المنظومة الصحية في بلادنا هي منظومة تثير الجدل من حين إلى آخر، رغم المجهودات الكبيرة التي تقوم بها الهياكل الصحية والاجتماعية ، سوف لا ندخل في تفاصيل يطول شرحها لأن ما شدّنا اليوم الثلاثاء 20 أوت 2024 بمستشفى الضمان الاجتماعي بحي الخضراء جعلنا نخصص بعض السطور لعل يتحرك كل مسؤول مؤتمن على أرواح المواطنين في هذه البلاد العزيزة علينا جميعا…
مشكل الأدوية
الصريح أون لاين كانت شاهدة عيان على معاناة بعض مرضى السرطان عفانا وعفاكم الله أمام أحد شبابيك صرف الأدوية الخاصة الحياتية التي تهم هؤلاء المرضى القادمين من أماكن مختلفة من البلاد منها القريبة ومنها البعيدة، غير أن الإشكال الكبير القائم هو غياب دواء معين لفترة طويلة بصيدلية المستشفى يصرف لمرضى السرطان شهريا ولمدة طويلة نسبيا، مما سبّب قلقا كبيرا لدى المعنيين بالأمر الذين تساءلوا متى يصل هذا الدواء لأنه حياتنا وفق كلام رجل مسن كان غاضبا وبالكاد يتحرك مستعملا عكازه…وعندما لم يجد الجواب الشافي من قبل موظف الشباك رغم لطفه ومعاملته الحسنة للمراجعين من المرضى واهاليهم،
اعطيني ‘زريقة’!
إلا أن صبر الرجل المسن الذي أنهكه المرض قد نفذ وتكلم بحرقة موجها كلامه إلى موظف الشباك، اذا دوائي مفقود ‘اعطيني زريقة خليني نموت’ هكذا نطقها بكل أسف على ما وصلت إليه المنظومة الصحية في بلادنا التي كانت مفخرة لبلادنا وما زالت…
لكن هناك خلل ما في مكان ما يجب تلافيه وإصلاحه في اقرب وقت حفاظا على أرواح المواطنين التونسيين الذين يعانون الويلات في المستشفيات العمومية المكتظة بالمرضى بمختلف اعمارهم واجناسهم…
لماذا؟
السؤال المطروح كالعادة؟ لماذا توافق مؤسسة الكنام على تمكين المريض من الدواء الخاص الحياتي والصيدلية المركزية ترفض صرف الدواء للمستشفيات العمومية المختصة بتعلة عدم توفره؟
ما ذنب المرضى إذا تقاعس أحد المسؤولين في الدولة في توريد هذا الدواء إذا لم يتم تصنيعه في تونس؟ هل لهذا الحد أصبحت صحة المواطن التونسي التي كفلها له الدستور في مهب الريح ؟
لماذا لا يتدخل وزيرا الصحة والشؤون الاجتماعية معا من أجل توفير الأدوية الخاصة الحياتية المفقودة؟ أسئلة عديدة نطرحها على كل المسؤولين وكل من يهمهم الأمر في هذا المجال وعلى رأسهم السيد رئيس الدولة الذي ما انفك يكرر في كل مناسبة أن كرامة المواطن التونسي فوق كل اعتبار…
عزوز عبد الهادي
