهة.
• النّظر في إمكانية تنظيم نقطة إعلامية لتسليط الضوء على أسباب غياب الدعم من قبل المؤسسات المنتصبة ببنزرت والسلط الجهوية لدعم مهرجانات ليالي المدينة ببنزرت.
كلمـة الأخيــرة
تعتبر تنظيم الجلسات التقييمية علامة صحة في حياة المهرجانات عموما، من أجل دعم نقاط القوّة وتفادي الهنات، وذلك من أجل تجويد العروض والتنظيم عموما.
وعليه نحيي هيئة مهرجان ليالي المدينة ببنزرت على تبني هذا التمشي وأيضا هيئة إدارة مهرجان بنزرت الدولي التي اجتمعت لتقييم الدورة الفارطة ولكن للأسف تمّ تغييب الإعلاميين.