عالمية

الجزائر: جدل بعد منع تلميذة من دخول المدرسة لارتدائها ‘الجبة الأمازيغية’

كادت أن تؤدي حادثة منع فتاة من الدخول لمدرستها في الجزائر إلى اندلاع جدال سياسي وثقافي جديد قديم، قائم على مفاهيم الهوية والانتماء. الفتاة المعنية كانت تحاول الدخول لمدرستها وهي تلبس “الجبة الأمازيغية”، وهي اللباس التقليدي لنساء القبائل الأمازيغية في الجزائر، لكن أحد الموظفين منعها بسبب اللباس ما أثار جدلا.

أدت حادثة منع تلميذة في الجزائر من الدخول إلى فصلها الدراسي جدلا حادا على وسائل التواصل، خاصة وأن المنع جاء على خلفية ارتداء الطالبة “الجبة الأمازيغية”، وهي اللباس التقليدي القبائلي النسائي.
الحادثة وقعت صباح الأربعاء الماضي حين كانت “ثيزيري” تهم بالدخول لمدرستها في مدينة القصر في محافظة بجاية (250 كلم شرق الجزائر العاصمة)، حين منعها أحد الموظفين هناك من الدخول بحجة أنها ترتدي لباسا غير نظامي. الفتاة عادت لمنزلها وأخبرت والدتها بالأمر، فعادت وتوجهت معها إلى المدرسة برفقة عدد من النسوة جميعهن يلبسن “الجبة القبائلية”.
الوالدة المعروفة في أوساط بجاية كونها أستاذة جامعية ومن المدافعين عن “الهوية الأمازيغية” في الجزائر، نشرت فيديو على حسابها على فيسبوك شرحت فيه ما حصل لابنتها، ليتحول الأمر مباشرة إلى عاصفة من الجدل المرتبط بالهوية والأيديولوجيا والأصول الثقافية، أعاد إلى الأذهان نقاشا قديما في الجزائر حول ما إذا كان أصل البلاد عربيا أم أمازيغيا.
ومع تحول القضية إلى حيز النقاش العام، أصدر مدير المدرسة بيانا أكد فيه أنه “لا يحق لأحد منع لباس تقليدي… النظام الداخلي للمؤسسة يفرض لباسا محترما بالمآرز وفقط، ولا يحق لأحد أن يطرد تلميذا بلباس تقليدي”.
وقدم المدير اعتذاره لوالدة ثيزيري، وأكد أنه لم يكن على علم بطردها، كما تواصلت مديرة التعليم ببجاية مع عائلتها وقدمت لها اعتذارها.
ولطالما مثلت قضية الهوية في الجزائر مادة دسمة للجدل السياسي، سعى الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لتفكيكها في 2016 مع إدراج الأمازيغية كلغة رسمية ثانية في البلاد، وأنشأ مؤسسات وأطر تعمل على إيجاد الآليات التي تسمح بتدريسها في المدارس والجامعات.

المصدر: مونت كارلو الدّولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى