المعلوم ان كرة القدم تتطلب فنيات وتكتيك وقراءة جيدة للعب وتخطيط جيد للحصول على نتيجة جيدة إيجابية، ولكن كل هذه الخصال لن تمر اذا كانت الجاهزية البدنية غائبة.. لأن اللياقة البدنية هي أهم عنصر لتحقيق كل الأمنيات لذلك فدور المعد البدني فعال وطلائعي في تحديد مستوى الفريق وهَو يضاهي دور المدرب وربما اكثر أهمية في بعض الأحيان لأن الحضور البدني هو الذي يصنع الفارق بين المنافسين…
وبالتالي فإن الكرة العصرية تتطلب اليوم معدا بدنيا متمكنا من المهنة وخبرة كبيرة وهنا يجرنا الحديث عن نوادينا التونسية في كافة الأقسام التي كانت دائما تعاني من هذه النقطة الهامة والحساسة في غياب الجاهزية البدنية خصوصا في الأوقات الحاسمة، ولهذا السبب فلابد من إيجاد حلول لهذه المعضلة التي أصبحت تقلق فرقنا.
جيل صاعد
فالعريق الملعب السوسي مثلا َوجد ضالته اليوم في الشاب الموهبة ـ أيمن خشناوي ـ وهو يعتبر من أفضل منتوج عندنا من الجيل الصاعد حيث كان صعوده صاروخيا ومدويا في فريق الملعب السوسي فكيف لا وهو الذي نهل و تعلم أصول اللياقة على أسس وقواعد علمية صحيحة من روح الكرة العالمية ولا غرابة في ذلك بما انه من اهل الاختصاص بإعتباره استاذ تربية بدنية ومتحصل على ديبلوم فيدرالي في الإعداد البدني زادته خبرة السنين في مدرسة النجم الساحلي وأمل حمام سوسة وأكاديمية البلبولي الخاصة…
انطلاقة حقيقية
فكانت انطلاقته الحقيقية اللافتة في فريق الأخضر والأبيض الملعب السوسي حيث بدأ يترك بصمته بالبنط العريض لدى أبناء المدرب شكرى مراد لما له من حنكة ودهاء وذكاء قلما نجدها عند غيره من أبناء جيله خصوصا، فكان يتعامل مع هذه الخطة المسندة اليه بدهاء كبير فوق المستطيل الاخضر ليكسب حب كل المتلقين من اللاعبين، فبان بالكاشف وبالبنط العريض انه بالفعل موهبة في خطته بما يجعل اللاعبون يتكيفون مع مجهوداتهم البدنية بأريحية تامة من المدة وطريقة الأداء والكيفية وكيفية تقسيط هذا الجهد وهذا المجهود أثناء اللعب.
نعم مدرب اللياقة أيمن خشناوي قيمة ثابتة في اختصاصه ويستحق كل الاحترام والتقدير وما صعوده الصاروخي لا دلالة على كفاءته العالية التي لا يشك فيها احدا.. فمليون تحية والف قبلة على الجبين يا ابن نسر جلمة الولادة والملعب السوسي الوسادة.. فواصل وستكون الطريق أمامكم وردية بحول الله.
رضا السايبي
