رياضة

العنف في الملاعب… الجويلي يقدم مقترحات عاجلة…!

تدخل بعض البطولات الوطنية الرياضية المنعرج الأخير في هذه الفترة من الموسم الرياضي سواء في سباق المراهنة على اللقب او تفادي النزول مما قد يؤدّي إلى حدوث بعض التوتر.

ولتفادي مختلف المنزلقات سارعت عدة اندية ولجان أحباء لأندية كبرى في الفترة الأخيرة إلى دعوة أحبائها لملازمة الاحتياط والتزام السلوك الرياضي الحكيم والتحلي باليقظة أمام ما أصبح يسمى بالـ”متسللين والمندسين” من الذين يحضرون بعض المقابلات بغاية إثارة البلبة والشغب، كما ذهب إليه محللون وملاحظون وناشطون في المجتمع المدني وممثلو أندية رياضية في التعليق على الأحداث التي وقعت في مقابلات تمّ تنظيمها في الفترة الأخيرة، وخاصة منها مباراة إياب ربع نهائي كاس رابطة أبطال إفريقيا لكرة القدم بملعب حمادي العقربي برادس بين الترجي التونسي وفريق شبيبة القبائل الجزائري مساء السّبت الماضي، معتبرين أن عدة مؤشرات يومها توحي بان ” كائنا هجينا وغريبا عن الجسم الرياضي” اخترق أجواء تلك المباراة ليحدث الشغب، وليطفو إلى السطح مصطلح “متغير جديد” في ظاهرة العنف في الملاعب يقصد به تدخل طرف خارجي ليس له بالضرورة علاقة بأحباء الفريقين المتنافسين بهدف إثارة الضوضاء والتّأثير على أجواء المباريات.

ولتقديم قراءة سوسيولوجية لظاهرة العنف في الملاعب تحدثت وكالة تونس إفريقيا للأنباء مع محمد الجويلي، الأستاذ الباحث في علم الاجتماع، الذي دعا إلى ضرورة حوكمة المجال الرياضي وتطبيق القانون على الجميع دون محاباة لوضع حد للفوضى، حتى يكون ميدان الملعب مقتصرا فقط على اللاعبين وبعض المسيرين دون سواهم ولتوفير مناخ رياضي ايجابي يضمن السير العادي للمقابلات.

وأكد محمّد الجويلي في تصريحه لوكالة تونس إفريقيا للأنباء على ضرورة اعتماد مقاربة جديدة في الدور الأمني داخل الملاعب يتغير فيها الأسلوب مع الحفاظ على الهدف الأصلي من التواجد الأمني في الملعب وهو تأمين المباريات وحماية مختلف أطراف اللعبة.

وأكد محمد الجويلي أنّ المشهد الكروي أضحى اليوم مقترنا برهانات مالية وسياسية واقتصادية، حدّت من الرسالة النبيلة للرياضة، في ظلّ ما اعتبره حالة تجييش إعلامي ووجود حالات فساد ومحاباة في التسيير الرياضي وتبجيل فرق معينة على حساب أخرى في مختلف البطولات .

وشدد الجويلي على أنّ الحدّ من ظاهرة العنف في الملاعب وداخل الفضاءات الرياضية يقتضي اليوم تشريك جميع المتداخلين في حوار شامل، ومنهم مكونات المجتمع المدني، لوضع استراتيجية جديدة من شأنها أن تقطع مع الآفة من ناحية، وتكرس الثقة بين الأمنيين والمشجّعين في ظل قناعة لدى عدة أطراف بان المقاربة الأمنية وحدها ليست كافية لحل الإشكال.

كما لاحظ في تحليله أنّ هناك نماذج ناجحة في البطولات الأوروبية يمكن الاقتداء بها، خاصة وأنها توفقت في تطويق ظاهرة العنف في الملاعب عبر الحوار وتشريك جميع المتداخلين، أبزرها على الإطلاق في أنقلترا، معقل “الهوليغانز”، حيث باتت جميع الملاعب الإنقليزية تقام فيها المباريات دون مشاكل وعنف، حتى أنّ المسافة التي تفصل بين المدارج والمعشب لا تتعدى المترين، فضلا على أنّها مفتوحة ودون حواجز.

المصدر: وات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى