اسلامنا الجميل: رُبَّ عمل صغير أورثَ الأجرَ الكبير

تدبر الآية: ياأيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله
المؤمنون هَينُون لَينُون أذلَّةٌ على إخوانهم، ويحبُّون لهم ما يحبُّون لأنفسهم، فهم يُبادرون إلى الإفساح لهم في المجلس؛ تواضعًا وبِرًّا.
إن الغرضَ من طلب الاستجابة لأمر التفسُّح هو إيجادُ الفُسحة في النفس والخلُق قبل الفُسحة في المكان؛ فمتى رَحُبَ القلبُ اتَّسع لإخوانه وتواضع لهم.
الجزاء من جنس الفعل، فمَن رغب في الجزاء الحسَن، فعليه بالفعل الحسَن، وكلُّ مَن وسَّع على عباد الله في باب من أبواب الخير، وسَّع الله عليه من خيرات الدنيا والآخرة.
رُبَّ عمل صغير أورثَ الأجرَ الكبير، فافسَح لإخوانك عن تواضُع وطِيب خاطر؛ يَفسَح الله لك فيما تحبُّ أن يُفسحَ لك فيه.
لا يظننَّ أحدُكم أنَّ لين جانبه واستجابتَه لرغبة صاحب المجلس بالإفساح للآخَرين يَنقُص من قَدره، بل هو رفعةٌ له في الدنيا والآخرة.
إذا جمعَ الإنسانُ إلى الإيمان العلمَ النافع والعملَ الصالح، فقد حاز الخيرَ كلَّه؛ شرفًا في الدنيا ورفعةً في الآخرة.
لا رفعةَ ولا تصدُّرَ إلا بالإيمان والعلم، وكلُّ رفعة وتصدُّر في غير هذا فوهَمٌ وزَيف! ثمرةُ العلم وزينتُه في التأدُّب بآدابه والعمل بمقتضاه.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ( ما خصَّ الله العلماء في شيء من القرآن ما خصَّهم في هذه الآية، فضَّل الله الذين آمنوا وأوتوا العلمَ على الذين آمنوا ولم يُؤتَوا العلم ).