إسلامنا الجميل

إسلامنا الجميل: ‘ما هو أكثر شيء يُسعدك في هذه الدنيا’..؟

المال، الجاه، النساء.. الحب..الشهرة ..السلطة.. تصفيق الآخرين…

إذا كنت جعلت سعادتك في هذه الأشياء فقد استودعت قلبك الأيدي التي تخون وتغدر وآئتمنت عليها الشفاه التي تنافق وتتلوّن.
إذا جعلت من المال مصدر سعادتك فقد جعلتها في ما لا يدوم فالمال ينفد وبورصة الذهب والدولار لا تثبت على حال.
وإذا جعلت سعادتك في الجاه والسلطان .. فالسلطان كما علمنا التاريخ كالأسد أنت اليوم راكبه وغدًا أنت مأكوله.
وإذا جعلت سعادتك في تصفيق الآخرين فالآخرين يغيرون آراءهم كل يوم.
لقد وضعت كل رصيدك في بنك القلق وألقيت بنفسك إلى عالم الوحشة والغربة واستضفت راحة بالك على الأرصفة.. ونزلت في فنادق قطاع الطرق ولن يهدأ لك بال ولن تعرف طعم الراحة ولن تعرف أمنًا ولا أمانًا، ولن تذوق للطمأنينة طعمًا حتى آخر يوم في حياتك، لأنك أعطيت أثمن ما تملك وأعطيت روحك لعالم الفرقة والشتات، ورهنت همك واهتمامك بعائد اللحظة، وعلقت قلبك بكل ما هو عابر زائل متقلب، وأسلمت وجدانك ينهشه وحش الوقت.
وإذا جعلت سعادتك في حب امرأة فأين هي المرأة التي لم تتغير؟!! وأين هو القلب الذي لم يتقلب؟!! أين نجد هذا القلب إلا في الخيال في دواوين الشعراء الذين يقولون ما لا يفعلون والذين هم في كل واد يهيمون.
سبعون ألف نبي في تقدير بعض العارفين عبروا هذه الأرض وبلّغوا أقوامهم نفس الشيء وأعادوا عليهم نفس الدرس ورددوا نفس الكلمات.
والناس مازالوا على حالهم لا يرى الواحد منهم أبعد من لحظته، مازالوا على جاهليتهم الأولى يتدافعون بالمناكب على نفس الخسائس يرون حاصد الموت يحصد الرقاب من حولهم ولا يعتبرون.
بل هم اليوم أكثر نهمًا وأكثر تهالكًا وأكثر تهافتًا على اللاشيء ويقول لهم القرآن:
(وفي أنفسكم أفلا تبصرون).

. من كتاب ‘الإسلام ما هو’؟
د. مصطفى محمود ـ رحمه الله ـ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى