إسلامنا الجميل

إسلامنا الجميل: القرآن الكريم ميسر لك بالوضوح والفصاحة

قال تعالى:
( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ )
[القمر ١٧]

واليسرُ: السّهولةُ، وعدمُ الكلفَةِ في تحصيلِ المطلوبِ من شيءٍ. وإذ كان القرآنُ كلامًا فمعنى تيسيرِهِ يرجِعُ إلى تيسيرِ ما يرادُ من الكلامِ، وهو فهمُ السّامع المعانيَ التي عَناها المتكَلّمُ بهِ دون كلفَةٍ على السامِع ولا إغلاقٍ، وهذا اليسرُ يحصُلُ من جانبِ الألفاظِ وجانبِ المعاني؛ فأمّا من جانبِ الألفاظِ فذلكَ بكونها في أعلى درَجاتِ فصاحَةِ الكلماتِ وفصاحَةِ التّراكيبِ، أي فصاحةِ الكلامِ، وانتظامِ مجموعِها، بحيثُ يخفُّ حفظُها على الألسنَةِ.

وأمّا من جانبِ المعاني فبوضُوحِ انتزاعِها من التّراكيبِ ووفرةِ ما تحتوي عليهِ التّراكيبُ منها من مغازي الغرضِ المسُوقَةِ هي لهُ، وبتولّدِ معانٍ من معانٍ أُخَرَ كلَّما كرَّرَ المتدبّرُ تدبّرهُ في فهمها.

فصارَ معنى ﴿يَسَّرْنا القُرْآنَ لِلذِّكْرِ﴾ أنّ القرآنَ سهّلت دَلالتهُ لأجل انتفاعِ الذّكرِ بذلك التّيسيرِ، فجعلت سرعَةُ ترتيبِ التّذكّرِ على سماعِ القرآنِ بمنزِلةِ منفعةٍ للذّكرِ لأنّه يشيعُ ويروجُ بها كما ينتفعُ طالبُ شيءٍ إذا يسّرت له وسائلُ تحصيلهِ، وقرّبت له أباعدُها.

ويؤَوَّلُ المعنى إلى: يسَّرنا القرآن للمتذكّرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى