فنون

بنزرت تحيي الذكرى الرابعة لـ فقيد الصحافة الجهوية صالح الدريدي

مواكبة: الأمين الشابي

في أجواء خاشعة، اختلط فيها الحنين بالذكريات والأمل بالإنجازات، أحيت التنسيقية الجهوية لصحفيي ولاية بنزرت، الذكرى الرابعة لرحيل عميد الصحافة الجهوية ببنزرت ورجل الفكر والإعلام والثقافة والسياحة المرحوم صالح الدريدي، بالفضاء السياحي الجميل “الخيام” وذلك يوم الاثنين 12 أوت 2024…
06-image-BAS
أين التقى عدد غفير من أصدقاء المرحوم و أفراد عائلته تتقدمهم السيدة جميلة الدريدي، أرملة المرحوم لإحياء هذه الذكرى الرابعة لرحيل ‘عم صالح’ الدريدي، كما يحلو للكثير تسميته بذلك.

وقد رصدنا حضور العديد من الوجوه الإعلامية على غرار محمد الحبيب حريز، المدير العام السابق للإذاعة الوطنية ومحمد الماطري صميدة، والشافعي الخضراوي، فضلا عن إعلاميي الجهة بمختلف محاملهم ويتقدمهم شحرور المصدح، رشيد البكاي وثلة من أصدقائه وأحبابه وأصهاره وكلّ من عايشه ومن كانت له ذكريات معه، على غرار الأستاذ عمر البجاوي، السفير السابق و الأديب عبد الواحد براهم و السيدة سناء مقنين، نائبة رئيس جمعية صيانة المدينة ببنزرت والعميد المتقاعد بالجيش الوطني، محجوب السميراني والسيدة هاجر بورقيبة، التي قدمت خصيصا لبنزرت لحضور هذه المناسبة.
والأستاذ سعيد الأسود، رئيس الأسبق لبلدية بنزرت والدكتور محمد عبيدة والديبلوماسي السابق محمد مداح ومحمد رضا مقداد، رئيس التحرير السابق للقنال الناطقة باللغة الفرنسية وصديق المرحوم الصيدلاني رؤوف البصيري، الذي قدم من المغرب خصيصا لحضور هذه الذكرى والدكتور عبد الرحمان المرساني والأستاذ الهادي الطياشي والأستاذة الجامعية ليليا شوشون وغيرهم من الوجوه الرياضية يتقدمهم كل من حارس المرمى السابق أحمد بو رشادة وعثمان الملولي.

مداخلات وقصائد وموسيقى وذكريات
05-image-BAS
انطلق احياء هذه الذكرى الرابعة لرحيل عم صالح الدريدي بالنشيد الوطني الذي عزفه الشاب الفنان المتميز غيث عزوز في جو من الخشوع والانضباط لكل الحضور تليها وضع المناسبة في إطارها من قبل السيد رشيد البكاي ليحيل الكلمة للمعنيين بالأمر لتقديم مداخلاتهم بهذه المناسبة.

كلمة سناء مقنين:

جاء في كلمة السيدة سناء مقنين باعتبارها نائبة رئيس جمعية صيانة مدينة بنزرت، أنّ هذا المناسبة تعدّ لمسة وفاء واعتراف بالجميل كرّسوا حياتهم لخدمة بنزرت وفي كلّ المجالات. فهو من أسس بعث جريدة “القنال ” للوجود، وهو من أسس نادي الصحافة ببنزرت، وهو من ساهم في إرساء مهرجان ببنزرت وهو كذلك من ترك مؤلفا هاما عن حياة الزعيم الحبيب بورقيبة.

كلمة محمد الحبيب حريز:

محمد الحبيب حريز، كلمته مفعمة بالذكريات والحنين، حيث قال تجمعنا هذه الأمسية الذكرى الرابعة لرحيل الصديق العزيز والزميل صالح الدريدي. ذكرى تختلط فيها معاني الحزن بمعاني النخوة والسعادة. والأكيد أننا سنبقى نكبر فيه كلّ قدمه محليا وجهويا ووطنيا، مما يبوئه الريادة في أكثر من مجال. وان الفقيد كان مسكونا بحلم تثبيت الصحافة الجهوية كركن ثابت، وذلك عبر الالتصاق بهموم وبمشاكل المواطن والوطن. مضيفا وأنّ المرحوم كان له شرف تأسيس مهرجان بنزرت، ليختم كلمته باقتراح مفاده إمكانية جمع أعداد جريدة “القنال” في مجلدات لتمثّل مرجعا للأجيال.

مراوحة شعرية وموسيقية

لتكون بعد هذه الكلمة مراوحة شعرية وموسيقية. المراوحة الشعرية كانت للشاعرة زهور بوشان التي قدمت قصيدة بعنوان “ضريح المحب” أتت فيها على بعض فضائل الراحل ومناقبه وكذلك المصورة الصحفية الشاعرة ابتهال بن الحسين بعنوان ” جدل “.
في حين قدّم الشاعر الأمين الشابي قصيدة بعنوان ” ذكرى و بوح ” جاء فيها ” لأعوام أربعة / صمت فيها صوتك / و غاب عنها طيفك / و لكن أنت بيننا / حيّ تعيش / كلّ الفصول فصولك / هذا ربيك مزهر / و هذا شتاؤك ممطر / و هذا صيفك منعش / و هذا خريفك مغبر / و هذا حال البشر / كي يعيش / و لكنك أنت الآن بيننا / سعيد لا تعيس / غبت عنّا في رحلة / قد تكون أبدية / و لكن تركت بعدك / أحلاما كم هي وردية / هذه ” القنال ” منار مضيئة / تبحث عمّن يجعلها / وردا و مزهرية / ناد للصحافة أسست / لعله بعدك يحمل عبء القضية / تعاقبت عليه أجيال / و رفعت قلم الإعلام / بفخر و ندّية / كم سنشكو إليك يا عم صالح / هذا العصر الذي نعيش / و قد اختلط فيه الصالح و الطالح / ببائع الوهم و بائع الحشيش / قم و انظر أيّها العمّ / كيف ناديك داسه / قلم متسوّل خسيس / جمعنا الآن يحيي ذكراك / أفضالك بلا عدّ على الجميع / لا يجحدها إلاّ حاقد نحيس / عم صالح أيها الأب و القائد و الرئيس / أيها الملهم نم في عرينك و استرح / ستظل ذكراك منارة مضيئة / و سنفديك بالغالي و النفيس /.

بعدها مباشرة، كانت مراوحة موسيقية للشاب الفنان غيث عزوز حيث قدم احدى ألحان العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ. ومهي مناسبة لنذكر وأن الشاب غيث عزوز متحصل على أفضل عازف على آلة الأورغ بمصر وجائزة أفضل عازف شاب بتونس.

كلمة الأديب عبد الواحد براهم :

تناولت كلمة الأديب عبد الواحد براهم، “صالح الدريدي، الإنسان” تناولت جلّ جوانب حياته من منظور إنساني بحت، حيث تحدث عن دماثة أخلاق المرحوم ورجاحة عقه، ممّا بوأه من أن يكون صديق الجميع. كان يحاول دائما إصلاح ما أفسده الدهر بين الأصدقاء والخلان. كان بعيدا عن النرجسية، وكان متواضعا إلى أبعد الحدود، وكان يتميّز بفكر ثاقب وصحةّ توقعاته.

رشيد البكاي:

هذه المداخلة، للزميل رشيد البكاي، جاءت تزخر بالمعلومات حول مسيرة الفقيد صالح الدريدي، ولا ولن تكفينا الصفحات الكثيرة للوقوف على مناقب فقيد وعميد الصحافة عم صالح الدريدي لو نزلنا كلّ ما أتى عليه المتدخل. وعليه، سنحاول اقتباس البعض مما جاء فيها حيث ذكر سي رشيد البكاي ” دأبنا في تنسيقية صحفيي ولاية بنزرت وسنويا إحياء ذكرى رحيل سي صالح الدريدي، واخترنا للمداخلة عنوانا هو ” 43 سنة من العطاء لجريدة القنال 1967 / 2011 ” وذلك حتى نضفي على هذه المناسبة قيمة ومحتوى.
فـ مسيرة الرجل في مجال مهنة المتاعب مسيرة زاخرة بالنجاحات وكذلك بالانكسارات. ويمكن أن تكون درسا لكل صحفي واعلامي يرنو إلى تحقيق النجاح في هذا المجال. وعم صالح صاحب المبادرات في أكثر من مجال. فهو من أسس مهرجان بنزرت سنة 1975. وهو من أسس نادي الصحافة ببنزرت سنة 1983. وهو من بعث جريدة القنال سنة 1967. وهو من أدار مجلة الحرس الوطني و نشرية ديوان تعليم الكهول. وهو كان وراء صدور جريدة ” الصحافة المسائية” على المستوى الوطني، ولكن تصدت له اللوبيات في ذلك العصر وحالت دون تواصلها… في كلمة كان عم صالح الدريدي محبا للشأن العام وصاحب جلّ المبادرات بجهة بنزرت.

كلمة محمد الماطري صميدة

جاء في كلمته بالخصوص وأن سي صالح، رحمه الله، كان رجلا متسامحا إلى أبعد الحدود، وفي الآن نفسه كان جريئا ويصدح بكلمة الحق. مضيفا وأن ” القنال ” من الجرائد القيمة في عصرها لو أردنا انصافها لقلنا بل وعلى أساس مقاييس موضوعية، كانت من أفضل الجرائد حتى بالمقارنة مع بعض الجرائد التي تصدر على المستوى الوطني. وقد كان المرحوم وراء مقترح أن تصدر جريدة ‘الصحافة المسائية’ ولكن بعض اللوبيات صادرت هذا المقترح بعد صدور بعض الأعداد منها.

كلمة ممثل عائلة الفقيد

جاءت في كلمة ممثل العائلة، وهو حفيد الفقيد صالح الدريدي، ” باسم عائلة العزيز الراحل جدّي صالح الدريدي، أشكر جميع الحضور وكلّ من ساهم في إعداد هذه ” اللمة ” الجميلة لإحياء الذكرى الرابعة لرحيل العزيز صالح الدريدي، وليس أمامنا اليوم إلاّ الترحم على فقيدنا وعزيزنا وشكرا من القلب لكل الحضور »..

تكريمات نالت هؤلاء

في ختام هذه المناسبة تمّ تكريم مجموعة طيبة من الصحفيين الذين ساهموا في مسيرة القنال على مختلف مراحلها. وفي مقدمتهم السيدة جميلة الدريدي، أرملة المرحوم صالح الدريدي.
كذلك نال شرف التكريم كلّ من عبد الرحمان بلخشين، الرسام الكاريكاتوري وصديق الفقيد ورئيس تحرير جريدة القنال الناطقة بالفرنسية السيد محمد رضا مقداد وكذلك الصحفي نوفل الورتاني تسلمها نيابة عنه الصحفي محمد الماطري صميدة والأديب والكاتب عبد الواحد براهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى