محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: عبد المجيد عطية

كتب: محمد الحبيب السلامي
عبد المجيد عطية ولد بالمهدية وطوى مرحلة التعليم الابتدائي بالمهديةً، هو تحصل على شهادة الباكالوريا وطار إلى باريس وتحصل على الشهائد العليا من السربون، وقدم في السربون دروسا حول اللغات الشرقية وتحصل على شهادة التبريز ودخل المعهد الصادقي وغيره مدرسا….
كل ذلك وأكثر من ذلك كان، لكنه لما تزوج السيدة الأستاذة حليمة عطية ودخلا بعد الحرب العالمية الثانية صفاقس وجد صفاقس تُحسن استقباله وتتعامل معه كما تتعامل مع ولد من أولادها، فاندمج في الحياة الصفاقسية سنوات ولذلك سجلناه (علما من أعلام صفاقس)…
هذا العلم عبد المجيد عطية علم في معاهد ثانوية بصفاقس، هذا العلم ساهم في تأسيس جمعية الثقافة والتعاون المدرسي بصفاقس، هذا العلم ساهم في تأسيس وتنشيط (نادي السينما) بصفاقس..هذا العلم تولى قيادةً فرع الجامعة العامة للموظفين بصفاقس..
هذا العلم كان لا يغيب عن ندوات الفكر والحوار في صفاقس وأتذكر أنني دعوت في ليلة من ليالي رمضان سنة 1957 إلى سهرةً حوارية حول (القومية العربية) بنادي الكشّافة بصفاقس، ولما تأخرت في دعوته ولم أوجه له الدعوة هاتفيا إلا في ليلة السهرة قبلها وانضم إليها..
وأفاد هذا العلم كان من الوفد الذي توجه باسم صفاقس إلى الباي يعلمه ويطالبه برفض إصلاحات المقيم الفرنسي (فوازار) هذا العلم ارتقى إلى مناصب عليا في وزارة التربية ووزارات أخرى، هذا العلم ألف كتابا قصصيا أدبيا عنوانه (المنبت ) قدرت وزارة التربية قيمته الفكرية الأدبية فقررت دراسته في المعاهد الثانوية وتناولته أقلام كبار النقاد بالدراسة والتحليل…
كما نشر العلم عبد المجيد عطية قصصا متعددة للأطفال، هذا العلم كان وفيا لزوجته حليمة عطية فلما توفيت رثاها بخطاب فيه الود والحب والوفاء والأدب، هذا العلم لما حان أجله ودع الدنيا وودعته أسرته وأحبابه وصفاقس وتونس والمهدية بالرحمة وحسن الذكر…
فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟