الحصبة تضرب المغرب وتتحوّل إلى وباء..

يبدو أن انتشار الحصبة في المغرب أخذ منحى جديدا بعد إعلانه رسميا كـ وباء اجتاح البلاد منذ أسابيع..
فقد شرعت وزارة التربية في اتخاذ إجراءات صارمة لمحاربة الوباء بعدما استفحل في أوساط المدارس على الخصوص، وسط مخاوف من تحول المؤسسات التربوية إلى بؤر وبائية، فيما يعزف بعض الأهالي عن تلقيح أطفالهم، رغم الجهود الحثيثة لوزارة الصحة. إذ أطلقت الوزارة حملة تلقيح استدراكية وجندت طواقمها في المراكز الصحية لتكون رهن إشارة المقبلين على التلقيح.
فيما تجددت مخاوف المواطنين من العودة إلى اتخاذ الإجراءات الاحترازية مثلما حدث خلال فترة جائحة كورونا.
انتشار واسع
فهل يفرض الحجر الصحي لا سيما أنه لا حديث في البلاد اليوم سوى عن وباء الحصبة المنتشر بشكل واسع. حيث سجلت آخر الإحصائيات على لسان مدير مديرية علم الأوبئة بوزارة الصحة، محمد اليوبي، ما يقارب 20 ألف حالة في أوساط مختلف الفئات العمرية.
فيما أشارت أرقام رسمية أن عدد الوفيات سجل 120 حالة منذ سبتمبر من سنة 2023.
إجراءات صارمة
إلى ذلك، أمرت وزارة التربية بتطبيق إجراءات صارمة للحد من انتشار الوباء، في الوسط المدرسي، ووجهت مديري المؤسسات التعليمية على اليقظة وعدم التساهل في مواجهة أي طارئ يخص الإصابات الناجمة عن الداء المعروف شعبيا بـ “بوحمرون”.
كما قرر الوزير محمد برادة، استبعاد التلاميذ الذين امتنع آباؤهم عن تلقيحهم، في حالة ظهور حالات المرض في المدارس، وذلك بغرض حمايتهم من العدوى”.
كذلك طلب من المؤسسات التعليمية التي تشكل بؤرا وبائية، الإغلاق، وذلك تطبيقا للإجراءات الاحترازية، بتوصيات من المصالح المعنية لوزارة الصحة المكلفة بمهمة تقدير درجة خطورة الحالة واستعجالها. وأكد ضرورة القيام بالترتيبات اللازمة للاستفادة من التعلم عن بعد بدلا من الحضوري، كإجراء وقائي.
الآباء يرفضون إغلاق المدارس
في السياق، أوضح نور الدين عكوري، رئيس فيدرالية جمعيات آباء و أولياء التلاميذ، أنه بعد انتشار الحصبة في المدارس، صار من اللازم إجراء تدخل سريع من قبل جميع المعنيين، على رأسهم وزارة الصحة والتربية لمحاصرة هذا الوباء
كما رأى أن “الإجراءات المتخذة، لابد أن تكون على مستوى المؤسسات التعليمية التي تمكن من محاصرة الوباء ومعرفة الأشخاص المصابين، وبالتالي، لا بد من التتبع عن طريق الدفتر الصحي للتلميذ من طرف فرق وزارة الصحة، ثم فرض اعتكاف التلاميذ داخل منازلهم، و وسط أسرهم لمتابعة حالاتهم عن قرب”.
أما فيما يخص التلاميذ الذين رفضت أسرهم تلقيحهم، فاعتبر أنها “يجب أن تتحمل المسؤولية، لأن الشخص الذي لم يخضع للتلقيح معرض للاصابة في أي لحظة.
وعن اللجوء إلى التعليم عن بعد وإغلاق المدارس التي أصبحت بؤرا وبائية، قال عكوري إن مسألة البؤر الوبائية بالمؤسسات التعليمية، تحدد وفق نسبة المصابين قبل أن تتحول إلى بؤر، واتخاذ قرار إغلاقها”.
كما أكد أن الآباء ضد ضد قرار إغلاق المدارس، معتبرا أن هذا القرار قد يفاقم الوضع. وأوضح أنه “أثناء إغلاق المدارس، يحدث اختلاط بين الحالات المصابة التي تقوم بنقل العدوى إلى الحالات السليمة بعيدا عن المراقبة واليقظة، ما يهدد بانتشار الوباء أكثر فأكثر، وفق رأيه.