مهرجان الشارقة للشعر العربي: توقيع دواوين شعرية جديدة..وتكريم الفائزين

كتب: شمس الدين العوني
انطلقت مساء يوم الاثنين 8 جانفي الجاري فعاليات الدورة العشرين من مهرجان الشارقة للشعر العربي، و ذلك بقصر الثقافة وبمشاركة أكثر من 70 شاعراً وشاعرة وناقداً وإعلامياً يمثلون عدة دول عربية، وتستمر الفعاليات الى غاية يوم14 من ذات الشهر…
تكريم
و تم في مستهل الحفل تقديم مادةً مسجلةً تناولت حياة الشعراء المكرمين في المهرجان، وأبرز إنجازاتهم وأهم أعمالهم الشعرية وجهودهم الحثيثة في عالم الشعر العربي الأمر الذي ساهم في تتويجهم بجائزة الشارقة للشعر العربي، وقام اثر ذلك حاكم الشارقة بتكريم شخصيتي المهرجان الفائزتين بجائزة الشارقة للشعر العربي لعام 2024 في نسختها الـ 12 وهما علي الشعالي من دولة الإمارات، وعارف الساعدي من جمهورية العراق، كما كرم سموه الفائزين بجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي في دورتها الثالثة…
المركز الأول للوهايبي
حيث فاز بالمركز الأول الناقد التونسي المنصف الوهايبي عن بحثه “بنية الخطاب الشعري في الشعرية العربية المعاصرة بين الاستعاري والكنائي”، فيما نال المركز الثاني الناقد المغربي أنوار بنيعيش عن بحثه “بنية الترادف والتضاد في الشعر العربي المعاصر: دراسة في شعرية التوازي”، وحاز على المركز الثالث الناقد المغربي الحسين بنبادة عن بحثه “بنية الخطاب في الشعر العربي التجريبي”..كما توج الشاعر عبد العزيز الهمامي اليوم الثلاثاء 9 جانفي 2024 بجائزة القوافي للسنة المنقضية ضمن كوكبة من الشعراء العرب..و ضمن سياقات الفعالية و مضامينها و أهدافها قال عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة: “…شكّل المهرجان، منصة شعرية مميزة في الساحة الثقافية العربية، بفضل رعاية حاكم الشارقة، وقد أسّست الدورات المتعاقبة لمشهدٍ شعريٍ متنوعٍ، انطلاقاً من أسماء عربية مثّلت أجيالاً مختلفة، وجمعها الإبداع على إنتاج الشعر العربي الأصيل”…
وأشار العويس إلى أن المهرجان سيشهد عرض مسرحية جديدة لحاكم الشارقة، بعنوان “مجلس الحيرة”، من إنتاج مسرح الشارقة الوطني، وأضاف رئيس دائرة الثقافة، قائلاً: “يجمع المهرجان في هذه الدورة أكثر من 70 مبدعاً ومبدعة، ليكون نافذة يطل من خلالها جمهور ومتذوقو الشعر على أفق لقراءات شعرية على مدار فترة المهرجان، كما ستشهد الدورة الحالية توقيع دواوين شعرية جديدة من إصدارات الدائرة، وندوة فكرية تحت عنوان “تطوّر لغة الشعر العربي” يناقشها 7 نقّاد عرب، في حين سينتقل المهرجان إلى مدينة خورفكان ضمن أمسية شعرية في مجلس خورفكان الأدبي”…
جائزة القوافي
وأبرز العويس أن “جائزة القوافي”، ستواصل احتفاءها بالشعراء العرب، تقديراً لأبرز القصائد المنشورة في مجلة القوافي خلال العام 2023، حيث تم اختيار قصيدة من كل عدد من أعداد المجلة الشهرية، ضمن لقاء شعري في دارة الدكتور سلطان القاسمي، حيث سيتم تكريم الشعراء الفائزين بالجائزة من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة.واستمع الحاضرون في هذا الحفل البهيج للافتتاح إلى قراءات شعرية ألقاها الشاعران علي الشعالي من دولة الإمارات، والشاعر عارف الساعدي من جمهورية العراق، حيث تطرق الشعالي في قصيدته “حنين” إلى ذكريات الماضي والاشتياق إلى اللحظات التي يعيشها الشخص في حياته السابقة، قائلاً:
الصَّمتُ عنواني القَؤولُ
والأَمسُ صُبحٌ مستحيلُ
والــــــــــــــذكرياتُ إذا فشتْ
بُنٌّ يضوعُ وزنجبيلُ
واحـــــــــــسرتاه.. إذا اطمأنَ
الحُلمُ، هل يغشاهُ غُولُ؟
يــــــــا غيمةً لــــــــــم تستقـرَ
ونجمةً داها الأُفولُ.
وأضاف الشعالي:
الذكرياتُ.. وها هنا
دربان واحِدُها طويلُ
الصمتُ حين يضمُّنا
والشعر.. ميَّالٌ مُميلُ
مَرّت نسائِمُكِ العِذا
بُ كَأنَّها حــــــــــــــــــــــــدٌّ صقيلُ
والأرضُ شَقّقَها الغيا
بُ وفتَّ في يَدِها الغليلُ.
كما ألقى الشاعر علي الشعالي قصيدة أخرى بعنوان “القلم في طلب المعاني”، قال في مستهلها:
شاخَتْ عروقُ الأرض من تَحنانِهِ صبٌّ تلظّى بالبعادِ ورانِهِ
مهما استعاذ بِمَحبَسيه تجمّلًا تتقاطرُ الأشواقُ من آذانِهِ
يهفو لتمسيدِ المجاز خيالَهُ
واهٍ لشحّ الموج عن شطآنِهِ!
إن لم يكُ الْعَوْدُ الحميدُ بمُوشِكٍ فترفّقي بِالغَضّ من أغصانِهِ.
وتابع الشعالي:
عَجْلى امْنحيهِ قصيدةً لألاءةً
يرقى بها للنّجمِ في عُنوانِهِ
قزُّ الْودادِ رِداؤُها، وطلاؤُها
تِبرُ الوقارِ، لسيّدٍ مُذ آنِهِ
خفّاقةً كالطّيرِ تعلو للّذي
يختصّ دوحَ الشعر ضِمن جنانِهِ
مُلكٌ تغار الشمس من إشراقِه
طرًّا يضوع الجودُ من أركانِهِ.
وجاء في قصيدة الشاعر العراقي عارف الساعدي التي حملت عنوان “الليلة المنسية من ألف ليلة وليلة”:
فتحتُ البابَ فآنسكبَ النهارُ وحمَّلني التحيةَ شهريارُ
وقال إذا الديارُ دنتْ ورفّتْ
فسلمْ إنها نِعمَ الديارُ
وقد همستْ بأذني شهرزادٌ
وقالت للحكاياتِ انتظارُ
فلم تبردْ، ولم يهدأْ لظاها
وها هي تُستعاد وتُستعارُ
كأن الليلةَ الألفَ استمرت
ودرنا والقطارُ هو القطارُ.
وأضاف الساعدي:
ويا أهلي الذين خبرتُ فيهم
كرامة من يُدير ومن يُدارُ
ومن تغفو على يده اليتامى
ومن في الحرب مدفعُه الشعارُ
فلا انحبست غيومُك يا آبن عمي
ولا فرغت دنانك والجرارُ
وما زال الكلام به كلامٌ
وما زال المسار له مسارُ
ولكن شهرزاد غفت قليلا
وغطاها بدفءٍ شهريارُ
وأوصاني بأن القي عليكم
تحيته فقد طلعَ النهارُ.