الهوارية: نهاية الموسم الدراسي…كرّموا المعلم وأهانوا التلميذ…هل هذا مقبول؟

بعد نهاية الموسم الدراسي 2023/2022 في خضم جدال عميق بين وزارة الاشراف واحدى النقابات، وببادرة رشيقة وراقية من مديرة المدرسة الابتدائية ابن خلدون بالهوارية نجاة دودش، تم تكريم مجموعة من رجال التعليم والعملة الذين احيلوا على شرف المهنة…
حركة رشيقة
وقد كانوا عناوين مضيئة في تكوين أجيال تقلدوا مراتب كبيرة و متنوعة في البلاد على مر السنين، وهذا التكريم وان كان متاخرا فلا بد أن نحيي صاحب الفكرة البسيطة في مظهرها، لكنها عميقة في باطنها وفي وجدان المكرمين الذين تناستهم الأحداث بفعل فاعل أو بلا مبالاة كعادة المسؤولين في تونس المحترفين في طمس القديم وتقزيم الحاضر ووضع العصا في عجلة المستقبل تحت يافطة “نحن او لا أحد’…
ولكن!!
لكن مديرة المدرسة وهي حديثة العهد في مسؤوليتها اتخذت من نكران الذات وسيلة وتكريم الاخرين شجاعة وقامت بحركتها الرشيقة لا يهمنا في مصداقيتها او من فعلتها من اجل ” البوووووز ” كما يتشدق بعض ضعاف النفوس من النيران الصديقة المنتمين لنفس الميدان، وبعد كل هذا نشاهد في الضفة الاخرى بعض المربين يحجبون اعداد تلاميذهم الصغار ودفاترهم الدراسية التي سمعوا عنها في حكايات وقصص اوليائهم الليلية لتعويدهم وحثهم على المثابرة و النهل من العلم ما تيسر لهم ، بتعلة وجود ” عركة” بين نقابتهم ووزارة الاشراف من اجل مطالب مشروعة اقر بها الجميع ولا جدال فيها…
وتم حشر التلاميذ فيها بلا ذنب ارتكبوه ونغصوا عليهم حلاوة العطلة الصيفية بحلوها ومرها وقد قال تعالى ” لاتزر وازرة وزر اخرى” لكنهم استعملوا المثل التونسي الشعبي “نفسي نفسي لا ترحم من مات “وهذا لا ينطبق على معلم كاد ان يكون رسولا بعد ان وقفنا له وأوفيناه التبجيلا »…
إن شاء الله يرجع ‘شاهد العقل’ للجميع، لكن لا تحشروا التلاميذ في رحاكم لانهم عماد المستقبل المشرق ونحن في حاضر عتمة الظلام الدامس…
عزوز عبد الهادي