جهات

بنزرت: مسيرة حاشدة تضامنا مع الشعب الفلسطيني (صور)

مواكبة: الأمين الشابي

كل أبناء بنزرت تقريبا، وكل المجتمع المدني بكل تشكيلاته المجتمعية و تفريعاته الحقوقية – بمختلف أهدافها ـ والمواطنين و أبناء المدارس و المعاهد و الكليات و من أبناء فلسطين الطلبة بكلياتنا و بعض المسؤولين عن فلسطين..

الكل ودون استثناء لبوا دعوة الاتحاد الجهوي ببنزرت للمسيرة التي انتظمت يوم أمس الجمعة الموافق لـ 11 أفريل 2025، انطلاقا من مقر الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت و ذلك تضامنا مع الشعب الفلسطيني وما يعانيه من إبادة جماعية من قبل المحتل الصهيوني.

ضيوف من فلسطين
Bizerte 1
ضيوف من فلسطين في مقدمة المسيرة التي انطلقت، كما أسلفنا، من أمام مقر الاتحاد الجهوي ببنزرت المسيرة، التي شارك فيها جمهور كبير من مختلف الأجيال من النساء و الرجال و الشباب، و في مقدمتهم الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت بشير السحباني و ممثلين عن دولة في فلسطين والشعب الفلسطيني في شخصي المستشار الإعلامي لسفارة فلسطين بتونس الدكتور هاني الروسان والأستاذ بسام أيوب، رئيس اتحاد عمال فلسطين فرع تونس، فضلا عن حضور بارز للطلبة الفلسطينيين الذين يدرسون في تونس.

شعارات منددة بالعدوان

شعارات منددة بالعدوان، تحت سماء من الإعلام الفلسطينية والتونسية وصور تعكس وحشية العدو الصهيوني، صدحت بها حناجر الجمهور المشارك في هذه المسيرة منها ما صدح بها الطلبة الفلسطينيون المشاركون ( بلكنة فلسطينية ) في هذه المسيرة على غرار ” يا بو الغزي لا تهتم، القصف بالقصف والدم بالدم ” و ” يا أحلى خطف لجنود في الغلاف على الحدود” و ” بإرادة من حديد من حي اليمن السعيد” و ” ارفع ايديك و علّي، الموت و لا المذلي” و ” هيهات منّا الذّلة لا استسلام و لا تطبيع، رغم الجوع لن نبيع” و ” النّصر آت و الموت لإسرائيل” و لتجيبها الحناجر البنزرتية بشعارات كذلك و أهمّها ” يا حكام العار سيدكم السنوار” و ” الطوفان الطوفان يسقط الطغيان ” و ” يا عملاء الامبريالية هزوا ايدكم على القضية ” و ” يا عروبة عار عليكم صهيوني يدنس أراضيكم ” و ” مقاومة، مقاومة لا صلح و لا مساومة ”

الجمهور متعاطف مع فلسطين

هذه المسيرة، تضامنا مع الشعب الفلسطيني، جابت اهم شوارع مدينة بنزرت وخصوصا شارع الحبيب بورقيبة ذهابا وإيابا، حيث التحق بها الكثير من المواطنين دعما لإخوتنا الفلسطينيين. وقد دفعهم للانضمام للمسيرة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وهدم وتجويع وغياب كل مقومات الحياة.
وقد رصدنا انه كلما مرت المسيرة من مكان ما إلاّ والتحق بعض المواطنين بصفوف المسيرة، ممّا ضاعف العدد ليصبح بالمئات وهو ما أوجب تدخل الأسلاك الأمنية لتنظيم حركة المرور وتسهيل المسالك التي تنتهجها المسيرة وكان ذلك بكل حرفية واقتدار وبدون أي مشاكل تذكر.

فارس خالد، الشهيد الرمز
Bizerte 2
ولتنتهي هذه المسيرة، كما انطلقت، إلى مقر الاتحاد الجهوي للشغل أين ألقى ممثل فلسطين، الأستاذ بسام أيّوب، كلمة في الحضور جاء فيها بالخصوص ” بسم الله الرحمان الرحيم، “ونريد أن نمّن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ” صدق الله العظيم.
الإخوة والأخوات من الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت، ممثلا بالأخ والصديق بشير السحباني. الإخوة والأخوات أبناء مدينة الجلاء، أبناء الشعب التونسي الأبّي، بالأمس القريب قدمت تونس فارسا من فرسانها شهيدا على طريق فلسطين.
هذا الفارس الشهيد ابن العشرين لم يكن مجرد متضامن أو متظاهر بل كان يحمل في قلبه بركانا وغضبا يساوي غضب أمّة. كان يشعر بالقهر والخذلان من أمّة كانت خير أمّة أخرجت للنّاس، وهو يشاهد جرائم الاحتلال النّازي الذي يمارس ضدّ شعبنا على مدار 18 شهرا.

ليست شأنا فلسطينيا

كان يعي أنّ قضية فلسطين ليست شأنا فلسطينيا بل هي قضية العدل والإنسانية، قضية كلّ أحرار العالم وقضية الأمن العربي. وعليه قرّر مع بعض من زملائه الطلبة أن يكسر صمت وخذلان هذا العالم، وبدمه الطاهر أكّد وحدة المصير المشترك الذي يجمع كلّ الشعوب العربية، فأصبح رمزا من رموز الحركة الطلابية التونسية والعربية، واستطاع أن يحطّم كلّ الحواجز التّي وضعها سايكس بيكو ولتحلق روحه الطاهرة في كل أرجاء فلسطين.

نقولها اليوم وبكل صراحة، إن فلسطين اليوم لا تستحق إلى شعارات عابرة بل إلى فعل حقيقي ومستمر وهذه التظاهرات والإضرابات يجب أن تكون بداية لعصيان مدني من المقاطعة الفعالة إلى الضغط الشعبي على الحكومات إلى الدعم الاقتصادي والإعلامي. بكل بساطة هذه هي فرصتنا الأخيرة لنثبت أننا مازلنا بشرا وأن دماءنا لم تتبلد أمام هول المجازر التي تستهدف الأطفال والشيوخ والنساء بخيام النازحين مستعملين سياسة التجويع في محاولة لتركيع شعبنا وحمله على الهجرة من أرضه ولكن ورغم بشاعة المجازر اليومية سيبقى شعبنا ثابتا ومتجذرا على أرضه، أرض الآباء والأجداد نحن الرقم الأصعب في الشرق الأوسط كما كان يردد الشهيد ياسر عرفات في ذروة التآمر على القضية الفلسطينية، وسنبقى الرقم الأصعب.
عاشت تونس عاشت فلسطين المجد والخلود لشهدائنا الأبرار” لتتخم هذه الكلمات بكلمة ممثل طلبة فلسطين بتونس الطالب وسيم البطار جاء فيها بالخصوص ” من رفح لتونس ومن جنين إلى سيدي بوزيد، النّصر قريب إن شاء الله “ولتختم أيضا هذه المسيرة وفي كنف النظام على أنغام النشيد الوطني التونسي الذي ردده الجميع بكل حماس..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى