أحبّاء السّي آس آس: مازلنا ‘مأمنين’… لكن ماذا عن الآخرين؟

منذ إشرافه على أوّل حصّة تدريبية للنّادي الرياضي الصفاقسي يوم الاثنين 7 أوت الماضي بعد الاتّفاق مع الهيئة التّسييرية على تسلّم مقاليد الفريق، طلب المدرّب نبيل الكوكي من اللّاعبين الإيمان بإمكانياتهم وقدرتهم على الذّهاب بعيدا في الموسم الجديد… وتوجّه للاعبي الفريق قائلا: “كان موش مأمنين مازلت ما صحّحتش العقد والكرهبة آهي هنا… نجّم نرجع منين جيت!”
وسرعان ما تجاوب الأحبّاء مع خطاب الكوكي، رافعين شعار “مأمنين”… وقد جاءت البداية الموفّقة للفريق في الجولات الأولى من منافسات بطولة الرّابطة المحترفة الأولى – 3 انتصارات متتالية دون قبول أيّ هدف – لتعزّز إيمان أحبّاء السّي آس آس بقدرة فريقهم على العودة إلى صولاته وجولاته هذا الموسم والمراهنة بجدّية على لقب البطولة الذي غاب عن سجلّ الفريق منذ موسم 2012-2013.
تحسّن ملحوظ
بقطع النّظر عن الانتصارات الثّلاثة، لاحظ أحبّاء الأبيض والأسود تحسّنا ملحوظا على مستوى أداء الفريق، مقارنة بأدائه في الموسم الماضي. كما أبدى اللّاعبون روحا انتصارية عالية في مباريات الجولات الثّلاثة الأولى التي خاضوها ضدّ كلّ من النّادي الرياضي البنزرتي (2 – 0) والمستقبل الرياضي بالمرسى (0 – 1) والاتّحاد الرياضي بتطاوين (3 – 0).
خيبتان متتاليتان
بعد الانتصارات الثّلاثة المتتالية في البداية، انقاد النّادي الرياضي الصفاقسي إلى هزيمة قاسية (0 – 1) أمام النّجم الرياضي بالمتلوّي، وذلك رغم الأداء المحترم الذي قدّمه، وحجم اللّعب الذي صنعه، بالرّغم من الحرارة الشّديدة ومن خوض المباراة على أرضية من العشب الاصطناعي. وقد دفع الفريق في تلك المواجهة ثمن “تفنّن” لاعبيه في إضاعة عدّة فرص واضحة وسانحة للتّسجيل.
وفي حين كان أنصار السّي آس آس في انتظار ردّة فعل إيجابية من فريقهم في مباراة الجولة الخامسة ضدّ التّرجّي الرياضي التّونسي يوم الأحد الماضي بملعب الطيّب المهيري، انهزم الفريق بنتيجة (0 – 1)، أمام منافس أخذ بزمام المبادرة منذ بداية اللّقاء، رغم أنّ أبناء المدرّب نبيل الكوكي كان بإمكانهم التّدارك في الدّقائق الأخيرة من المباراة، لكنّ “تفنّنهم” مجدّدا في إهدار فرص واضحة أدّى إلى هزيمة ثانية على التّوالي.
غضب
الهزيمة أمام التّرجّي الرياضي أثارت غضب الأحبّاء الذين كانوا يمنّون النّفس بأن يتدارك فريقهم هزيمته في المتلوّي بتحقيق الفوز على التّرجّي حتّى يظهر بثوب البطل ويؤكّد حسن استعداده هذا الموسم، لكنّ العكس هو الذي حصل.
بعض الأنصار لم يخفوا خيبة أملهم ووجّهوا انتقادات لاذعة للّاعبين وللمدرّب نبيل الكوكي، مشكّكين حتّى في قيمة الرّصيد البشري وفي قدرته على إعادة الهيبة والوقار لـ”قلعة الأجداد”، خاصّة في غياب صانع ألعاب وهدّافين قادرين على صنع الفارق.
لكن في المقابل، كانت ردود أفعال غالبية الأحبّاء أكثر واقعية اعتبارا لأنّ الموسم لا يزال في بدايته ونظرا لوجود تحسّن واضح على مستوى الأداء وبوادر توحي بقدرة فريقهم على فرض وجوده ولعب الأدوار الأولى بمرور الوقت، خاصّة وأنّ نظام “البلاي أوف” يساعد على ذلك.
“مأمنين” لكن…
من خلال متابعتنا لمواقف الأنصار، لا يزال جلّ أحبّاء السّي آس آس “مأمنين” بقدرة فريقهم على الدّفاع عن حظوظه كما ينبغي مستقبلا، لكنّهم لم يخفوا ضرورة حصول استفاقة حاسمة من اللّاعبين وحضور التّركيز الكامل خلال المباريات لتفادي إهدار نقاط في المتناول من خلال إضاعة أهداف سهلة – مثلما حصل في اللّقاءين الأخيرين ضدّ نجم المتلوّي والتّرجّي الرياضي.
من جهة أخرى، تعتقد غالبية الأنصار أنّ المدرّب نبيل الكوكي مطالب من جهته بمراجعة تركيبة التّشكيلة وبعض الاختيارات التّكتيكية بعد النّقائص التي برزت على مستوى الأداء، وخاصّة في المباراة الأخيرة ضدّ التّرجّي.
كما أشار العديد من الأحبّاء إلى ضرورة التّعجيل بإمضاء العقد الرّسمي الذي يربط بين النّادي والمدرّب نبيل الكوكي، إلى جانب تمكين اللّاعبين والإطار الفنّي من مستحقّاتهم بصفة منتظمة، وفي أوقات مناسبة، حتّى يكون تركيزهم على العمل وخلال المباريات في أفضل حالاته.
ويبقى السّؤال المطروح بإلحاح في أوساط أحبّاء النّادي الرياضي الصفاقسي، هل ينجح الإطار الفنّي في استغلال فترة ركون المنافسات إلى الرّاحة حاليّا لمعالجة النّقائص والارتقاء بالفريق إلى المستوى الذي يطمح له عشّاق النّادي في المرحلة القادمة من المنافسات؟
موضوع للمتابعة!
محمّد كمّون