فنون

بدأت بالورود…وانتهت بـ’عركة’: أسرار ليلة أحمد سعد الغريبة في بنزرت…

أثار حفل أحمد سعد، الذي احتضنه ليلة أمس السبت الموافق لـ غرة جويلية 2023 مسرح الهواء الطلق حافظ عيسى ببنزرت، الكثير من ردود الفعل ضدّ هذا الفنان الذي وصفه البعض بـ ‘المغرور’ وعاب عليه البعض تجاوزه كل حدود الاحترام و اللياقة…

يكفي الرجوع لشهادة اللبؤة التونسية حنان شقراني ـ في فيديو مصور ـ باعتبارها كانت حاضرة لتقديم هذا الحفل وما نالها من دفع، وهي على خشبة مسرح الهواء الطلق ببنزرت فضلا عن الكلمات الخارجة عن حدود اللياقة التي توجّه بها هذا الفنان لرئيسة المهرجان الدولي للتخييم بالرمال، نادية المنصوري فضلا عن مراوغة الصحافيين بعد إتمام الحفل… لنفهم الأجواء المشحونة التي دار فيها هذا الحفل.

في غياب الجمهور

وبالرجوع الى التفاصيل هذا الحفل، الذي حدّدت اسعار التذاكر فيه بـ 45 دينارا وبمقابل في حدود 400 ألف دينار لفائدة الفنان أحمد سعد، نشير أوّلا، إلى أنّ الحفل لم يشهد إقبالا كبيرا كما كان متوقعا لصاحب أغنية ” وسّع .. وسّع »، وكأن الجمهور يقول بذلك ” أفصع أفصع ” ربّما لغلاء ثمن التذاكر أو ربما أيضا لعدم حسن اختيار توقيت هذا الحفل، ممّا تمّ معه فتح الأبواب بالمجان. وثانيا رصدنا تململ الجمهور للتأخير الكبير في ظهور هذا الفنان حيث لم يعتل الركح إلاّ حوالي الساعة الحادية عشرة بقليل ممّا أثار حفيظة الجمهور على هذا التأخير، وما يعنيه ذلك من ” تصفير ” و صياح و كلام لا يشبه الكلام العادي..

انتشاء وامتعاض

لتبدأ وصلته الغنائية ببعض الأغاني على غرار ” قادر أكمل ” و ” وسع وسع ” و ” يا عارف ” و ” اختياراتي ” و ” بحبك يا صاحبي ” و ” عليك عيون ” و غيرها من أغاني أحمد سعد. و قد حظيت هذه الأغاني كعادة كلّ حفل بتمايل أجساد الشابات خاصة و ترديد أغانيه معه ممّا أحدث جوّا من الانتشاء في صفوف الحضور عموما حيث تتمايلت الأجساد
وانطلقت الحناجر وانتفت كلّ الحدود…
ليتفاجأ الحضور بانتهاء الحفل عند منتصف الليل بقليل، وهذا أيضا لم يرق للجمهور الحاضر الذي تابع هذا الحفل مقارنة مع ثمن التذكرة التي تكبده لقاء حفل مبتور و قصير جدّا. وقد غادره و هو ممتعض و غير راض عموما على مجريات السهرة…

تطاول و مراوغة

رغم المجهود الكبير الذي بذلته حنان الشقراني لتهدئة الجمهور، باعتبارها تنشط هذا الحفل ـ خاصة أمام التأخير في بدء الحفل ـ إلاّ أنّه طالها عدم الاحترام من قبل مدير أعمال هذا الفنان الذي دفعها وهي على الركح…
ثمّ ليتواصل هذا التطاول على رئيسة المهرجان الدولي للتخييم بالرمال ( بنزرت ) نادية المنصوري، وذلك حين فنّدت كلام الفنان أحمد سعد – الذي برّر أمام الإعلاميين بعدم تنظيم نقطة إعلامية لعدم تضمن الاتفاق على تنظيم مثل هذه الندوة الصحفية بعد انتهاء الحفل…بل ولم يكتف بذلكـ ليسمح لنفسه بتلفظ، في حقّ رئيسة المهرجان، بكلام لا ينّم إلاّ على العجرفة و عدم الاحترام حيث قال لها لفظيا ” اسكتي أنت . أنت أصلا مالكيش أي علاقة بتنظيم الحفلات و إدارة الحفلات ”
وذلك بحضور وسائل الإعلام و بحضور حنان الشقراني، التي كانت بالفعل اللبؤة التي دافعت بشراسة على تهجم أحمد سعد…قائلة: ” أنت لا تمثّل الفن المصري و السلطة الرابعة لها قيمة في تونس بل و كلّ الفنانين العرب تمّت شهرتهم عبر الإعلام التونسي، وأنت تقول للإعلام بمثل هذا الكلام.. لأنّك خائف فقط من الإعلام، لأنّ لك محطّة قادمة على ركح قرطاج ولكن بنات بورقيبة لا يهنّ أبدا و لتعلم ذلك »، وكاد الوضع أن يؤول إلى ما لا تحمد عقباه خاصة أمام تشنج الجميع ليهرب الفنان بجلده خاصة بعد أن حمى الوطيس وتشنجت الأعصاب.

كلمة أخيرة

لسنا ضدّ أيّ فنان سواء عربي أو غربي باعتبار و أنّ الفن عموما هو اللغة الوحيدة التي لا تأبه بالحدود و لكن أيضا الاحترام مطلوب من كلّ فنان لأبناء الوطن مهما علا شأن هذا الفنان؟ فكيف يكون الفنان فنانا، و ما تعنيه الكلمة من رقّة الإحساس واحترام الآخر، بمثل هذه العجرفة و استعمال الألفاظ العنيفة التي أتاها أحمد سعد والتي تحمل بين طياتها كثيرا من الغرور والتعالي فالتواضع يرتفع بالإنسان عموما…

رصد: الأمين الشابي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى