رياضة

النّادي الصفاقسي: الهيئة التّسييرية في مأزق… الأحبّاء محبطون… وهذا هو المطلوب

مرّت قرابة 3 أسابيع عن مغادرة المدرّب أنيس بوجلبان للفريق دون أن تحسم الهيئة التّسييرية للنّادي الرياضي الصفاقسي في ملفّ المدرّب الجديد – وهو ما أدّى بالعديد من أحبّاء النّادي إلى التّعبير عن استيائهم وغضبهم لتواصل رحلة البحث عن مدرّب جديد لفترة طالت أكثر من اللّزوم… وحتّى تعيين يسري بن كحلة كمدرّب مساعد في انتظار التّعاقد مع مدرّب جديد لم يكن كافيّا لإقناع أنصار الأبيض والأسود بأنّ المشكل في طريقه إلى الحلّ، خاصّة وأنّ عدم وجود مدرّب أوّل من شأنه أن يؤدّي إلى شيء من اللّامبالاة والإهمال  من جانب لاعبي الفريق، وخاصّة منهم اللّاعبون الذين يشاركون بانتظام في المباريات ويشعرون أنّ أماكنهم في التّشكيلة “مضمونة” ولا يمكن لأيّ كان أن ينافسهم عليها.

كما أنّ التّململ في صفوف اللّاعبين بسبب عدم تمكينهم من مستحقّاتهم المتخلّدة بذمّة النّادي من شأنه أن يجعلهم يفقدون التّركيز على العمل وعلى أدائهم في المباريات – الشّيء الذي يلقي بظلاله على المسيرة ولا يساعد على تجاوز أزمة النّتائج التي أدّت إلى حالة من الإحباط في نفوس الأحبّاء والغيورين على “قلعة الأجداد”.

من جهة أخرى، هناك انتقادات شديدة للهيئة التّسييرية من قبل الأحبّاء بسبب التّراخي في حسم ملفّ تجديد عقد الحارس أيمن دحمان وبعض الأسماء الأخرى التي تنتهي عقودها يوم 30 جوان القادم – الشّيء الذي قد يؤدّي إلى تكرار نفس الأخطاء التي سقطت فيها الهيئة التّسييرية السّابقة برئاسة منصف السّلّامي.

الهيئة التّسييرية في مأزق

بسبب محدودية المداخيل والموارد المالية المتأتّية من التّبرّعات، ونتيجة للأخطاء “القاتلة” التي سقطت فيها سابقا على مستوى تعاملها مع ملفّ الإطار الفنّي، لم تتمكّن الهيئة التّسييرية للنّادي الرياضي الصفاقسي إلى غاية كتابة هذه السّطور من التّعاقد مع مدرّب جديد قادر على المساهمة في تجاوز المرحلة الصّعبة وإعادة بناء الفريق على أسس سليمة حتّى يتجاوز السّي آس آس علّته ويستعيد عافيته.

لا شكّ أنّ الوضع الذي يمرّ بها النّادي الرياضي الصفاقسي حسّاس للغاية وأنّ الهيئة التّسييرية وجدت نفسها في مأزق.

تركة ثقيلة

لا يختلف اثنان أنّ الهيئة التّسييرية للنّادي الرياضي الصفاقسي، التي يرأسها محمّد الطرابلسي، توجد في وضعية لا تحسد عليها حاليّا، وذلك، والحقّ يقال، رغم المجهودات الجبّارة التي بذلتها ورغم التّضحيات الجسيمة التي قدّمتها منذ تسلّمها المشعل من الهيئة التّسييرية التي سبقتها، والتي كان يرأسها منصف السلّامي.

بفضل مجهودات وتضحيات الهيئة التّسييرية الحالية نجح النّادي الرياضي الصفاقسي في رفع عقوبة المنع من الانتداب. كما تمّ التّعاقد مع عدد لا يستهان به من اللّاعبين المحليّين والأجانب القادرين على تعزيز صفوف الفريق وتقديم الإضافة المرجوّة، ومن ضمنهم لاعبون شبّان بإمكان النّادي أن يستفيد من خدماتهم مستقبلا.  

لكن في نهاية الأمر وجدت الهيئة التّسييرية الحالية نفسها في مواجهة عديد الإشكالات اعتبارا لأنّ “التّركة ثقيلة” والدّيون المتراكمة بلغت حجما ضخما بما أنّ الهيئة التّسييرية التي سبقتها والتي ترأسها منصف السلّامي – ورغم الوعود التي قطعتها على نفسها – لم تقم بتسوية الملفّات المودعة لدى “الفيفا” والتي صدرت في شأنّها أحكام باتّة.

كما أنّ الهيئة التّسييرية السّابقة لم تقم بتجديد عقود اللّاعبين الذين انتهى ارتباطهم بالنّادي يوم 30 جوان الماضي وغادروا الفريق دون استفادة النّادي مادّيا من انتقالهم إلى أندية أخرى. كما لم تقم الهيئة التّسييرية السّابقة بتمديد عقد الحارس دحمان وعدد من زملائه الذين ينتهي ارتباطهم بالـ”السّي آس آس” يوم 30 جوان القادم.  

هذا هو المطلوب

الهيئة التّسييرية وبقية الأطراف الفاعلة داخل النّادي تبقى مطالبة إذن بالتّعجيل بالحسم في ملفّ المدرّب الجديد. كما لا بدّ لها من التّنسيق مع الهيئة العليا للدّعم لتزكية أحد الأشخاص الذين يحظون بالثّقة لتقديم ترشّحه لرئاسة الهيئة المديرة حتّى يكون بالإمكان انتخابه رسميّا خلال الجلسة العامّة الانتخابية القادمة، والقطع مع التّسيير المؤقّت الذي طال أكثر من اللّزوم ولم ينجح في إخراج الجمعية من أزماتها وفي إعادة الابتسامة إلى شفاه أحبّائها.

من جهة أخرى، ولإنجاح عملية إعادة البناء، وجب على الأنصار الكفّ عن تسليط ضغوطات رهيبة على المسؤولين الحاليّين وعلى الإطار الفنّي واللّاعبين ومطالبتهم بنتائج إيجابية آنية في حين أنّ الفريق لم يتعافى بعد من علله – وهي كثيرة.

لذلك، نعتقد أنّ مصلحة النّادي الرياضي الصفاقسي تتطلّب من أحبّائه الغيورين والأوفياء التّحلّي بشيء من الصّبر والحرص على توفير ظروف ملائمة للفريق للعمل في هدوء والسّعي لتحسين نتائجه بصفة تدريجية، مع الشّروع في تعديل الأوتار منذ الآن لإعداد الأرضية المناسبة لعملية إعادة البناء التي يجب أن تنطلق مباشرة إثر انتهاء الموسم الحالي.

صحيح أنّ الوضع الذي يمرّ به النّادي معقّد ولا يبعث على التّفاؤل، لكنّ هذا الصّرح الشّامخ لن ينهار لأنّ “قلعة الأجداد” لها رجال غيورون عليها وقادرون على رفع التّحدّيات، مثلما حصل في عدّة مناسبات في مواسم سابقة إثر مرور الجمعية بأزمات عميقة وصلت إلى حدّ تهديد كيانها وتعثّر مسيرتها!

محمّد كمّون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى