الصريح الثقافي

‘اعلاميون متألقون .. في منزل بورقيبة يكرّمون’.. (صور)

مواكبة: الأمين الشابي

‘راديو 8 بمنزل بورقيبة يصنع الحدث احتفالا بـ اليوم العالمي لحرية الصحافة و لمّ شمل رجال الصحافة و الإعلام من مختلف الأجيال ـ محليا و جهويا و وطنيا ـ تحت خيمة بعنوان ” اعلاميون متألقون .. في منزل بورقيبة يكرّمون ” وذلك بقيادة المايسترو عمر بنعبد الله الذي نشط وبكل اقتدار هذه ” اللّمة ” العائلية لرجال الصحافة والإعلام.

حيث كان اللقاء الجميل والذكريات الأجمل التي روتها القامات الإعلامية التي كانت لها، ولا تزال، صولات وجولات في مجال مهنة المتاعب خاصة مع وجود نخبة نيّرة من الإعلاميين على غرار كل من منجي النصري وعبد الستار النقاطي والحبيب جغام وحسن بن أحمد، ليتم تكريمهم بمناسبة اليوم العالمي للصحافة، وأيضا البعض مما تألقوا أيضا في المجال الرياضي. كيف لا والنادي الإفريقي بمنزل بورقيبة يصنع هو أيضا الحدث بمروره إلى القسم الأعلى.
1
حديث الذكريات، كلّه مفاجآت

بعد الكلمة الترحيبية بالضيوف، وضع الإعلامي عمر بنعبد الله هذه المناسبة في إطارها محددا وأن هذه ” اللمة” ستتضمن محطات للذكريات سواء التي تعلّقت بالنجمين من نجوم الإذاعة والتلفزة، الراحلان، صالح جغام ونجيب الخطاب، أو لغيرهما من الضيوف. ومحطة ثانية، لتكريم العديد من الوجوه الإعلامية بمناسبة اليوم العالمي للصحافة 2024 وأيضا الرياضية. ومباشرة أحال الكلمة للإعلامي حبيب جغام ليحدثنا عن مسيرة شقيقه الراحل صالح جغام وعلاقته بزميله الراحل نجيب الخطاب.

مع الحبيب وشقيه صالح جغام

ذكر الإعلامي الحبيب جغام وأنّ شقيقه صالح جغام، رحمه الله، دخل الإذاعة في منتصف الستينات ولكن بعد مسيرة حافلة من البرامج والإنتاج الإذاعي والتنافس الشديد مع زميله وصديقه نجيب الخطاب، غادر الحياة سنة 1991 في حادث درامي، وفراقه كان صدمة كبيرة للجميع، العائلة والزملاء والأصدقاء خاصة المنتج محمد علي بالحولة الذي كان مرافقا للمرحوم شقيقي في جلّ انتاج جل برامجه. وإلى يوم الناس هذا مازال وقع تلك الحادثة وبالتالي فراقه المفاجئ لم يغادر وجداني. مضيفا تحت وطأة، واكتفي بذلك؟

منجي النصري، زرت أكثر من 150 دولة

فصاحة لسانه ووضوح رؤيته عند الكلام جعلت كل الحضور يصغي إليه بانتباه وانبهار. فهو يعطيك بطرف اللسان حلاوة ولكنه لا يروغ منك كما يروغ الثعلب. حيث بيّن من خلال الحديث عن مسيرته والبعض من ذكرياته بأن ” الشعر والرياضة والتعليم والإذاعة والتلفزة والمهرجانات و المصائف والجولات، كلّها ميادين تعرفني وأعرفها.
بل كنت ابن بطوطة الرياضة حيث سافرت إلى ما يزيد عن 150 دولة وذلك بفضل الإذاعة والتلفزة. وكنت، مستشرفا اقتصاديا بالفطرة، حيث كنت أدعو رجال الأعمال التونسيين إلى الذهاب والاستثمار في البلدان الافريقية. مضيفا سأروي لكم طرفة حصلت مع المرحوم قيدومنا محمد بوغنيم، حيث أعلن وعلى الهوى لأحد الزملاء، طالبا منه بأن يتّجه إلى المطعم الفلاني ليسترجع بقية نقوده بعد أن أفطر فيه ونسي أن يستلم بقية الـ 5 دنانير التي دفعها لصاحب المطعم. وبعد أن أفحم الحضور بأحلى ما قاله من أشعار، هنأ أبناء منزل بورقيبة بمناسبة تتويج فريقهم والصعود.
2
رشيد البكاي وذكريات الكأس الإفريقية

شحرور مصدح الإعلام الجهوي ببنزرت الزميل رشيد البكاي، ذكّر الحضور بأوّل كأس افريقية تحصل عليها النادي الرياضي البنزرتي ( 1982)، مستذكرا و أنّه تسلّم المصدح للتعليق على المقابلات الرياضية من منجي النصري الذي قال عنه و أنّه يعتبره فارس الميكروفون. وذكر وأنّه في احدى المقابلات، كان الفريق المنافس من احدى الدول الإفريقية، وعليه، طلبت وقتها من الإعلامي الرياضي الكبير بوغنيم أن ينطق أمامي بأسماء اللاعبين الافريقيين حتى لا أخطئ في نطقها، فكان ردّه مفاجئا بالقول، انطقها كما يحلو لك فهل سيتفطنون لذلك. معرّجا على علاقته بالمرحوم صالح جغام وذكر بكونه أهداه تسجيلات كثيرة حوارية جمعته مع كبار النجوم من مصر وغيرها من الأقطار العربية.

حسن بن أحمد كان محظوظا

استهل حديثه بالقول ” كنت محظوظا باعتبار أني تخصصت في مجالين هامين وهما الرياضة والفن. انطلاقتي الرياضية كانت كلاعب في كرة السلة فمدربا، ولكن غرامي بمجال الصحافة فرض عليّ نفسه.
وعليه التحقت بجريدة البيان والتي كانت تحمل امضاءات كبار القوم في عالم الصحافة التونسية على غرار صلاح الدين العامري وبعض الأساتذة الجامعيين. وقد تعرضت للعديد من الحوادث من قبل الجمهور بعد وصف المقابلات الرياضية، ومنها جمهور النادي البنزرتي، وأيضا في النيجر حيث كان ” الكرطوش يخيّط”. وفي مجال الفن أنا من كان وراء بروز أمينة فاخت وصابر الرباعي. ومنذ صغري حضرت العديد من حلقات برنامج السيدة عليا وعم راشد، كما عرفت عن قرب المرحوم عبد العزيز العروي. كنت صديق المرحوم صالح جغام ولكن المرحوم نجيب الخطاب كان كثيرا ما يتسبب في توتير الأجواء بيني وبين صديقي صالح جغام، وكان كثيرا ما ينجح في ذلك. ولكن وهذا الأهم وأن صالح ونجيب كانا يتنفسان على حب الإذاعة والتلفزة. في مسيرتي قمت بحوارات مع كبار الفنانين ورجال الثقافة على غرار محمد عبد الوهاب وصلاح ذو الفقار ونجيب محفوظ وأمينة رزق. وعندما أعلمت المرحومين صالح ونجيب بإجراء تلك الحوارات مع هؤلاء العمالقة لم يصدقا ذلك في البداية، ولكن عندما قدمت لهما ما يثبت تمّ استدعائي في برامجهما لإلقاء الضوء على هذه الحوارات.

تكريم الإعلاميين والرياضيين

التكريم بمناسبة اليوم العالمي للصحافة، نال العديد من القامات الصحفية والإعلامية وعلى رأسهم نعيمة بنعبد الله رئيسة نشرة الأخبار بالتلفزة الوطنية وتسلمها نيابة عنها نجلها سامر. كما نال وسام التكريم كلّ من المرحوم صالح جغام وتسلمه شقيقه حبيب جغام والأستاذ محمد بن نعمان بصفته أقدم مراسل جريدة ” لابراس” وحسن بن أحمد و منجي النصري ومروة الشعري ورشيد البكاي وجائزة المرحوم توفيق الهمامي التي تسلمتها زوجته الأستاذة نائلة بنعبد الله. كما حصل المصور الفوتوغرافي محمد التركي على جائزة المرحوم حمادي الطرابلسي للتصوير الفوتوغرافي.
أما في المجال الرياضي، فقد نال شرف التكريم كلّ من مراد بن سلامة، مسير بالنادي الافريقي بمنزل بورقيبة وأمير الطريفي، مدرب وإبراهيم الخمار، مدرب ملاكمة وتسنيم الصالحي كأفضل عدّاءة وجوهر بن حميد، في مجال الملاكمة وريان التهامي ومروان العباسي وأيضا السيد زياد حرز الله بصفته معتمد منزل بورقيبة.
كلمة الختام
شكرا لراديو 8، هذه الإذاعة الجمعياتية النشيطة برجالاتها وفي مقدمتهم كلّ من عمر بنعبدالله وبدران الشلغومي على كل هذه المجهودات ليكون راديو 8 هو بالفعل صوت المواطن وإذاعة القرب ومنارة مضيئة في ربوع منزل بورقيبة بل وفي كلّ أرجاء ولاية بنزرت. والشكر موصول على حفاوة الاستقبال وحسن التنظيم لهذه ” اللمة العائلية ” لأسرة الإعلام بمناسبة اليوم العالمي للصحافة 2024.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى