رياضة

النادي الصفاقسي: إحباط وغضب… وهذا ما ينتظره الأحباء من المخلوفي

بعد الانفراج الذي عرفته الأجواء داخل النّادي الرياضي الصفاقسي والتّحسّن الملحوظ في الأداء الفردي والجماعي وحضور الرّوح والاندفاع فوق الميدان منذ انطلاق مرحلة “البلاي أوف” لسباق بطولة الرّابطة المحترفة الأولى وإلى غاية الجولة الأخيرة من مرحلة الذّهاب، أصبح مردود الفريق ونتائجه في تراجع محيّر.

زملاء علاء غرام لم يجنوا سوى 4 نقاط من جملة 12 نقطة ممكنة في الجولات الأربعة الماضية بعد تعادلهم أمام النّجم الرياضي السّاحلي بملعب الطيّب المهيري بصفاقس (1 – 1)، وهزيمتهم خارج ميدانهم أمام النّادي الإفريقي (0 – 2)، وانتصارهم على ضيفهم الاتّحاد الرياضي ببن قردان (1 – 0)، وهزيمتهم أمام الأولمبي الباجي بالملعب الأولمبي حمّادي العقربي برادس (0 – 2).

الأداء المهزوز والوجه الشّاحب الذي ظهر به السّي آس آس في هذه المباريات أدّيا إلى عديد نقاط الاستفهام بخصوص الأسباب الحقيقية لهذا التّراجع المحيّر، والذي جاء في وقت كان أحبّاء الأبيض والأسود ينتظرون من فريقهم الاستبسال في الدّفاع عن حظوظه سعيا لإنهاء الموسم في مرتبة تؤهّله إلى إحدى المسابقتين القارّيتين للأندية… لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السّفن ووجد الفريق نفسه في وضع لا يحسد عليه بعد أن أصبح جلّ اللّاعبين أشباحا لأنفسهم، وبعد تسرّب الشكّ إلى النّفوس.

إحباط وغضب

أحبّاء السّي آس آس يعيشون حاليّا حالة من الإحباط بسبب الخيبات المتتالية وفقدان الفريق الأمل في لعب الأدوار الأولى وإنهاء الموسم في مرتبة تتماشى مع حجمه وعراقته وتاريخه.

وفي الواقع، عمّت موجة من الغضب الشّديد في أوساط أنصار النّادي الذين حمّلوا المشرفين على تسيير شؤون الجمعية حاليّا، والمحيطين بهم، مسؤولية هذا الفشل الذي لم يكن في الحقيقة متوقّعا بعد التّحسّن النّسبي الملحوظ والملموس على مستوى الأداء والنّتائج، وحضور التّركيز والرّوح الانتصارية، منذ أن تسلّم المدرّب المصري حسام البدري المقاليد الفنّية للفريق.

خطأ استراتيجي فادح

جانب هامّ من أحبّاء نادي عاصمة الجنوب يعتقدون أنّ الهيئة التّسييرية والمحيطين بها من هيئة دعم وغيرها ارتكبوا خطأ استراتيجيّا فادحا يتمثّل في تأجيل تزكية قائمة لتقديم ترشّحها لرئاسة وعضوية الهيئة المديرة إلى وقت لاحق، لتتأجّل بالتّالي الجلسة العامّة الانتخابية التي كانت مبرمجة يوم الأحد 11 جوان الجاري إلى ما بعد انتهاء موسم 2022-2023 بسبب غياب قائمات مترشّحة، بعد أن تأجّلت الجلسة عديد المرّات لنفس السّبب.

المعطيات المتوفّرة لدينا تفيد بأنّه تمّ الحسم منذ فترة لا يستهان بها في اسم الشّخص الذي ستتمّ تزكيته رسميّا من قبل الهيئة العليا للدّعم وبعض الأطراف الفاعلة الأخرى داخل أسرة النّادي الرياضي الصفاقسي لتقديم ترشّحه لرئاسة الهيئة المديرة على رأس قائمته.

في الواقع، ووفق ما يدور في الكواليس، تمّ الاتّفاق على تزكية حسّان شعبان، نائب رئيس الهيئة التّسييرية، لتولّي رئاسة الهيئة المديرة خلال الفترة النيابية 2022-2024.

وحسب رأي أغلب المنتمين لـ”قلعة الأجداد”، كان من الأجدر أن يتمّ وضع حدّ للتّسيير المؤقّت، الذي طال أكثر من اللّزوم، حتّى يكون بالإمكان بعث رسالة طمأنة إلى مختلف الأطراف المعنية من لاعبين وإطار فنّي وأحبّاء وداعمين وشركاء وإداريّين، وغيرهم، أنّ وضع النّادي يسير نحو الاستقرار، ويكون بالتّالي بالإمكان انخراط مختلف الأطراف في عملية إعادة بناء النّادي على أسس صحيحة وسليمة والانطلاق في إنجاز “المشروع” الذي كثر عنه الحديث منذ أن تقرّر التّعاقد مع المدرّب الحالي حسام البدري.

ثقة تامّة في المخلوفي

أحبّاء السّي آس آس ينتظرون من رئيس الهيئة العليا للدّعم، عبد العزيز المخلوفي، القيام بالخطوات الضّرورية للقطع نهائيّا، وفي أقرب الأوقات، مع الوضع الاستثنائي والمؤقّت للجمعية، والذي أصبح يلقي بظلاله على أجواء النّادي ويهدّد بالعودة إلى “نقطة الصّفر”.

في الواقع، يحظى المخلوفي بثقة أحبّاء نادي عاصمة الجنوب اعتبارا للمجهودات التي بذلها والتّضحيات التي قدّمها منذ تولّيه رئاسة الهيئة العليا للدّعم يوم الجمعة 26 أوت 2022 إثر انتهاء مهامّ الهيئة التّسييرية السّابقة التي تولّى رئاستها منصف السلّامي.

كلّ ما يطمح له أحبّاء النّادي الرياضي الصفاقسي هو أن يعجّل رئيس الهيئة العليا للدّعم، عبد العزيز المخلوفي، وبقية أعضاء هذه الهيئة، بطيّ صفحة “الهيئة التّسيرية” والدّفع نحو انتخاب هيئة مديرة لها من الحماس ومن الكفاءة، ومن الدّعم المالي والأدبي، ما يؤهّلها للعبور بالسّي آس آس إلى برّ الأمان مستقبلا.

محمّد كمّون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى