صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاشت في صفاقس ثم ودعت: ليليا باش حانبة

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

ليليا باش حانبة..هذه السيدة ولدت بتونس العاصمة، وتوفيت في تونس بعد أن عاشت ما يقارب التسعين سنة…هذه السيدةً صرفت وأنفقت من عمرها خمسا وعشرين سنة في صفاقس تخدم المجتمع في صفاقس لذلك أراها علما من أعلام صفاقس…

عائلة باش حانبة

هذه السيدة من عائلة باش حانبة المشهورة بتونس عمها الوطني المناضل علي باش حانبة الذي أسس أول حركة حزبية نضالية بتونس تحت اسم (حركة الشباب التونسي)،
هذه السيدة وجهتها أمها فاطمة نحو التعليم فتعلمت في مدرسة الأخوات ثم في إعدادية مونفلوري بتونس…

نشاط جمعياتي

هذه السيدة تزوجت السيد الحبيب الحجري أصيل بوحجر، ولأن زوجها كان القابض الأول بالإدارة الجهوية للمالية بصفاقس فقد وجدت نفسها من بداية الأربعينات تبني بيتا وأسرة ونشاطا وتاريخا مشرّفا في صفاقس…
في ذلك الوقت كانت السيدة الفاضلة بشيرة بن مراد قد أسّست أول منظمة نضالية بتونس اسمها (الاتحاد النسائي الإسلامي)، ولأن بين ليليا وبشيرة صلات وتعارفا فقد اتفقت معها على بعث فرع للاتحاد بصفاقس فوافقت، وكانت ليليا رئيسته ولما أسست المناضلة مجيدة بوليلة أول مدرسة لتعليم المرأة ومحو الأمية، مدّت السيدة ليليا يدها لها وتعاونت معها…
ولما دعت منظمة (الكشاف المسلم ) إلى تكوين فروع كشفية للنساء تجاوبت ليليا مع الدعوة وأسست في صفاقس فرعا باسم (حبيبات الكشافة) وتولت القيادة، ومع المناضلة مجيدة بوليلة كوّنت في صفاقس أول شعبة دستورية نسائية، وخرجت ليليا مع النساء تتصل بالمواطنين والمواطنات وتدعو وتحث على المشاركة في المظاهرات والإضرابات…

رأت ليليا في صفاقس في باب الجبلي بصفاقس الأطفال يجمعون من الشوارع (أعقاب السجائر) ويقومون بتنظيفها ليكونوا منها كميات يبيعونها، فماذا قررت ليليا وصويحباتها وماذا فعلت؟ جمعت الأطفال ووفرت لهم اللباس وضمتهم للمدارس القرآنية بالتعاون مع أولياء أمورهم…

في الاتحاد القومي النسائي

لما تأسس في تونس العاصمة الاتحاد القومي النسائي التونسي التابع لحزب بورقيبة بعثت مع مجموعة من النساء منهن (وسيلة بن سعيدة والسيدة القايد) فرعا بصفاقس لهذا الاتحاد وترأسته وبعثت فيه حيوية، ولما وجدت نفسها في يوم من الأيام تختلف مع راضية الحداد رئيسة الاتحاد ومع سعيدة ساسي، دعت سنة 1957 إلى اجتماع الاتحاد الجهوي بصفاقس وقدمت تقريرها ثم قدمت استقالتها، وسلمت للوالي الزين محسن ما عندها للاتحاد ورجعت بعد خمس وعشرين سنة إلى تونس العاصمة، وقد تركت فيها بعض أولادها…
فقد أنجبت في صفاقس ثلاث بنات وثلاثة أبناء وابنتها آمال تزوجت لاعب النادي الرياضي الصفاقسي (دلهوم ) ويروى أنها من سنة 1951 نادت برفع الحجاب واستصدرت فتوى من العدل إمام سيدي إلياس بصفاقس الشيخ الصادق الخراط فتوى في جواز رفع المرأة الحجاب والله أعلم…

ودعت الدنيا

وفي تونس العاصمة أكملت حياتها ولما حان أجلها ودعت الدنيا وودعتها أسرتها وأحبابها في صفاقس وتونس بالرحمة وحسن الذكر فبماذا يذكرها الأصدقاء لنزداد بها معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى