خلفت الزيارة التي أداها جوي هود سفير الولايات المتحدة الأمريكية بتونس إلى ولاية بنزرت واستقباله وتكريمه من قبل والي الجهة جدلا كبيرا بين أبناء بنزرت بين رافض و موافق على هذا الاستقبال…
وبرّر المعارضون للزيارة والتكريم بما اعتبروه ‘دورا أمريكيا’ في حرب الإبادة التي تدور رحاها في فلسطين المحتلة وما تمثّله مساندة الإدارة الأمريكية لاسرائيل من دعم كبير لإطالة أمد الحرب…
ولعلّ آخرها استعمال حق النقض من قبل ممثلة الولايات المتحدة لإجهاض مشروع القرار الجزائري والذي يطالب بالإيقاف الفوري لهذه الحرب الظالمة على الشعب الفلسطيني، والتي أبادت إلى اليوم حوالي 30 ألف شهيد و حوالي 70 ألف جريح، هذا فضلا عن الخراب و الهدم الذي لحق المباني ودون أن نتغافل عن حرب التجويع التي تنتهجها إسرائيل.
زيارة مثيرة للجدل…
زيارة السفير الأمريكي جوي هود كان لها أصداء سيئة في الشارع البنزرتي و خاصة مع تزامنها مع الوقفة الدورية للمساندة الشعب الفلسطيني والتي ينظمها أسبوعيا المرصد الجهوي لمناهضة التطبيع ببنزرت.
هذه الوقفة، على غير عادتها، حشدت العشرات من المواطنين الذين جاءوا منددين باستقبال السفير جوي هود وتكريمه من قبل السلطة الجهوية بل ورفعت خلالها شعارات تندد بهذه الزيارة التي نعتها البعض بـ زيارة ‘إغماض العيون’ على ما يجري على الساحة الفلسطينية من قتل وهدم وسجن وحرمان المواطن الفلسطيني من أهم حقوقه الإنسانية عبر الآلة العسكرية الاسرائيلية.
خطب حماسية وبيانات وشعارات نوعية
أثناء هذه الوقفة الأسبوعية، المساندة للشعب الفلسطيني، كان لاستقبال السفير الأمريكي وتكريمه من لدن السلطة الجهوية، حضورا طيلة مدّة الوقفة حيث تعددت الخطب الحماسية لبعض الحضور جاء في البعض منها ” و الله العظيم، إنّه لشيء محزن وشيء مبكي أن تستقبل السلطة الجهوية في بنزرت، أرض الشهداء و قلعة النضال، سفير الولايات المتحدة الأمريكي..
فلا تساوموا على دماء الشهداء، ولا تساوموا على وطنهم، ولا تساوموا على أرضهم ولا تساموا على وطنيتهم. فمتى كانت أمريكا حليفا، و متى كانت مدافعة عن الشعوب و متى كانت صديقة للشعوب؟ فنحن بوصلتنا هي فلسطين، و دربنا وخطّنا هو الشهيد ـ فنحن أصحاب الوطن ونحن الباقون و هم الزائلون….
أجواء حماسية
كما تمت بالمناسبة تلاوة البيان الصادر عن المرصد الجهوي لمناهضة التطبيع ببنزرت الذي أتى كما يلي ” في حين يتعرض شعبنا العربي الفلسطيني إلى عدوان اسرائيلي همجي و إبادة جماعية تحت انظار و مسمع العالم و صمت الحكومات العربية، تستقبل السلطات الجهوية ببنزرت سفير أمريكا جوي هود الشريك الأول للعدوان و الداعمة الرئيسية للحرب على شعبنا في فلسطين و كل الشعوب التواقة للتحرر.
وإذ ندد نحن المرصد الجهوي لمناهضة التطبيع ببنزرت بهاته الزيارة، ندين كل من حضر و بارك هذه الخطوة الملطخة بدماء الشهداء، نطلب من كل القوى التقدمية و المعادية للامبريالية و العدوان، أن تأتي و بكثافة كلّ يوم جمعة لنعبّر عن رفضنا لمثل هذه الخطوات اللامسؤولة و نصدح بصوت واحد – بنزرت الأبيّة ترفض الزيارة الأمريكية. ولتختم هذه الوقفة بالنشيد الرسمي للجمهورية التونسي في الانضباط و الوطنية.
رصد: الأمين الشابي
