الصريح الثقافي

الشارقة: حوار مفتوح وأسئلة ضمن ندوة بـ بيت الشعر عن ‘تطوّر لغة الشعر العربي’

كتب: شمس الدين العوني

على امتداد أيام شهدت الشارقة منذ يوم الاثنين 8 جانفي فعاليات الدورة (20) لمهرجان الشارقة للشعر العربي حيث تعددت الفعاليات بين القراءات الشعرية و المنبر النقدي ضمن الندوة العلمية التي هي من تقاليد المهرجان فضلا عن اللقاءات الجانبية للضيوف و الشعراء و جمهور المهرجان و رواد فضاءاته و أماسيه…

حيث كان الوصول الى الاختتام و الأمسية الشعرية حيث القراءات في مجلس خورفكان الأدبي بمشاركة الشعراء حسن الزهراني- عبدالعزيز الهمامي – علي النهام – عمر السراي- محمد حسن وفي تقديم للدكتور الصديق عمر الصديق من السودان ..

فعاليات الدورة 20

هذا وقد انطلقت فعاليات الدورة العشرين من مهرجان الشارقة للشعر العربي بإشراف الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، و ذلك بقصر الثقافة وبمشاركة أكثر من 70 شاعراً وشاعرة وناقداً وإعلامياً يمثلون عدة دول عربية، لتستمر البرامج المتنوعة الى غاية يوم 14 من ذات الشهر…وتم في مستهل الحفل تقديم مادةً مسجلةً تناولت حياة الشعراء المكرمين في المهرجان، وأبرز إنجازاتهم وأهم أعمالهم الشعرية وجهودهم الحثيثة في عالم الشعر العربي الأمر الذي ساهم في تتويجهم بجائزة الشارقة للشعر العربي،

تكريم

وقام إثر ذلك حاكم الشارقة بتكريم شخصيتي المهرجان الفائزتين بجائزة الشارقة للشعر العربي لعام 2024 في نسختها الـ 12 وهما علي الشعالي من دولة الإمارات، وعارف الساعدي من جمهورية العراق، كما كرم سموه الفائزين بجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي في دورتها الثالثة، حيث فاز بالمركز الأول الناقد التونسي المنصف الوهايبي عن بحثه “بنية الخطاب الشعري في الشعرية العربية المعاصرة بين الاستعاري والكنائي”، فيما نال المركز الثاني الناقد المغربي أنوار بنيعيش عن بحثه “بنية الترادف والتضاد في الشعر العربي المعاصر: دراسة في شعرية التوازي”، وحاز على المركز الثالث الناقد المغربي الحسين بنبادة عن بحثه “بنية الخطاب في الشعر العربي التجريبي”..

جائزة القوافي

كما توج الشاعر عبد العزيز الهمامي اليوم الثلاثاء 9 جانفي 2024 بجائزة القوافي للسنة المنقضية ضمن كوكبة من الشعراء العرب..و ضمن سياقات الفعالية و مضامينها و أهدافها قال عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة: “…شكّل المهرجان، منصة شعرية مميزة في الساحة الثقافية العربية، بفضل رعاية حاكم الشارقة، وقد أسّست الدورات المتعاقبة لمشهدٍ شعريٍ متنوعٍ، انطلاقاً من أسماء عربية مثّلت أجيالاً مختلفة، وجمعها الإبداع على إنتاج الشعر العربي الأصيل”…وأشار العويس إلى أن المهرجان سيشهد عرض مسرحية جديدة لحاكم الشارقة، بعنوان “مجلس الحيرة”، من إنتاج مسرح الشارقة الوطني، وأضاف رئيس دائرة الثقافة، قائلاً: “يجمع المهرجان في هذه الدورة أكثر من 70 مبدعاً ومبدعة، ليكون نافذة يطل من خلالها جمهور ومتذوقو الشعر على أفق لقراءات شعرية على مدار فترة المهرجان، كما ستشهد الدورة الحالية توقيع دواوين شعرية جديدة من إصدارات الدائرة، وندوة فكرية تحت عنوان “تطوّر لغة الشعر العربي” يناقشها 7 نقّاد عرب، في حين سينتقل المهرجان إلى مدينة خورفكان ضمن أمسية شعرية في مجلس خورفكان الأدبي”…

احتفاء بالشعراء

وأبرز العويس أن “جائزة القوافي”، ستواصل احتفاءها بالشعراء العرب، تقديراً لأبرز القصائد المنشورة في مجلة القوافي خلال العام 2023، حيث تم اختيار قصيدة من كل عدد من أعداد المجلة الشهرية، ضمن لقاء شعري في دارة الدكتور سلطان القاسمي، حيث سيتم تكريم الشعراء الفائزين بالجائزة من قبل حاكم الشارقة.واستمع الحاضرون في هذا الحفل البهيج للافتتاح إلى قراءات شعرية ألقاها الشاعران علي الشعالي من دولة الإمارات، والشاعر عارف الساعدي من جمهورية العراق، هذا و تقام النسخة العشرون من مهرجان الشارقة للشعر العربي على مدار 7 أيام بمشاركة 70 شاعراً وناقداً وإعلامياً يمثلون مختلف الدول العربية، ويقدم المهرجان مجموعة من الفعاليات المتنوعة حيث يشهد عدة أمسيات وجلسات شعرية، كما تقدم الدورة الحالية توقيع دواوين شعرية جديدة من إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة، وتنظيم ندوة فكرية في بيت الشعر بعنوان “تطوّر لغة الشعر العربي” يناقشها 7 نقّاد عرب، بينما ينتقل المهرجان إلى مدينة خورفكان في يومه السابع ضمن قراءات شعرية صباحية، ويختتم فعالياته بأمسية شعرية في قصر الثقافة.و يأتي المهرجان في دورته الحالية بعد دورات سابقة تعرضت لمسائل تخص الشعر و نقده من خلال ندوات دراسية وكذلك التعرف على تجارب شعرية من البلاد العربية و من أفريقيا لا سيما تجارب الشباب في عوالم القصيدة الشعرية و كتاباتها.الفعاليات بها تنوع في الفقرات بين الشعر و النقد و توقيع الدواوين و تتواصل الى غاية يوم الأحد 14 من الشهر الجاري.

ندوة فكرية

وضمن برامج الفعاليات التي تابعها جمهور الدورة (20) للمهرجان أقيمت صباح يوم الخميس 11 جانفي 2024، في مقر بيت الشعر بالشارقة ندوة فكرية حملت عنوان “تطوّر الشعر العربي” شارك فيها النقاد د. محمد عبدالرزاق المكي من مصر، د. سماح حمدي من تونس، د. محمد طه العثمان من سوريا ، د.عبدالله المعطاني من السعودية، ود. ناصر شبانة من الأردن، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر مدير المهرجان، ولفيف من المثقفين والعديد من جمهور المهرجان، قدم وقائع جلسات الندوة الفكرية د. محمد عيسى الحوراني من الأردن، وموج يوسف من العراق، حيث أشادا بأنشطة وفعاليات المهرجان، واستضافته نخبة من الشعراء والنقاد أصحاب التجارب الإبداعية العميقة، حيث حقق إنجازات ساهمت في انتشاره بشكل لافت عبر الزمن، مثمنين مبادرات وجهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في الارتقاء بالشعر العربي ونقاده وباحثيه وباللغة العربية ومعجمها التاريخي في إطار التجدد والإبداع، فضلاً عن المبادرات الثقافية الأخرى التي ترعاها إمارة الشارقة والتي أحدثت فروقاً ملموسة في الحياة الثقافية بوجه عام.و جرت وقائع الجلسة الأولى التي أدارها د.محمد الحوراني في قاعة منتدى الثلاثاء في بيت الشعر، حيث حملت الورقة البحثية للدكتور محمد عبدالرزاق المكي عنوان “تطور اللسان والاختلاط بالثقافات” التي أوضح فيها أنه ليس من هدف أي دراسة نقدية رصد حضور الألفاظ الأجنبية في المدونة الشعرية العربية عبر العصور المختلفة والتوسل بالمنهج التأثيلي في رَدِّها إلى أصولِها، والتفتيشِ عن المَسَارِبِ التي سلكتهَا تلك الألفاظُ إلى المُعْجَمِ الشعريِ العربي؛ إذ لا يكشفُ هذا الطَّرْحُ- وَفْقَ تَصوُّرِ الباحثِ- عن تغيرٍ جِذريٍّ في لغةِ الشعرِ العربيِّ إلا إذا تحولَّ إلى نوعٍ من ” المُثَاقَفَةِ اللغوية ” تنتج خطابًا شعريًا مغايرًا للخطابِ الشعريِّ المُؤَسِّسِ. …

فضاءات الحب والانتماء

وفي أمسية قاعة قصر الثقافة التي قدمها الشاعر مدير بيت الشعر بتطوان المغربية مخلص الصغير من المغرب قرا القصائد سبعة من الشعراء، حلقت قصائدهم فى فضاءات الحب والانتماء والذكريات، ولامست كلماتهم وجدان الحضور ومشاعرهم وحنينهم وعشقهم للجمال والتميز…و كذلك ضمن أمسيات الشعر لأيام المهرجان أقيمت قراءة شعرية في بيت الشعر بالشارقة يوم السبت الموافق 13 جانفي 2024، شارك فيها الشعراء: سامي الثقفي، العباس محمد، علاء زهير، نوفل السعيدي، منصف المزغني، بحضور عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة، والشاعر محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر، وقدمها الشاعر حسين القباحى حيث شهدت قاعة بيت الشعر حضوراً جماهيراً كثيفاً من المثقفين والشعراء والنقاد والأساتذة الأكاديميين في الحقول الثقافية كافة، مما ساهم في إحداث تفاعل حقيقي بين المتلقين والشعراء في سادس أيام المهرجان كما تواصل الشعر مع أمسية ضمت قراءات للشعراء يوسف الكمالي من سلطنة عمان، آمدو علي من النيجر، أحمد المفتاح من قطر، معين الكلدي من اليمن، جبريل آدم حبريل من تشاد، خالد عبد الودود من موريتانيا، و سمية دويفي من الجزائر، وقدمهم الشاعر والإعلامي عمر أبو الهيجاء…
دورة ميزت أيامها و سهرات لياليها الفعاليات الشعرية والنقدية و التكريمية و القراءات الشعرية الحرة للضيوف مع المراوحات الموسيقية و ذلك بمكان الضيافة فندق اقامة الضيوف الذين كانت الدورة قد منحتهم مجالات للقاءات و الحديث و التعارف و تبادل الدواوين و الرؤى و الأفكار التي تخص الشعر و الإصدارات و حركة النشر و الشعر و قضايا الأدب العربي الآن و هنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى