الصريح الثقافي

الفنانة التشكيلية سعاد المهبولي في عمل مميز ‘ضباب داخلي’

كتب: شمس الدين العوني

في سياق نشاطها الفني التشكيلي من خلال المشاركة في المعارض بتونس وخارجها فضلا عن المعارض الشخصية كانت مشاركة الفنانة التشكيلية سعاد المهبولي مميزة من خلال عمل فني ضمن فعاليات الصالون التونسي للفن المعاصر لسنة 2025 بقصر خير الدين تحت عنوان ‘ملحمة’…

أعمال فنية

وذلك بمشاركة عدد من الفنانين التشكيليين التونسيين بأعمال فنية متعددة الأنواع و الأنماط بين الرسم و النحت و الخزف و الفوتوغرافيا و الحفر … و غيرها و تميزت لوحة الفنانة سعاد بجانبها التجريدي التي عرفت به و عنوانها ” ضباب داخلي ” و هنا تتواصل الفنانة مع سياق تجربتها في نهج التجريد الذي يشير في عدد من لوحاتها الى العالم و الانسان و واقع الكون حيث تراجع الوضوح و الشفافية لتضفي كونا من الأسئلة تجاه الأحداث التي يلونها الغموض و المتاهة و الظلم و لعل ما يحدث من دمار في غزة و غيرها كفيل بأن يتناغم مع الفن ليكون الرسم و التلوين من عناوين الوعي و الصمود ..عمل فني بجمالية يقاوم ضبابية الأشياء و ينشد الشمس و النور و الوضوح في عالم معطوب..

مراوحة جمالية

وضمن مراوحة جمالية بين مختلف لوحات و مشاركات الفنانة المتعددة و في السنوات الأخيرة و ضمن معارضها بتونس و اسبانيا و كندا و ألمانيا…فان سعاد المهبولي عملت على القول باللوحة كمجال للنظر و الحكاية و ذلك في مجالها الحيوي من المدينة الى المشاهد و الأمكنة الأخرى و هي عناوين حالات من الوجد أخذت الفنانة التشكيلية سعاد المهبولي الى عوالمها بكثير من البراءة المبثوثة في الألوان و حركاتها داخل فضاء اللوحة..المدينة بملامح أجوائها وحركيتها مثلت في لوحات الفنانة سعاد المهبولي عنصرا مهما حيث لطخات الألوان في تناسقها و المتأمل اللوحة فقط توفر شحنة من شاعرية النظر ليصل الى مفردات الرسامة التي تعاطت بحميمية الفن و بلاغة التجريد مع ما عمرها من احساس و ذائقة و هي تحكي مدينتها و مشهديتها مثل أطفال جدد و بلا ذاكرة..

نعم الفنان عموما هو مجدد ذاكرة بما يضفيه على تيماته و عناصرها من نظر مختلف و مغاير بل و متجاوز و بالتالي متجدد..انها لعبة الفن في الإفصاح عن المتجدد فينا و نحن نمر بذات الأمكنة و المشاهد..

عوالم مرسومة

ولا مجال هنا لغير القول بالبهجة تغمر الرسامة المهبولي و هي تحضن عوالمها المرسومة في لوحاتها بتلك الألوان التي تراها دالة على الحالة و ما تستبطنه من احساس قوي يفشي حيزا مهما من علاقة الكائن و الفنان خصوصا مع المكان كتعلة و كملاذ جمالي وفق وعي مخصوص..هذا ما برز في لوحات الفنانة التشكيلية سعاد المهبولي في مختلف معارضها و خاصة تلك التي كانت فردية بأروقة تونس وخارجها ومنها بكولونيا و مونتريال و برشلونة…سعاد المهبولي فنانة تقول بالتجريد في جل أعمالها و هو مجال للحلم و الحركة و البهجة و ذلك في عالم متغير ينشد فيه الانسان شيئا من الهدوء و الأمان و هكذا تمضي الفنانة سعاد المهبولي في نهجها الفني هذا حيث كانت لها مشاركات متعددة في المعارض و الأنشطة المتصلة بالفنون فضلا عن اشتغالها بادارة متحف الفن بقصر خير الدين بالمدينة العتيقة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى