جهات

الصريح أونلاين في جولة بسوق المواشي بتطاوين: غلاء غير مسبوق…والكل يشتكي!

تبدو أسواق بيع أضاحي العيد بجهة تطاوين فاترة هذا العام على عكس السنوات الماضية جراء ابتعاد أسعار الماشية عن متناول الكثير من العائلات الراغبة في إقامة الشعيرة الدينية وتحقيق فرحة العيد.

وفي رصد للصريح أونلاين قامت به في أسواق الماشية بالجهة،صعدت أسعار الأضاحي إلى أكثر من ألف و500 دينار للخروف الواحد، بينما لم تنزل أسعار أصغر الخراف عن 600 دينار!.
وبين ارتفاع تكلفة الأعلاف وغلاء أسعار الخراف وشح المعروض،يبدو الربح والفرح بعيدان عن مربي الماشية والمستهلكين على حد سواء،حيث يتوقع كثير من البائعين إقبالا ضعيفا لا يلبي طموحاتهم،مشيرين إلى أن كثيرا من الأسر الفقيرة ومتوسطة الدخل لن تستطيع توفير الأضحية هذا العام بسهولة.

غلاء الأعلاف

يقف عبد السلام-ع بائع ماشية، وسط قطيع من ماشيته التي قام بتربيتها من أجل بيعها في عيد الأضحى.
وقال عبد السلام في حديث معنا،إن سعر الخروف “معقول حسب تكاليف عيشه”.
وذكر أنهم يشترون 100كلغ شعير لعلف الماشية بـ 150 دينار والقرط (أعلاف خشنة) بـ30 دينارا للحزمة الواحدة وكلغ واحدا من القرط يكلف دينارين.
وأوضح بائع الماشية أنه “مهما كان ثمن البيع فلن نسدد خسائرنا هذا العام”.
وأضاف: “توفر السلطة العلف،هذا ما نطلبه لكن حالنا صعب ونحن نبيت هنا في سوق المواشي لبيع خرافنا وبتنا معرضين لكل الأخطار بسبب غلاء الأسعار”.
وحول طبيعة الأسعار،قال عبد السلام : “هناك خروف بألف دينار لا يسدد ثمن الأعلاف التي أكلها،فالخروف كل يوم يأكل 2 كلغ من الشعير،بينما هناك خراف بين 600 دينار و1500 دينار”.
وتابع: “نذهب لتجار الأعلاف ولا نحصل على ما نطلب،فلثلاثين شاة يعطوننا 100 كلغ من الشعير وهي كمية لا تكفيها”.
وبدا عبد السلام متشائما من خسائر يتوقعها هذا العام،وقال: “بهذه الأسعار لن نربح شيئا، والذين يشترون يعطون أسعارا بخسة لا تسدد خسائرنا هذا العام”.
خسائر متوقعة
وفي السياق،اعتبر نصر- ف أحد باعة الماشية أن ارتفاع أسعار الأعلاف وشح الموجود منها في الأسواق جر مربي الماشية إلى خسائر كبيرة.

قطيع الماشية تقلص!

وقال نصر للصريح أونلاين،إن “قطيع الماشية تقلص كثيرا هذا العام أمام الارتفاع المهول للأسعار، فهناك من كان يملك 25 شاة بقيت له 15،ومن كان له 100 شاة بقيت له 40، بل هناك من باع كامل قطيعه”.
وأضاف: “اشترينا 70 كلغ شعير بـ120 دينار وعندما تقلصت الأسعار قليلا أصحبت بـ90 دينارا، وبهذه الأثمان لن يكون مربو الماشية قادرين على تحقيق أي ربح،بل سيفرحون إذا تمكنوا من تسديد ديونهم”.
وبنبرة يائسة،قال نصر: “مربو الماشية يعانون ونرجو أن يتم الالتفات لمشاكلنا،فهل نسرق لنبيع خروفا رخيص السعر للناس؟ يمكن أن أقسم أننا لن نستطيع تسديد خسائرنا هذا العام”.

مصير المستهلك

رئيس المكتب الجهوي للمنظمة التونسية للدفاع عن المستهلك (طلب منا عدم ذكر إسمه)، قال إن العائلات الفقيرة ومتوسطة الدخل لن تتمكن هذا العام من شراء أضحية.
وذكر أن “سعر الأضحية مكلف فمتوسط سعر الأضحية يتجاوز 50 بالمئة من دخل العمال والموظفين، وبالتالي نرى أن 800 دينار سعر الأضحية يساوي مرتين الأجر الأدنى، ويعد نسبيا مرتفعا بالنسبة للطاقة الشرائية للتونسي”.
وأضاف: “يبقى المحدد للأسعار دائما بالنسبة للمزارعين ومربي الماشية هو ارتفاع الكلفة بالنسبة للأعلاف وكل ما يحيط بعملية تربية الماشية”.
وتابع : “قمنا قبل انطلاق البيع بالاتصال مع كل من له علاقة بتربية وبيع الماشية لنفهم الوضع، لأنه لا يمكن أن نطلب من مربي الماشية أن يبيعوا بالخسارة،ووقع الاتفاق على سعر مرجعي 17.8 دينار للكلغ،وعند البيع بهذا السعر يتم ضمان هامش الربح للمربين،لكن للأسف لم يتم الالتزام بهذا السعر”.
وزاد : “السعر تجاوز العشرين دينار،وحتى 22 دينار للكلغ من الخروف الحي،وهذا يتحكم فيه قانون السوق والعرض والطلب”.
ووفق محدثي،فإن العرض من ماشية الأضحى يفوق الطلب،ولكنه يتوقع أن “عائلات عديدة ستكون عاجزة عن شراء الاضاحي لأن الأسعار تتجاوز إمكانياتها”.
وأردف : “هناك شرائح اجتماعية ستقتني أضاحي وهناك طبقة وسطى منها من يقدر ومنها من سيستدين لشراء خروف”.

متابعة: محمد المحسن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى