رياضة

الشبيبة القيروانية تبدع وتعود للصدارة.. و’كوتشينغ’ ناجح من عصام المرداسي 

منذ أول مباراة في الموسم  ظهرت ملامح فريق تنافسي و متكامل، يستطيع إعادة شيء من بريق وسمعة الشبيبة القيروانية …

تشكيلة ثرية ولمسة مدرب في المستوى المأمول اكمل ما مهده له الكوتش السابق محمود الدريدي لتأتي بصمة عصام المرداسي بالبنط العريض فعالة، وسريعة، واضعة أسس منظومة تكتيكية جعلت الشبيبة تقدم كرة قدم رائعة،  وسمفونية فنية رفيعة المستوى.

تحت الضغط..

خلال لقاء مستقبل وادي الليل، كان الفريق تحت الضغط في ظل كل ما عاشه بيت النادي عقب تعادله الاخير خارج الديار أمام النادي البنبلي ، فتدارك المرداسي بعض الأمور، وعدّل خياراته في ظل غياب عديد اللاعبين المفاتيح المصابين على غرار احمد الطرابلسي وأمين المكور، مقحما تشكيلة حسب الإمكانيات ومتوازنة جعلت الجميع يتفاءل  بقدرة اسود الاغالبة على تجاوز مضيفهم بملعب بير مشارقة.

خطة الشبيبة

  اعتمدت الشبيبة على بناء اللعب من الخلف بفضل تواجد لاعبي المنظومة الدفاعية الذين يحسنون الخروج بالكرة (نذير عبد النبي_ امين الذويبي _ عتيق الماجري_ الياس الماجري  )، بالاضافة لدور الوسط الدفاعي مطيري_ الجمالي_ الفزاني الذين يلعبون دور حاملي الماء (porteur d’eau) بامتياز، فشكل مثلثا متميزا مع ثنائي الخط الخلفي لتكون قاعدة الخروج السلس بالكرة، مع توفر حلول التمرير إلى ثلاثي الخط الهجومي بقيادة المشاكس محمد الفالح، الفايد بن حسين وهو ما يجعل الشبيبة فريقا متميزا في الاحتفاظ بالكرة بشكل إيجابي، مع البحث في كل مرة على المباغتة في العمق، و اللجوء إلى الأطراف في حالة صعوبة إيجاد الثغرات، لكن الهجوم من عمق الملعب في وسط دفاع مستقبل وادي الليل الذي كان منكمشا في مناطقه.

…وكوتشينغ ناجح من المرداسي

  مشكل الشبيبة تمثل في دور قلب الهجوم  الذي غابت عنه الحلول مما جعله يغير من خطة الفايد بن حسين الذي أصبح لاعب رواق وإدخال مهاجم صريح صاحب خبرة وهو سليم المزليني الذي كان تموقع  سليماكقلب هجوم، حيث فضل هذا الاخير البحث عن المساحات في عمق دفاع المنافس وترك ثغرات كبيرة تمكنه من الوصول إلى الشباك فهدد في كم من مرة حارس الفريق المضيف لتأتي الدقيقة 90 زايد 5 التي أدخلت لاعبي الشبيبة وإطار ها الفني في فرحة هيستيرية لا توصف بعد أن تمكن المزليني من هز الشباك وهو كوتشنيغ ناجح يحسب للكوتش عصام المرداسي رافعا بذلك الضغط عن زملائه من اللاعبين. ليعيد الفريق توزيع الأوراق من جديد بعد عودة الشبيبة إلى مرتبة الريادة موقعها الطبيعي بالتساوي مع أبناء القناوية.

ومن خلال هذا الانتصار توجه الكوتش عصام المرداسي إلى أهالي الشبيبة والي جماهيره العريقة بضرورة رفع الضغط عن اللاعبين الذين لاحوا مكبلين في الفترة الأخيرة بسبب النقد اللاذع الهدام وليس البناء لتأتي المحاسبة في آخر الموسم.

وفي المحصلة.

  مباراة جميلة وأداء أجمل من شبيبة القيروان التي أبدعت وأقنعت، وتألقت وتعملقت، وقدمت بوادرَ إيجابية، في انتظار الاضافة المرجوة من  بقية المصابين وسط أمنيات بعودة الهدوء والاستقرار إلى بيت النادي، مع ضرورة دعم الفريق، ماديا ومعنويا، لتعود الشبيبة إلى مكانتها الحقيقية، في أعلى هرم الكرة التونسية… عاشت الشبيبة القيروانية خفاقة رأيتها في سماء الكرة التونسية.

رضا السايبي   

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى