متابعة: محمد المحسن
لست كاتبا صحفيا متخصصا في المجال الرياضي، لكني وجدت نفسي مضطرا للتطرق للمشهد الرياضي بتطاوين، في ظل ما يعيشه الاتحاد الرياضي بتطاوين من أزمة مادية خانقة تواصلت منذ ثلاث سنوات أثرت في مجملها سلبا على نتائج الفريق…
هذه الأزمة تعمّقت خاصة في هذا الموسم حيث صارع الفريق بثبات في سبيل البقاء بسبب عدم القدرة على تأمين مستحقات اللاعبين والإطار الفني في آجالها، و القيام بالتربصات والتحضيرات اللازمة خاصة في فترة الإعداد خلال الصائفة الماضية..
غابت المنحة
وقد إعتاد الفريق في المواسم الماضية على الحصول على منحة سنوية تتراوح بين 800 ألف دينار و1,2 مليون دينار تُصرف عبر أقساط جعلت الهيئة المديرة تعمل في ظروف جيدة ويحقق الفريق نتائج طيبة حيث تمكن ذات موسم من اللعب ضمن مجموعة التتويج إلا أن هذه المنحة قد غابت في الموسم الماضي، في حين تم صرف 200 ألف دينار فقط هذا الموسم!
هل من دعم؟
وفي ظل هذه الصعوبات المتراكمة التي يعيشها الإتحاد الرياضي بتطاوين، فإني أدعو الشركات البترولية المنتصبة بالجهة إلى دعمه بمنح سنوية تؤازره وتزيح من على كاهل لاعبيه أوزارا مادية ثقيلة أنهكتهم وأثبطت عزائمهم ضمن برنامج المسؤولية المجتمعية، وذلك لتأمين ديمومة هذا الإتحاد الرائد والطموح، ومن ثم حمايته من هكذا مصاعب ومتاعب…
سيما بعد أن تسلم الإبن البار لجهة تطاوين مختار لسود مهام رئاسة الفريق وتوفير فضاء سليم لشباب الجهة لممارسة هوايتهم وصقل مواهبهم وحمايتهم من الآفات وذلك على غرار بقية الولايات التي تضم شركات والتي تقوم بإسناد منح سنوية للأنشطة الرياضية.
الفريق مهدد في كيانه
وهنا أشير إلى أن تأخر إسناد المنح قد يهدد ـ الاتحاد ـ ونزوله إلى أقسام سفلى مما سيؤثر حتما على نشاطه وتألقه و عزوف المسؤولين على تسييره خاصة وأن اتحاد تطاوين أعطى وجها آخر للرياضة بالجهة وساهم في تنشيط الدورة الاقتصادية من خلال استقبال فرق كبرى وتنقل أحبائه بأعداد كبيرة.
يشار إلى أن نهاية مباراة اتحاد تطاوين وضيفه الملعب التونسي رافقت احتجاجات وغضب كبير للأحباء المتواجدين في المدارج بعد نزول الفريق إلى الرابطة المحترفة الثانية.
ونزل الاتحاد الرياضي بتطاوين رسميًا إلى الرابطة المحترفة الثانية بعد هزيمته على أرضه أمام الملعب التونسي (2-1).
يذكر ان اتحاد تطاوين صعد الى الرابطة المحترفة الاولى للمرة الأولى خلال موسم 2015-2016 قبل أن يغادرها في الموسم الموالي ليعود بعدها مجدّدا إلى بطولة الأضواء موسم 2018-2019 ويمكث بها الى غاية العام الحالي.
ورفع الملعب التونسي في المقابل رصيده الى 49 نقطة معززا موقعه في المرتبة السادسة.
ختاما، نرجو من الهيئة المديرة مواصلة العمل وتحسن الاعداد للموسم الرياضي القادم وتوفير كل الظروف لإعادة الفريق إلى مكانه الطبيعي بالرابطة المحترفة الأولى.
هوامش
*فشل الاتحاد في استغلال عاملي الأرض والجمهور، وانقاد إلى هزيمة قاتلة أمام الملعب التونسي (1-2)،رغم محاولات العودة في الشوط الثاني.وسجل للضيوف كل من ناصف العطوي (د10) وبونور موغيشا (د30 من ركلة جزاء)،فيما ذلّل حسني قزمير (د58) الفارق لصالح اتحاد تطاوين،لكن دون جدوى.وبذلك،تجمد رصيد أبناء تطاوين عند 19 نقطة في المركز الأخير،ليودعوا قسم النخبة بعد ستة مواسم متتالية.
في المقابل،أكّد الملعب التونسي تشبثه بروح المنافسة حتى الجولة الأخيرة،رافعًا رصيده إلى 49 نقطة في المرتبة السادسة.
