محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: علي بن علي الزواري

كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا العلم وُلد بصفاقس في 1870 وتعلّم في الزاوية والمدرسة التجنيد كانت فرنسا تجند الشباب من الدول التي تستعمرها ليشاركوا في الحروب التي تعلنها وتدخل فيها…
شارك في الحرب العالمية
لذلك جندت علي بن علي الزواري وفرضت عليه المشاركة مع الجيش الفرنسي في الحرب العالمية الأولى التي امتدت من 1914 إلى 1918 شارك في الحرب بعد زفافه بأيام، ولما انتهت الحرب أبقته في المغرب جنديا مع جنودها في الرصيف بعد تسريحه من الجيش بحث عن موطن شغل فوجده مع عملة الرصيف بصفاقس وعملة الرصيف أغلبهم أقوياء وصاحبنا علي اكتسب من الحرب خبرة وقوة، ولذلك قدره زملاؤه وانتخبوه رئيسا لنقابة الرصيف…
والنقابة تابعة للنقابة الفرنسيةً، والنقابة الفرنسية تدافع عن حقوق المنخرطين فيها من الفرنسيين ولا تطالب بحقوق العمال التونسيين فقد كانوا محرومين من قانون يحدد ساعات عملهم في اليوم ويحدد أجورهم..
الزواري وفرحات حشاد
لما ظهر الزعيم النقابي فرحات حشاد وأخذ يجمع النقابات حول منظمته تحرّك النقابي علي بن علي الزواري، ودعا نقابات عملة الرصيف في كل مكان إلى الاستقالة من النقابات الفرنسية والانضمام إلى منظمة فرحات حشاد فتجاوبت معه خمسون نقابةً، فكانت كلمتها مسموعة والتاريخ يشهد أن نقابات عملة الرصيف ساهمت بقوة في الثورةً ضد الاستعمار الفرنسي فهي في المقدمة في الإضرابات وفي المظاهرات..
الأب وابنه
والتاريخ يشهد أن هذا الأب وجه ولده محمدا ليقوم بدور نضالي لتحقيق استقلال وطنه وفي غد بحول الله نتحدث عن الابن بورقيبة وعلي بن علي الزواري حفظ التاريخ صورة تشهد أن المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة اعترف بالدور الوطني النضالي الذي قام به النقابي علي بن علي الزواري مع عملة الرصيف ولعل بورقيبة يعلم أن علي بن علي الزواري كانت له الكلمة بين عمال الرصيف، وأنه كان يدعوهم للإضراب فيُضربون ضد مصالح الشركات الفرنسية فحكمت عليه السلطة الفرنسية بطرده من الرصيف وحرمته من جرايته وحددت إقامته ولذلك استقبله بورقيبةً في مكتب الهادي شاكر عند عودته من الشرق سنة 1949…
ففي الصورةً نشاهد بورقيبة في الوسط وعلى يساره صاحبنا علي الزواري وعلى يمينه الرايس البحري علي الزاهي صاحب (اللود) الذي هاجر عليه بورقيبة إلى الشرق سنة 1945
النهاية
لما جاء أجل هذا العلم سنة 1962ودع دنياه وترك أولاده جميلة وحسن ومحمد وبية وعلي ومنيرة فودعوه وودعه أهله وودعه النقابيون وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر..
فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟