المكان فضاء دار سيدي جلول الجميل والأصيل ببنزرت، وهو مقر جمعية صيانة المدينة التي يشرف عليها الدكتور صفوان بن عيسى. الزمن يوم السبت 23 مارس 2024 ليلا، الحضور كان من مختلف المجالات والجهات والشرائح العمرية…
والمكرمون أذواقهم مختلفة ومن كلّ الاختصاصات والفنون، مسرحا وأدبا وشعرا واعلاما ورياضة وعزفا وغناء وسينما وسباحة وغوصا وتصويرا ورسما ونحتا، وقامات كبيرة شرّفت المحفل.
والمحفل هو باختصار الحفل السنوي، لتكريم مبدعي ولاية بنزرت في شتى المجالات والاختصاصات، التي دأبت تنسيقية صحفيي ولاية بنزرت على تنظيمه، ممّن آمنوا بالفعل الثقافي و تشجيعه ليزيد ابداعا واشعاعا بربوع بنزرت مدينة البذل والعطاء، وفي مقدمة هؤلاء الإعلامي رشيد البكاي وكامل الفريق لتنسيقية صحفيي ولاية بنزرت. لتشدّ على أيادي مبدعيها وتهمس إليهم إلى الأمام، لأنّ الإبداع هو القاطرة التي تدفع إلى كلّ القطاعات الأخرى من أجل التألق في مجال الاختصاص.
حضور نوعي و هام
قبل انطلاق حفل التكريم للمبدعين الذين فازوا في استفتاء تنسيقية صحفيي ولاية بنزرت بعنوان 2023، لاحظنا الحضور الهام والنّوعي الذي واكب هذا الحفل التكريمي. فقد رصدنا وجود الكثير من الوجوه الفاعلة والقامات الكبرى على غرار الكبير محمد الحبيب حريز والديبلوماسي السابق عمر البجاوي والوالي الأسبق منصف السيفاوي والفنانة الكبيرة عفيفة العويني وأسد شباك النادي الرياضي البنزرتي أحمد بورشادة والمدير العام للنشر الحبيب العرقوبي، والإطار النشيط حاتم المسعودي والإطار التربوي و الجمعياتي قمر الزمان قلوز. فضلا عن المحتفى بهم من المبدعين والحضور الكريم عموما، الذي كان بأعداد كبيرة و هامة. زائد وسائل الإعلام بمحاملها المختلفة.
أمّا على مستوى الرسمي، فقد رصدنا حضور المعتمد الأوّل، الحبيب الخرشاني نيابة عن والي الجهة، سمير عبد اللاوي وإلى جانبه كلّ من معتمدة بنزرت الشمالية سامية بوعلاق والنائب سامي السيد ومندوب الثقافة فوزي بن قيراط ومندوب المرأة و الأسرة و الطفل و كبار السن، خالد العبيدي و مدير المركب الثقافي الشيخ ادريس ببنزرت محمد بشير القمودي وثلّة من نخبة ولاية بنزرت و مثقفيها.
الحفل كان مراوحة بين التكريم والغناء والإنشاد
الحفل كان مراوحة جميلة بين الغناء والإنشاد الديني والشعر والمعزوفات الموسيقية والمالوف. حيث انطلق الحفل، بعد الكلمة الترحيبية بالحضور، بمعزوفة على آلة الأورغ أمنها باقتدار النجم الصاعد غيث عزوز، ليطرب الحضور بعدها بوصلة غنائية من الفن الأصيل من المالوف التونسي قدّمها كلّ من الفنانين الشابين، رامي الكافي وضياء مقنين و ليجعل كل الأجساد تتمايل على أنغامها الجميلة وكلماتها الأجمل. وليصدح الصوت الجهوري للفنان فاروق السيلاوي بعد ذلك بأنشودة دينية في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام ليوشّح السهرة بمسحة من حلاوة الإيمان. ثم تتحفنا المنشدة الدينية وحيدة البجاوي التي شنفت، بما قدمته في وصف الرسول الأكرم، آذان الحضور. ولكن كانت نجمة السهرة و بامتياز الفنانة ابنة بنزرت عفيفة العويني التي ذكرت الحضور بما يجري بفلسطين و غزة و كل الأراضي الفلسطينية عبر أدائها لأغنية ” القدس ” و كان صوتا شجيا مؤنسا و مقنعا و مؤثرا، ممّا دفع الحضور إلى أن يردّد معها الأغنية في انصهار كلّي، و لتتحفه بعد ذلك بإحدى أغاني نجاة الصغيرة ” أمّا براوة “.
الشعر أيضا كان حاضرا عبر الشاعرة الجميلة ليلى الرحموني التي أتحفت الحضور بقصيدة بعنوان ” كفّ نيراك ” تقول بعض أبياتها ” يا شوق كفّ نيراك ما أنا حديد / ما عدت احتمل لظاها إذ تريد / فلا أنا أيّوب في صبره ولا أنا / يعقوب يبكي يوسف الفقيد / أخمد نيرانك يا شوق وانس الهوى / فما غير السلوان لك يفيد /. ليجيبها الشاعر الأمين الشابي بقصيدة قصيرة ومرتجلة بعنوان “براءة ” تقول كلماتها، ” في ذات مساء كنت بيننا حبّا و وفاء / بسمتك براءة، بكاؤك براءة / رغم قساوة الشتاء / في ذات مساء / اشتدّ عودك ذاك النحيل / و لامس ناطحات السماء / فتدحرج من أعلى / حبات البراءة و كلّ الصفاء”
تكريم في اختصاصات مختلفة ومتعددة
التكريم طال العديد من الاختصاصات والعديد من القامات، حيث انقسم التكريم بين ما هو شرفي، ونالها كلّ من الكبير محمد الحبيب حريز، الوجه الإعلامي المعروف والمدير العام الأسبق للإذاعة الوطنية، والديبلوماسي السابق منصف بن غربية والأخت “ماري جرار” وهي مسؤولة عن مدرسة الأخوات ببنزرت. وبين ما هو تتويج لنتائج الاستفتاء السنوي لتنسيقية صحفيي ولاية بنزرت بعنوان 2023.
وقد فاز بهذا التتويج كلّ من:
• المدون محمد الهمامي عن موقعه الإعلامي ” مرصد القنال ببنزرت ” بجائزة أفضل موقع اعلامي.
• الإعلامية فرح السعيداني بإذاعة أكسيجين عن برنامجها ” Mise à jour « ”
• الإعلامي فاخر الرفرافي كأفضل صفحة اجتماعية إخبارية على شبكات التواصل الاجتماعي، راس الجبل TV
• الإعلامي سيف الدين بن رمضان كأفضل معلق رياضي بأكسيجين FM
• الإعلاميان منير حبيب البشيني و مراد معرف كأفضل إذاعة واب بمنزل جميل.
• المصور الفوتوغرافي منجي الجواني كأفضل مصور صحفي من تينجة.
• المصور الفتوغرافي نروان الدريدي كأفضل مصور صحفي من بنزرت الجنوبية.
• الإعلامي مروان الشلغومي كأفضل مراسل جهوي عن راديو الحدث وقناة حنبعل.
•
• الكاتب الرحالة الأستاذ ادريس الشريف عن كتابه ” La vie et le monde vue par un itinérant curieux”
• الشيخ الجليل علي بن صالحة كأفضل مقرئ
• المسرحي سيف الدين الأديب كأفضل انتاج مسرحي ” رشفة فن”
• الفنان منصف بن جامع كأفضل رسام و سيف الدين بن حماد كأفضل نحّات.
• الفنان الشاب رامي الكافي كأفضل فنان في لون المالوف التونسي.
• الغازف الشاب غيث عزوز كأفضل عازف على آلة الأوروغ.
• الفنان الكبير فاروق السلاوي تحصل على جائزة أفضل مطرب.
• الدكتور صفوان بن عيسى كأفضل جمعية ثقافية
• السيدة سلوى شقرون كرئيسة أفضل جمعية في خدمة الأصالة و التراث البنزرتي.
• الأستاذ قمر الزمان قلوز كرئيس أفضل جمعية اجتماعية
• الفنان السينمائي الشاب محمد بن فرج كأفضل فنان سينمائي في الأفلام القصيرة الألكترونية
• محمد بشير القمودي كأفضل مدير مؤسسة ثقافية عمومية للمركب الثقافي الشيخ ادريس ببنزرت
• الحبيب العرقوبي عن اتحاد الناشرين التونسيين كأفضل مهرجان ثقافي للكتاب
• محمد أمين الغربي، مصرف للطباعة و التوزيع، كأفضل مؤسسة داعمة للعمل الثقافي.
• الأستاذة ليلى الرحموني كأفضل شاعرة ببنزرت
• سمير يعقوب كأفضل مسير بالنادي الرياضي البنزرتي
• الشابة حنان المحفوظي، ابنة ماطر، كأفضل رياضة في مجال السباحة والغةّص.
• الدكتور منير عبيدة، جائزة الريادة الرياضية في رياضة المشي في الماء.
في الختام كلمة شكر نسوقها لكل من ساهم و حضر و نشط و غنّى وأنشد و عزف و ألقى الشعر، و أسهم من بعيد أو قريب لإنجاح هذه اللّمة العائلية الكبيرة، التّي تقرّب، و لا تقترب من التصرفات التّي تفرّق، و بعيدا عن تضخيم الأنا، لأنّ أي عمل، ثقافيا كان أو غيره، لا ينجح إلاّ إذا تظافرت الجهود و صفت القلوب و نظفت الأيادي و سادت الشفافية وذلك من أجل أن تشعّ بنزرت بكل معتمدياتها ثقافة و حركية بعيدا عن النرجسية.
رصد: الأمين الشابي
عدسة: حنان الذوادي
