‘اوسيلوسيا باند’ في بنزرت: الأطفال ‘فتقوا’ مواهبهم بلا حواجز ولا قانون..

مواكبة: الأمين الشابي
أمام حوالي 7 آلاف متفرج وبنسبة 90 بالمئة منهم من فئة الأطفال حيث لا يتعدى معدل أعمارهم 16 سنة، أمّا النسبة الباقية فهي تغطي أولياء هؤلاء الأطفال الذين أتوا لمصاحبة أبنائهم القصّر.
أتى الجميع، مساء الخميس 01 أوت 2024 ليأخذوا أماكنهم، سواء في المدارج أو في الكراسي، بفضاء مسرح الهواء الطلق حافظ عيسى ببنزرت وذلك في إطار الدورة الحالية عدد 41 لمهرجان بنزرت الدولي.
وانطلق العرض في حدود الساعة العاشرة ليلا، ليستقبله الحضور من فئة الأطفال بالصياح والتصفيق، تعبيرا عن فرحهم بهذا الزائر المبجل ” اوسيلوسيا باند ” للكرتون باعتباره سيذكر كل هؤلاء الشباب و الأطفال بذكريات الصغر التي كانت مفعمة بمثل هذه الأغاني الكرتونية، والتي تسمّر الكثير منهم في انتظارها أمام شاشة التلفزيون. ولكنهم اليوم يعيدون هذه الذكريات مباشرة وبكل تفاعل حي مع هذه الأغاني الطفولية.
.. وتفتقت مواهب الأطفال
الصور، كم هي جميلة ومعبّرة لهؤلاء الأطفال، وهم يتفاعلون بكل تلقائية وبراءة مع الأغاني التي كانت لهم معها أحلى الذكريات، وهم يتخيلون أنفسهم أقوياء وأذكياء وأصحاب قوّة خارقة مثل أبطال هذه الأفلام الكرتونية. فترى الفرح بأعينهم البراقة لهذه اللمة الجميلة.
وترى أجسادهم تتمايل وتتناغم مع الموسيقى الصارخة والأنغام المذهلة. وهم يشعرون بالنشوة والبهجة. وأي بهجة أجمل من أن نرى أبناءنا في قمّة الفرح والنشوة والابتهاج.
كلّ طفل من هؤلاء الأطفال يشعر وأنّه هو البطل لمثل هذه الأفلام الكرتونية وهو يعيش أنغامها وكلماتها، فتراه يرددها عن ظهر قلب ويفتّق مواهبه بلا حواجز و لا قانون، فهو يغني ويرقص ويتمايل ويلوّح بيديه وكأنّه هو من يغني فعلا بدل عناصر الفرقة التي أبدعت في شدّ الأطفال إليها، بل أبدعت في السيطرة على كل حواس هؤلاء الأطفال وعيشتهم ردهات من الزمان نسوا فيها الزمان والمكان بل نسوا حتّى أنفسهم.
أغاني الذكريات الجميلة
كلّ الأغاني التي أتى عليها العرض وردّدها الأطفال عن ظهر قلب وتمايل لأنغامها، ألهبت ساكني المدارج كما الكراسي، ولم تترك ساكنا في تلك الأماكن إلاّ حركته ولم تترك حنجرة إلاّ وصدحت بأعلى صوتها تعبيرا عن إعجابها بما يعرض أمامها. هذه الأغاني كانت على غرار ” القناص ” و ” شمس سطعت ” و “أنا وأخي ” و ” هامتارو” و ” أبطال الديجيتال ” بل زاد الأطفال حيوية ونشاطا حين تمّ تذكيرهم بما يحدث بفلسطين الجريحة وأطفال فلسطين حيث صدحت حناجر الأطفال بحب فلسطين وتحيا فلسطين والنّصر لفلسطين وزاد هذه الأجواء حماسة حين تغنّت الفرقة بأغنية ” موطني ”
وكان لأبنائنا نصيب من الفرح
جاحد من يقول أن هذا العرض للأطفال لم ينجح على أكثر من مستوى، فنّيا وجماهيريا وتنظيميا. فشكرا لهيئة المهرجان على مثل هذه البرمجة للأطفال وشكرا أيضا لكل طواقمنا من أمن وحماية مدنية ومتطوعين لخدمة المهرجان.
وجاحد أيضا من يعتقد أنّ أطفالنا ليسوا في حاجة إلى مثل هذه العروض لـ شحنهم بكثير من النشاط والحيوية وأيضا لتنفيس عليهم من بعض الضغوطات خاصة بعد سنة دراسية وما يعنيه ذلك من عمل دؤوب طيلة السنة الدراسية.
في الكلمة سينام أطفالنا هذه الليلة وهم في قمّة النشوة، والأكيد أنّ حلمهم سيتواصل بالمزيد من العناية بهم، فهم رجال الغد فهم في حاجة إلى بعض الفرح و بعض الاهتمام.