رياضة

بين نبيل الكوكي والسّي آس آس…’خانها ذراعها، قالت مسحورة’!

التّصريحات التي أدلى بها المدرب السابق للنّادي الرياضي الصفاقسي نبيل الكوكي لبعض وسائل الإعلام هذا الأسبوع حول تجربته الأخيرة مع السّي آس آس أثارت موجة واسعة من الغضب والاستياء في أوساط أحبّاء نادي عاصمة الجنوب وبقية الأطراف المنتمية للنّادي.

الكوكي سعى من خلال تصريحاته إلى تبرئة ذمّته من أيّ مسؤولية في الفشل الذّريع للفريق هذا الموسم وفي تراجع الأداء والنّتائج بشكل غير مسبوق، رغم البداية الموفّقة ونجاح زملاء علاء غرام في تحقيق الفوز في 3 مناسبات متتالية في الجولات الثّلاثة الأولى من سباق المرحلة التّمهيدية.

تعلّات

من ضمن التعلّات التي ذكرها المدرّب نبيل الكوكي لتبرير المستوى الضحل والرّديء الذي أصبح عليه النّادي الرياضي الصفاقسي في عهده “محاولة بعض الأطراف التّدخّل في تركيبة التّشكيلة” و”تعرّضه لضغوطات لمحاولة دفعه لتشريك بعض اللّاعبين في المباريات”.

الكوكي قال كذلك إنّ مسؤولي النّادي وعدوه بتعزيز الرّصيد البشري خلال الميركاتو الشّتوي الماضي وبتمكين الفريق من إجراء تربّصات خارج تونس قبل انطلاق مرحلة “البلاي أوف”، دون أن ينجزوا هذه الوعود على أرض الواقع، واكتفوا بالتّعاقد مع قلبي دفاع.

كما أشار المدرّب نبيل الكوكي إلى أنّ اللّاعبين الإيفواريّين كانوا موجودين ضمن الرّصيد البشري عندما تسلّم المقاليد الفنّية للفريق، مضيفا أنّ اللّاعب الوحيد الذي كان موافقا على انتدابه هو متوسّط الميدان الدّفاعي الغيني فودي كامارا.

ماذا عن خطّة 4-4-2؟

بخصوص الانتقادات الشّديدة التي كان عرضة لها لاعتماده خطّة 4-4-2 التي لم تتلاءم مع الفريق، شدّد الكوكي على أنّها من أفضل الخطط، في حين أنّ الفنّيّين أكّدوا أنّ اعتماد هذه الخطّة من قبل الإطار الفنّي للسّي آس آس من أهمّ الأسباب التي أدّت إلى غياب النّجاعة.

تجاهل للعناصر الشابّة

ردّا على الانتقادات التي وجّهت إليه بسبب تجاهله للعناصر الشّابّة الواعدة، أجاب المدرّب نبيل الكوكي أنّه منح الفرصة لـ3 شبّان، وهم يوسف بشّة وعمر بن علي ومحمّد عزيز السكرافي، إلى جانب تشريك بعض الأسماء الأخرى المنتمية لفريق النّخبة في الحصص التّدريبية والمباريات الودّية.

إقالة أم استقالة؟

المدرّب نبيل الكوكي أشار إلى أنّه هو الذي طلب من نائب رئيس النّادي حسّان شعبان مغادرة الفريق إثر الهزيمة أمام الاتّحاد الرياضي المنستيري في الجولة الثّالثة من مرحلة “البلاي أوف”. لكن، في الواقع، جاء الاستغناء عن خدمات هذا المدرّب بقرار من مسؤولي نادي عاصمة الجنوب، خاصّة وأنّ رحيله كان “مطلبا جماهيريّا” ولم تعد الهيئة المديرة قادرة على مواصلة منحه ثقتها بعد تردّي أداء ونتائج الفريق بمثل ذلك الشّكل، وبسبب حالة الغضب والهيجان التي كان عليها الأنصار الذين طالبوا بإبعاد الكوكي إيمانا منهم بعجزه عن قيادة الفريق إلى تحقيق أهدافه.

تبعا لذلك، وجد المدرّب نبيل الكوكي نفسه في وضعية لا يحسد عليها بإمكانها أن تلقي بظلالها على مسيرته كمدرّب مستقبلا – وهو ما جعله يسعى لإقناع أحبّاء السّي آس آس، والرّأي العامّ الرياضي عموما، من خلال تصريحاته الأخيرة، أنّه لا يتحمّل مسؤولية تدنّي أداء ونتائج الفريق، ويلجأ إلى تحميل مسؤولية الفشل لأطراف أخرى، وكأنّه ليس طرفا فاعلا في الفريق!

مسؤولية كبرى

حسب رأي جلّ أحبّاء النّادي الرياضي الصفاقسي والمتابعين لمسيرة الفريق هذا الموسم، يعتبر المدرّب نبيل الكوكي السّبب الرّئيسي في الفشل الذّريع الحاصل، وذلك لعدّة اعتبارات، أهمّها تراجع المؤهّلات الفنّية لجلّ اللّاعبين وفقدانهم الثّقة في إمكاناتهم وتسرّب الشكّ إلى نفوسهم، خاصّة وأنّ الإعداد النّفسي والذّهني لعناصر الفريق لم يرتق إلى المستوى المطلوب، رغم الدّور الكبير الذي لعبه جمهور الأبيض والأسود على مستوى التّشجيع والمؤازرة والحضور المكثّف للمباريات بملعب الطيّب المهيري.

كما أنّ الشّيء الذي لا ريب فيه هو أنّ تمسّك الكوكي باختياراته الفنّية والتّكتيكية غير النّاجعة وغير الموفّقة ساهم بالقسط الأكبر في حصيلة النّتائج المخيّبة للآمال وعجز الفريق عن تسجيل أهداف، أو حتّى خلق فرص تهديف، في العديد من المباريات التي خاضها في المرحلة الأولى من عمر البطولة، وخاصّة في مرحلة “البلاي أوف” – التي لم يسجّل خلالها ولو هدفا واحدا!

المدرّب نبيل الكوكي، ولأسباب غير واضحة وغير مقنعة، أصرّ كذلك على تجاهل عديد العناصر الشّابّة الواعدة التي كانت بإمكانها تقديم الإضافة على مستوى النّجاعة، وواصل التّعويل على بعض الأسماء التي أصبحت شبحا لنفسها وأثّر تشريكها بانتظام في المباريات سلبيّا على الأداء الجماعي، وبالتّالي على النّتائج.

خرافة أمّي سيسي

يمكن القول إنّ خروج المدرّب نبيل الكوكي للإعلام في هذا الظّرف بالذّات لمحاولة إقناع الرّأي العامّ الرّياضي أنّه لا يتحمّل مسؤولية الفشل يندرج ضمن خانة “خانها ذراعها، قالت مسحورة”.

في الختام، لسائل أن يسأل: لماذا كان نبيل الكوكي يرفض الإدلاء بتصريحات إعلامية لتقييم أداء السّي آس آس إثر المباريات، ثمّ سارع اليوم، مع اقتراب موعد استئناف نشاط البطولة، للاستنجاد ببعض وسائل الإعلام العاصمية ليروي “خرافة أمّي سيسي” ويحمّل مسؤولية فشله لبعض الأطراف الأخرى؟

محمّد كمّون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى