فنون

بنزرت: حفل ‘مرتضى’… الجمهور انتشى رغم ضحالة المحتوى

قد أسبح ضدّ التيار، في تقييم حفل مرتضى الفتيتي، ويقاسمني هذه السباحة الكثير من الحضور الذين عبّروا عن عدم رضاهم عن عرض مرتضى الفتيتي، رغم حضور جماهيري بحوالي 9 آلاف متفرجا وذلك في حفله، ليلة يوم 2 أوت 2023 على ركح الهواء الطلق، حافظ عيسى ببنزرت، فإنّ ذلك لا يعني أيضا عدم وجود من رأى في حفله نجاحا كبيرا فنّيا و جماهيريا…

الجمهور انتشى رغم ضحالة المحتوى
بنزرت.. حفل مرتضى...01
بالرغم من أنّ الجمهور الذي أقبل بأعداد كبيرة، وبالرغم من الحضور ” شاخ ” و انتشى و هاج و ماج، وردّد تقريبا جلّ الأغاني مع مرتضى. و لم تهدأ له حركة طوال الحفل، بل ورقص و لوّح بأياديه تعبيرا عن انتشائه، فإن محتوى العرض، كان صراحة ضحلا. فيكفي التوقف عند الأغاني الخاصة به والتي تغنّى بها أمام هذا الجمهور، على غرار ” يا ليل ” و ” ما سمعوا كلامي ” و ” بابا ” و حكايتكم وفات ” و ” ملك العشق ” و ” أنت لامور ” و ” ألفين كتاب ” و ” شدّة و تزول ” فإنّ هذه الأغاني مجمعّة لا تكفي، زمنيا، لتأثيث حفل بقيمة مهرجان بنزرت و لمدّة ساعتين من الزمن…

لذلك التجأ مرتضى، قصد تغطية المساحة الزمنية المخصصة لعرضه، إلى الاستنجاد بأغاني غيره أوّلا، على غرار ‘ألف ليلة و ليلة’ لأم كلثوم – و الحقيقة قد شوّه هذه الأغنية – ثمّ غنّى لملحم بركات ” ولا مرّة ” ثمّ لميادة الحنّاوي ” انا بعشقك ” ليمرّ لكوكتال تونسي مثل ” بيت الشعر” و ” حبيبة يا حبيبة ” وصولا إلى الجو البنزرتي و أغنية ” نغارة “.
وثانيا، التجأ، مرتضى، لملأ – بقية الفراغ الزمني – إلى بالي راقص جاء معه، والذي قدّم بعض الرقصات الشبابية الخفيفة لعلّه بذلك يقضم بعض الوقت من الزمن المخصص لعرضه.

أسئلة حائرة لمرتضى
بنزرت.. حفل مرتضى...
هل يمكن اعتبار، حضور الجمهور، هو المقياس الوحيد لنجاح المطرب و بالتالي الحفل؟ هل الاعتماد على أغاني الغير لأكثر فترة زمنية من الحفل يمكن أن يصنع فنّانا ويضمن استمراره في المجال الموسيقي؟
وهل طغيان الآلات الموسيقية الصاخبة على صوت الفنان، إلى درجة ضياع صوته أمام كل ذلك الصخب هي أحد مقاييس النجاح؟ وهل استجداء الجمهور عبر اللعب على أوتار الكلام المعسول و ذكر فريق كرة القدم والتودد للجمهور وتمجيد الجهة يشفع له و تعدّ أحد أعمدة حصاد النجاح؟
كلّ هذه الأسئلة نلقيها على الفنان الرقيق والصاعد مرتضى الفتيتي، للإجابة عليها من أجل تقويم الهنات و بالتالي العمل على تفاديها من أجل مسيرة فنّية مضمونة النجاح، خاصة و هو مازال في بداية الطريق، فلا يغرّنك الحضور الكبير للجمهور، فليس ذلك هو المقياس الوحيد لنجاح الفنان؟

لأنّنا نحبك و نتمنى نجاحك

نعم لأنّنا نحبك و لا نتمنى لك إلاّ النجاح و التوفيق في مسيرتك الفنّية، لذلك صارحناك بكل ما رأينا و ما رصدنا وما نراه في صالحك وصالح مستقبلك الموسيقي. ” و لا نطرق عبر هذا النقد ، إلاّ باب النصح من أجل تقويم الاعوجاج.
وقديما قالوا ” خوذ كلام اللي بكيك ” ونحن لا نريد أن ننغص عليك فرحتك، بقدر ما نريد أن نراك فنّاتنا كبيرا و قامة غنائية ناجحة على كل المستويات، يقرأ لها ألف حساب في المستقبل .. لأنّك فنان موهوب..

مواكبة: الأمين الشابي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى