وطنية

موقعة الناظور ماجل بلعباس ـ سيدي عيش في ذكرى أم المعارك التي تأبي النسيان…

ككل سنة تحتفل ماجل بلعباس بذكرى معركة الناظور- سيدي عيش والتي بلغت دورتها 69 حيث يروي لنا احد احفاد المناضلين الناجي الشعباني هذه الملحمة وابرز تفاصيلها مستعرضا المغزى من تواصل الاحتفال بهذه المناسبة بعظيم تظاهرات ثقافية وتكريم والتراحم على ارواح الشهداء…

في منطقة تحرس الخاصرة الغربية للبلاد التونسية تتوقف حركة الزمن طويلاً تقول : ” تمهل…نتحدث عن ملحمة الكبار..”..ماجل بلعباس ذات الامتداد الجغرافي بمساحة جملية تقدر بـ 95460 هكتارا وبتاريخ موغل في الأعماق، تنجب أبطالا أعزاء صنعوا ولا يزالوا مجدا خالدا..في معركة خالدة تأبى النسيان….

معركة مفصلية

موقعة الناظور-سيدي عيش…هي معركة مفصلية دارت رحاها بين جبل الناظور من معتمدية ماجل بلعباس وجبل سيدي عيش من ولاية ڨفصة وامتدت أياما وليالي من 20 نوفمبر 1954 إلى 23 نوفمبر من نفس السنة بين مقاومي الثورة المسلحة التونسية والمستعمر الفرنسي الذي تكبد خسائر مادية ومعنوية فادحة….

انطلاق الثورة المسلحة

تقول الشهادات أنه مع انطلاق الثورة المسلحة في 18 جانفي 1952 بدأت تتشكل في الوسط الغربي جبهات قوية ووحدت صفوف الفصائل بقيادة لزهر الشرايطي الذي جمع القبائل من أجل الإطاحة بالمستعمر الفرنسي الذي كرس نصف عدد الجنود الموجود بالبلاد التونسية وعددهم أكثر من 50 ألف….فرنسا التي حشدت هذا العدد الهائل (50 ألف) ، جاء أغلبهم من الحرب في الهند الصينية مدججين بـ 27 مدفع وعدد غير محدد للدبابات وعشرات السيارات المفخخة و40 طائرة حربية ومئات من قنابل النبالم …

معركة عنيفة في الجبال

كانت البداية من جبل الناظور الذي يبعد عن سيدي عيش 200 متر وقام الجنود الفرنسيين بمحاصرة المجاهدين وعددهم 80 مجاهدا على مستوى الجبل ودارت معركة عنيفة جدا حتى بدأ عدد آخر من المجاهدين في التوافد على الجبل مع احتدام المعركة حتى وصل العدد الجملي للمجاهدين البواسل 500 مجاهد منهم من أمن التحركات الخاصة بالمقاومين والمناضلين ومنهم من وفر السلاح ومنهم من لبى نداء الإمدادت بالذخيرة والمؤونة وآخرون عملوا على حماية ومعالجة المصابين ومنهم من كلف برصد تحركات الفرنسيين..

مساندة جزائرية

شارك في الموقعة عديد المجاهدين من مختلف الولايات و إخوة من الاشقاء الجزائريين ….وانتقلت المعركة إلى جبل سيدي عيش…بين 50 ألف جندي و500 مقاوما من أبطالنا الأعزاء…لم تكن المعركة مجرد حدث ولا مجرد جولة من جولات الاحتلال….كانت معركة مفصلية، تأكدت الحكومة الفرنسية وقتها، بأن القضاء على المقاومين في تلك اللحظة مهم جدا وهي التي تعيش أزمة اقتصادية كبيرة ورغبة ملحة جدا للتركيز على الجزائر التي انطلقت فيها ثورة التحرير الوطني يوم 01 نوفمبر 1954 ….

أمل بتحرير البلاد

وكذلك لانشغال فرنسا بالمعركة القائمة بمنطقة برڨو في 13 نوفمبر 1954 (معركة سقط فيها 18 شهيدا في حين سقط من الفرنسيين 80 جندي قتيلا اشتباكات عنيفة جدا في الليل كما في النهار…وببنادق بدائية الصنع من مخلفات الحرب العالمية الثانية وبرشاشات بسيطة دخل المجاهدون الحرب وكلهم أمل في تحرير البلاد….في 21 نوفمبر 1954 ، عدد من المجاهدين الشبان ، وفي نخوة الانتصار على الاستعمار الفرنسي….تفاجئهم طائرة حربية….ليستشهدوا دفعة واحدة……خمسة عشر شهيدا من أبناء ماجل بلعباس الأبية ارتقوا شهداء…من جملة 35 شهيدا في حين قتل نحو 400 جندي من الجانب الفرنسي…مرت الأيام والسنين …69 سنة مرت على أحداث الموقعة الخالدة….
( ملاحظة : العدد الجملي للشهداء: 15 في معركة الناظور – سيدي عيش وشهيد بجبل ماجورة 25 ماي 1954 وشهيد بحرب الجلاء ببنزرت 1963- يتوسط مدينة ماجل بلعباس نصب تذكاري وروضة للشهداء ومعهم يرقد المناضلون والمقاومون )…والشهداء

تحيا تونس…

متابعة: لطفي التليلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى