صالون الصريح

الطاهر بوسمة يكتب: عودة الشبيبة الرياضية القيروانية من جديد

Tahar Boussema ce
كتب: الأستاذ الطاهر بوسمة

لم أكتب منذ مدة بالمواقع التي تعودت النشر فيها وخاصة بـ الصريح الذي سبق أن انتميت إلى أسرته لما كان ورقيا، ودوّنت ما كنت عرفته من وعن عدد من شخصيات كانت مهمة وفاعلة في الزمن البورقيبي، عايشتها زمن اضطلاعي بمهام وال في جهات عدة أو وال للولاة مقرّبا من السلطة.

لقد خيّرت بعدها استراحة المحارب وبقيت ملاحظا اتابع ما يجري بدون تعليق. لكن ما بقي في ذاكرتي لم يشأ أن يعفيني من التجارب ولو من حين إلى حين.

كان ذلك ذات ليلة وقد كرهت ما تبثه وسائل الإعلام وما تنقله لنا من حروب ومآسي تجري شرقا وغربا وخاصة التي في غرة، وقد باتت مرمى للعنف وقتل وتجويع والعالم المتحضر ينظر متمسكا بان الذي لا يكون بجنبه ضربا في حيط؟

نهائي أبطال أوروبا

استعرضت ما يعرض ليلتها ووقع بصري على مقابلة في كرة القدم كانت تجرى بين نادي فرنسي مملوك لرجل أعمال من قطر وآخر إيطالي انتهت لصالح النادي الفرنسي بخمسة أهداف سددها بيسر لنادي إيطاليا وفاز ببطولة أوروبا..

وكانت بعدها احتفالات عارمة بفرنسا شارك فيها رئيس الجمهورية واقامة مهرجانات شعبية لم يسبق لها مثيل.

ذكريات في القيروان

تذكرت وقتها حالي ذات عام وقد انتقلت فيه من ولاية قفصة إلى ولاية القيروان ولم اكن وقتها مغرما برياضة كرة القدم ولم أنتم في حياتي لأي فريق ولم احضر بأي مقابلة رياضية أصلا، بل كنت اسخر من زملائي في الدراسة لما كانوا يتنازعون أثر كل مقابلة رياضية تجرى بين نوادي تونس.
بقيت على ذلك الحال حتى بعد تحملي للمسؤوليات عليا في الدولة ولا اتذكر اني حضرت مقابلة واحدة قبل تولي على ولاية القيروان.

الشبيبة في القسم الشرفي

غيّرت رأيي بعدها ومنذ نصف قرن أو يزيد وبالتحديد في خريف سنة 1972 وقد نزلت فيه شبيبة القيروان من القسم الوطني للقسم الثاني ورأيت التأثير الذي كان على شباب وشيب القيروان وكانهم كانوا في مأتم حزين.
فكرت وقتها وقلت في نفسي أما كان على الوالي ان يضع ذلك في اعتباره ويعطي لتلك الرياضة ما يلزم من مجهود.

من الثقافة إلى الرياضة

لقد كنت في الولايات السابقة مهتما بالثقافة والمسرح بالتحديد رممت فرقة الكاف بعدما تلاشت بعد وقفة التامل وأنشأت فرقة ممثلة لما انتقلت إلى ولاية قفصة كما فعلت ذلك بالقيروان بعدما أتممت بناء دار الثقافة المعطلة منذ سنين.

كان وقتها الدكتور حمدة العواني رئيسا لبلدية القيروان ورئيسا للشبيبة القيروانية وكان مغرما ومحبا لها لاقصى الحدود، أعطاها من وقته وجهده وماله ولكن لم يكن ذلك كافيا وكانت الجمعية تحتاج للمزيد فألتجأ لي ولم اخذله بما أوتيت من سلطة وتأثير.

تذكرت ليلتها وبعد نحو نصف قرن بما حصل بالقيروان وكم كانت تلك المدينة ثرية بالزيارات لأقطاب من محبي تلك الرياضة، وكنت ملزما معهم بحضور المقابلات التي تجري، كان فيهم وزراء ومسؤولين سامين كانوا ياتون للقيروان خصيصا لمرافقة نواديهم للتشجيع.

..وعادت الشبيبة

وسررت هذه الأيام بعودة ذلك النادي العريق للقسم الوطني من جديد والفرح الذي عاد لكنني قصرت في حقهم ونسيت تقديم تهاني للقائمين عليه.
لقد عاد ذلك الفريق في وقتي سريعا للصدارة وتحصل على البطولة الوطنية سنة 1977 وتسلمت شخصيا أسد البطولة من يد الرئيس الحبيب بورقيبة عليه رحمة الله وذلك بصفتي واليا عن القيروان ونيابة عن رئيس النادي الدكتور العواني الذي تعذر عليه الحضور بسبب مرض حل به توفي فيه، ولا أملك له إلا الترحم عليه.

تونس في 2 جوان 2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى