منذ الاستغناء عن خدمات المدرّب نبيل الكوكي وتكليف مساعده كريم دلهوم بالإشراف على الحظوظ الفنّية للفريق، كثر الجدل في أوساط أحبّاء النّادي الرياضي الصفاقسي حول ملفّ التّعاقد مع مدرّب جديد.
العديد من أنصار نادي عاصمة الجنوب ينتظرون من هيئة عبد العزيز المخلوفي التّعاقد مع “مدرّب قدير” حتّى يكون بإمكان الفريق التّدارك في ما تبقّى من منافسات هذا الموسم ويكون جاهزا للعودة بقوّة إلى المنافسات في الموسم المقبل… لكنّ المشكل يكمن في أنّ لكلّ محبّ مدرّبه المفضّل، وليس هناك إجماع حول مدرّب معيّن من ضمن الأسماء التي تمّ تداولها منذ رحيل نبيل الكوكي.
حيرة
كما أنّ هناك معارضة شديدة من بعض الأحبّاء تجاه التّعاقد مع بعض الأسماء… وحتّى عندما كثر الحديث عن إمكانية التّعاقد مع المدرّب فوزي البنزرتي في الأيّام الأخيرة، تعالت عديد الأصوات للتّعبير عن رفضها المطلق لانتداب هذا المدرّب، لسبب أو لآخر – وهو ما زاد في حيرة رئيس النّادي، عبد العزيز المخلوفي، وأعضاده.
لا للضّغوطات!
من جهة أخرى، يعتقد جانب لا يستهان به من أحبّاء الأبيض والأسود أنّ على الهيئة المديرة منح الثّقة الكاملة للمدرّب الحالي كريم دلهوم وتجنيب الفريق أيّ ضغوطات بإمكانها أن تربك الإطار الفنّي واللّاعبين من خلال مطالبتهم، مثلا، بلعب الأدوار الأولى في ما تبقّى من مرحلة “البلاي أوف” في حين أنّ الفريق يعيش فترة فراغ ويشكو من عديد النّقائص المؤثّرة.
كما أنّ النّادي الرياضي الصفاقسي يمرّ حاليّا بفترة انتقالية نظرا للحاجة إلى حسن التّصرّف في الرّصيد البشري المتوفّر ومعالجة مخلّفات الفترة التي أشرف فيها المدرّب نبيل الكوكي على الحظوظ الفنّية للفريق، والتي شهدت تراجعا كبيرا سواء على مستوى الأداء الفردي والجماعي أو على مستوى النّتائج، إضافة إلى حالة الإحباط التي أصابت اللّاعبين.
هل يتأجّل الحسم في الملفّ؟
وفق النّاطق الرّسمي للنّادي الرياضي الصفاقسي، الأستاذ جوهر العذار، تبقى جميع الاحتمالات ممكنة بخصوص ملفّ المدرّب. وقد أشار العذار إلى إمكانية التّعاقد قريبا مع مدرّب قدير يساهم في إعادة “ADN السّي آس آس”، لكنّه في نفس الوقت لم ينف منح الثّقة الكاملة للمدرّب كريم دلهوم خلال الفترة المتبقّية من المنافسات هذا الموسم!
من خلال تصريحات الأستاذ جوهر العذار، يبدو أنّ إمكانية تأجيل الحسم في ملفّ المدرّب الجديد إلى ما بعد نهاية الموسم الحالي ومواصلة المدرّب كريم دلهوم قيادة الفريق واردة جدّا.
الخطأ ممنوع!
لا شكّ أنّ الهيئة المديرة للنّادي الرياضي الصفاقسي تدرك جيّدا أنّ مسألة اختيار المدرّب المناسب تبقى مسألة حسّاسة ومعقّدة، خاصّة وأنّه غير مسموح لها بارتكاب نفس الأخطاء السّابقة التي ارتكبها المسيّرون في المواسم الأخيرة، والتي أدّت إلى عدم استقرار الإطار الفنّي ودخول الفريق في أزمات ومتاهات كان بالإمكان تفاديها لو تصرّف المسؤولون بحكمة تجاه ملفّ الإطار الفنّي!
ويبقى السّؤال المطروح بإلحاح، هل تقرّر هيئة عبد العزيز المخلوفي فعلا تأجيل الحسم في ملفّ المدرّب الجديد إلى ما بعد نهاية الموسم الحالي؟
يبدو أنّ ذلك أمر وارد جدّا، خاصّة وأنّ إمكانية نجاح الفريق في لعب الأدوار الأولى في مرحلة “البلاي أوف” تبدو ضئيلة، إن لم نقل منعدمة، بسبب التّداعيات التي خلّفتها فترة إشراف المدرّب نبيل الكوكي على الحظوظ الفنّية للسّي آس آس، والتي لا تزال تلقي بظلالها على أجواء الفريق!
محمّد كمّون
