رياضة

النّادي الصفاقسي: ميركاتو مخيّب للآمال… وهذا المطلوب من المخلوفي

خلال اللّيلة الماضية، بقي العديد من أحبّاء النّادي الرياضي الصفاقسي في انتظار الإعلان الرّسمي عن الانتدابات الجديدة للفريق إلى غاية السّاعات الأولى من فجر اليوم الخميس، بعد أن تمكّنت إدارة النّادي مساء أمس الأربعاء 31 جانفي 2024 من رفع عقوبة المنع من الانتداب، قبل بضعة ساعات من غلق باب الانتدابات الشّتوية الذي تزامن مع منتصف اللّيلة الماضية… لكنّ خيبة الأمل كانت كبيرة عندما علم الأحبّاء أنّ الهيئة المديرة الجديدة اكتفت بانتدابين اثنين يتمثّلان في التّعاقد مع الثّنائي شوقي بن خذر وآدم بلّامين، ويشغل كلاهما خطّة قلب دفاع.

إحباط

العديد من أحبّاء السّي آس آس لم يخفوا بالتّالي شعورهم بالإحباط بعد أن اكتشفوا أنّ الانتدابات الشّتوية للموسم الحالي اقتصرت على هذين المدافعين المحوريّين في حين أنّ الفريق في حاجة ماسّة قبل كلّ شيء إلى تعزيز رصيده البشري بمتوسّطي ميدان ومهاجمين قادرين على إضفاء النّجاعة المطلوبة على الأداء، بعد أن تدنّى مردود السّي آس آس في الجولات الأخيرة من المرحلة الأولى من منافسات البطولة إلى المستوى الذي لا يبعث على الارتياح ويسيء لسمعة هذا النّادي العريق ولتاريخه.

غياب التّواصل

الشّيء الذي زاد في حيرة وسخط أحبّاء “قلعة الأجداد” هو الصّمت الرّهيب للهيئة المديرة الجديدة برئاسة عبد العزيز المخلوفي وعدم تواصلها مع الإعلام ومع الأنصار لتوضيح حقيقة ما جرى – الشّيء الذي لا يخدم مصلحة النّادي ولا يساهم في توفير الظّروف الملائمة لتجاوز المرحلة الصّعبة والحسّاسة، واستعادة ADN النّادي، مثلما وعد الرّئيس الجديد، عبد العزيز المخلوفي، بمناسبة تزكيته من قبل الهيئة العليا للدّعم لتقديم ترشّحه لرئاسة النّادي يوم السّبت 16 ديسمبر الماضي.

ثقة في المخلوفي
abdelaziz makhloufi
الأمر الذي لا ريب فيه هو أنّ رجل الأعمال عبد العزيز المخلوفي يحظى بثقة أحبّاء النّادي الرياضي الصفاقسي الذين يكنّون له كلّ الاحترام والتّقدير. لذلك، وحسب اعتقادنا، من الأفضل أن يصارح المخلوفي الأحبّاء وأن يوضّح حقيقة ما حصل خلال السّاعات الماضية وحال دون القيام بالانتدابات الضّرورية حتّى يكون بإمكان الفريق السّعي لاستعادة عافيته انطلاقا من مرحلة البلاي أوف، التي بدأ موعد انطلاقها يقترب، خاصّة وأنّ الرّئيس الجديد للنّادي حريص على إنهاء الفريق لموسمه في مرتبة تسمح له بالعودة للمشاركة في المسابقات القارّية للأندية.

من جهة أخرى، نشير إلى أنّ هناك جانب من أحبّاء السّي آس آس الذين يعتقدون أنّ “مواصلة التّعويل على الانتدابات المكلفة لا يخدم مصلحة النّادي وأنّه من الأفضل التّعويل على أبناء الجمعية لتكوين فريق قادر على فرض وجوده على السّاحتين المحلّية والقارّية في قادم المواسم”.

كلام جميل… لكنّ إعادة بناء فريق على أسس سليمة بالاعتماد على أبناء النّادي يتطلّب قبل كلّ شيء التّعاقد مع مدرّب قدير بإمكانه قيادة الفريق إلى تحقيق هذا الهدف.

هذا هو المطلوب

بصراحة، لا نعتقد أنّ المدرّب نبيل الكوكي قادر على إنجاز هذا المشروع – وهو الذي أصرّ على إبعاد العناصر الشّابّة التي بدأت تبرز ضمن الفريق في المواسم الأخيرة للتّعويل على نفس الأسماء الفاشلة في المباريات الرّسمية – وهو ما أدّى في نهاية المطاف إلى ظهور السّي آس آس بمثل ذلك الوجه الشّاحب والمخجل الذي شاهدناه في المباراتين الأخيرة اللّتين خاضهما الفريق في إطار الجولتين 12 و14 من المرحلة الأولى لسباق البطولة ضدّ التّرجّي الرياضي التّونسي والاتّحاد الرياضي المنستيري!

حسب رأي جانب هامّ من أحبّاء الأبيض والأسود، وبعد تعذّر القيام بانتدابات قادرة على تطوير أداء الفريق، المطلوب عاجلا، حسب اعتقادنا، هو التّخلّي عن المدرّب نبيل الكوكي والتّعاقد مع مدرّب معروف بإمكانه أن يقود النّادي الرياضي الصفاقسي إلى إنجاز المشروع الطّموح المتمثّل في تكوين فريق قادر على المنافسة على الألقاب في المواسم القادمة!

نحن لا نشكّ في أنّ رجل الأعمال عبد العزيز المخلوفي صاحب نوايا صادقة وله من الكفاءة والحنكة ما يساعده على إخراج النّادي الرياضي الصفاقسي من وضعه الحالي والارتقاء به إلى المرتبة التي تليق بقلعة الأجداد وتتماشى مع عراقتها وتاريخها وتعيد لها أمجادها، لكنّ تحقيق هذا الهدف يستوجب التفاف جميع الغيورين على النّادي حول الهيئة المديرة وتفاني بقية المسؤولين ضمن هيئة المخلوفي في خدمة الجمعية دون حسابات، ودون تقصير.

محمّد كمّون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى