الكرة الطائرة: لماذا تراجع مستوى فرق الوطن القبلي؟

منذ سنوات طويلة والمستوى الفني لفرق الوطن القبلي في الكرة الطائرة ظل يتراجع من موسم إلى آخر، وأصبحت فرق الأولمبي القليبي ونسر الهوارية وفتح حمام الغزاز تعاني الويلات..
الأولمبي القليبي..رغم الصعوبات
ولم يصمد أمام العواصف المالية والفنية سوى الأولمبي القليبي رغم الصعوبات التي مرّ بها بعد غياب فطاحلة تسيير شؤون النادي سواء بالوفاة أو بالمرض أو بالابتعاد، نظرا لجسامة المسؤولية في وقت عزّ الدينار على أحباء الفريق وشحت الموارد المالية سواء من الدولة أو المؤسسات الاقتصادية والتجارية المنتصبة في مدينة قليبية…مما أجبر الهيئات المديرة على إيجاد أسهل الحلول للبقاء على ‘قيد الحياة الرياضية’ وهي التفريط في أمهر اللاعبين لمن يدفع أكثر..
أزمات متتالية
سياسة أدت إلى حرمان الفريق من لعب الأدوار الأولى سواء على مستوى البطولة والكأس في تونس أو على المستوى العربي والافريقي، في الجهة الأخرى نجد نسر الهوارية الذي لا يفوت الأولمبي القليبي إلا بالصبر، حيث أصبح يتأرجح بين القسمين الأول والثاني بعد أن فرط في لاعبيه الماهرين إلى فرق أخرى داخل البلاد حتى يقدر على إعاشة بقية الأصناف قبل أن يُنهيها الفناء الرياضي..
هيئات مديرة تتخبط
وظلت الهيئات المديرة المتعاقبة تتخبط وتتسول في الحوانيت والمقاهي وتدق أبواب المؤسسات الصناعية والتجارية الخاصة الذين لا يعطون الأهمية المستحقة للرياضة همهم تكديس الأموال ودعم الأحزاب السياسية والسلطة الحاكمة لغاية في نفس يعقوب..
وظل الحال على ما هو عليه في انتظار الفرج قد يأتي وقد لا يأتي، وبقي فريق فتح حمام الغزاز يعاني الأمرين أسوة بجيرانه رغم المجهودات الكثيرة التي تقوم بها الهيئة المديرة، لكن اليد الواحدة لا تصفق..
لم نرد الدخول والغوص في المستويات الفنية كثيرا وجودة اللاعبين الغائبة تماما في غياب الاعتناء بالأصناف الصغرى بعد أن غابت المساعدات المالية من هنا وهناك علاوة على نوعية المسؤولين في الجمعيات التي تفتقر إلى الإشعاع المعنوي على الآخرين في الجهة والخبرة في التسيير الرياضي ومدى قدرتهم على التواصل والإقناع مع المانحين الخواص أو الرسميين…
متى ستراجع الدولة سياستها؟
كلها عوامل تكتلت وحرمت الفرق الثلاثة من تقديم الأفضل والرجوع إلى سالف الهيمنة على الساحة الرياضية في لعبة الكرة الطائرة على غرار الأولمبي القليبي ذائع الصيت في البلاد بألقابه المتعددة والمتنوعة، ونسر الهوارية الخزان الأبدي لأمهر اللاعبين ذكورا وإناثا الذين تعج بهم الفرق التونسية الأخرى المتوجة بالألقاب طيلة السنوات الطويلة الماضية على رأسهم الترجي الرياضي والنادي الصفاقسي والنجم الساحلي ومولودية بوسالم.
اسأل وأمر كالعادة متى ستراجع الدولة سياستها الرياضية وتساعد الجمعيات الرياضية الفقيرة المنتجة والمدّعمة للمنتخبات الوطنية باللاعبين الممتازين.
عزوز عبد الهادي