عالمية

اليوم الذكرى 53 لرحيل ‘الزعيم الاستثنائي’ جمال عبد النّاصر

يصادف اليوم الخميس 28 سبتمبر 2023 الذكرى الـ53 لرحيل قائد “ثورة 23 يوليو” وصاحب النهضة المصرية الحديثة، الزعيم الخالد جمال عبد النّاصر، الذي توفّي في 28 سبتمبر 1970.

مساء يوم 28 سبتمبر 1970، انقطع فجأة الإرسال العادي للراديو والتليفزيون في مصر، ورنت في الأرجاء آيات الذكر الحكيم، وخالج الجميع شعور بالتساؤل عن سر ما يجرى، وفجأة ظهر أنور السادات على شاشة التليفزيون ليعلن بصوت باكٍ نبأ وفاة الرئيس عبد الناصر، لينفجر فور إعلان النبأ طوفان رهيب من البكاء والنحيب والحزن في كل أنحاء الوطن العربي، وفي كل مكان في العالم توجد به جاليات عربية، ولمدة 3 أيام حتى يوم 1 أكتوبر 1970.

أضخم جنازة

كان الحدث الأكبر في تاريخ مصر المعاصر، ومع فاجعة الرحيل المفاجئ، هو يوم تشييع جنازة الرئيس عبد الناصر، بمشارك 6 ملايين مواطن، و40 ألف ضابط وجندي، و40 لواء من قادة القوات المسلحة، و500 جندي شرطة عسكرية لحراسة الجثمان الطاهر، هذه الأرقام سجلت للمشيعين يوم جنازة الزعيم العربي جمال عبد الناصر.
وفى اليوم التالي 2 أكتوبر 1970، كان مانشيت جريدة التايمز البريطانية (أنه أضخم تجمع بشري في التاريخ)، وجاء تقرير مجلة نيوزويك الأمريكية على جنازة الرئيس عبد الناصر، أكثر وأوضح تعبيرا، عن ظاهرة جنازة تاريخية وغير مسبوقة، وكتبت المجلة الأمريكية عن رجل كانت تهاجمه بالأمس: “لم يشهد العالم جنازة تماثل في ضخامتها جنازة عبد الناصر، وسط مشاهد من عويل المصريين والعرب عليه، بلغت حد التخلي عن الموكب الجنائزي، عندما ضغطت الألوف المؤلفة على الموكب في محاولة لإلقاء نظرة أخيرة على النعش، الذي يحمل جثمان بطلهم الراحل، إن جنازات كيندي وستالين وكمال أتاتورك، تبدو كصور فوتوغرافية إذا ما قورنت بجنازة عبد الناصر، لقد أحس العرب أنهم فقدوا الأب والحامى لهم.”
وحين خيم الحزن على أرجاء الوطن العربي، الذي لم يستوعب رحيل زعيمه، التفتت وسائل الإعلام الغربية، إلى الحشود الباكية في شوارع الإقليم العربي، وكتبت صحيفة “الجارديان” البريطانية، تقريرا عن جنازة الزعيم الراحل، تحت عنوان “جنازة ناصر اكتظت بالحشود الباكية… جنازة لم يذكر التاريخ قبلها جنازة بهذا الحجم”.

زعيم خالد

على الرغم من مرور كل هذه الأعوام على رحيل جمال عبد الناصر، إلا أنه يبدو وكأنه غادرنا بالأمس، فصورته تحضر إلى العقل الجمعي العربي، كلما واجهت الأمة العربية مشكلة، وأتصور أن الإعلام الغربي كان على درجة كبيرة من الوعي بما سيحدث في المنطقة بعد غياب دور الرجل. وكانت التوقعات ـ بعد الرحيل مباشرة ـ أقرب إلى استشراف وقائع المستقبل العربي، واستكشاف تخوم المتغيرات التي ستهب على الساحة العربية.

شكوك وجدل

وفاة عبد الناصر أثارت الشكوك والجدل حولها بين الكثير من الأطراف، وأصابع الاتهام تُشير تجاه كل شخص لفترة وتنتقل بعد ذلك لغيره… ربما كانت الشكوك تحت تأثير صدمة مفاجأة الرحيل، حتى أن الزعيم الصيني البارز، رئيس الوزراء، شواين لاي وجه سؤالا للكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل، قائلا: “لقد كنت أنت قريبا من ناصر… كيف قتلتوه؟ إنه لم يتجاوز 52 عاما فقط!”

زعيم استثنائي

يبدو أن عبد الناصر “الرمز” سيبقى عصيا على الموت والغياب، بشخصيته المتفردة، عاش بمقاييس الزمن حياة قصيرة، فقد رحل عن 52 عاما و8 أشهر و13 يوما، ظهر فيها على مسرح التاريخ لمدة 18 عاما، مثلت فصلا استثنائيا في التاريخ العربي كله… “زعيم استثنائي” أعطى أمته يقينا متجددا بأنها موجودة، وأعطى لهذا اليقين المتجدد حركته التاريخية، وأنجز بهذه الحركة مهاما كبيرة على أرضها، وحول أرضها، وفي العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى