محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: محمد بن عبد الرحمان الفراتي
كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا علم تفتخر به ابنته فاطمة…وتفتخر به أسرته وصفاقس..هذا علم ذكرتني به ابنته، وحدثتني عنه، وطلبت مني أن أتحدث عنه للدرس والعبرة ولأنني وجدت في مسيرته الحياتية العملية الدرس والعبرة أقول لكم…
هو ولد في اليوم الأول من شهر نوفمبر سنة 1942…هو ولد في بيت عبد الرحمان الفراتي كما يولد كل طفل، ولد سليم الجسم، هو فرح به أبوه وفرحت به أمه، وسمياه محمدا…
أصيب بمرض
هو أدخله أبوه المدرسة القرآنية التهذيبية ليتعلم، وتعلم، وتحصل على الشهادة الابتدائية، هو الذي أصيب بمرض، والمرض فرض عرضه على طبيب أجنبي مختص في تونس العاصمة..
والطبيب تدخل بمشرطه فقطع له جزءا من عضو من أعضائه الداخلية للعلاج والدواء، والشفاء، بشرط رعاية خاصة، والرعاية لم تتحقق…
ولذلك تأثر الجسم من الداخل ومن الخارج، (ذاك الذي حدث وبقي محمد يحكيه ويرويه، ورواه لابنته، محمد أنهى مرحلة التعليم الابتدائي، المرحلة العلمية، ودفعته عزيمته لينخرط في مرحلة الحياة العملية…
محمد الفراتي في التجارة
محمد الفراتي انضم إلى دكان أبيه في التجارة، محمد أراد أن يستقل في التجارة ويعتمد على نفسه متجاوزا ضعفه البدني ففتح لنفسه دكان تجارة يبيع فيه ما تحتاج إليه ملابس البنات والنساء..
محمد الفراتي بذكائه وعزيمته، صار في دكانه يوفر ما يتوفر في دكاكين غيره وما لم يتوفر في السوق عند غيره، ولذلك صارت صفوف الصبايا والنساء تقف أمام دكانه الصغير، واسمه على كل لسان، والأيدي تطلب ما تريد…
قصة نجاح
محمد الفراتي، تجاوز مرحلة تجارة التفصيل، واتخذ من دار أبيه في مدينة صفاقس متجرا يبيع فيه للتجار بالجملة..هذا محمد بن عبد الرحمان الفراتي الذي أثبت أن الإنسان قادر، بإرادته وعزيمته على تجاوز كل قصور وإعاقة في بدنه، وأن يكون في الحياة وفي العمل وفي السوق مع الآخرين كالآخرين، كالأسوياء…
أسرة محمد الفراتي
هذا محمد بن عبد الرحمان الفراتي تزوج السيدة الفاضلة (حكمت الطرابلسي)…وبالزواج كوّنا أسرة صالحة، أنجبا بنتين، نورة تزوجت طارق الفراتي، وفاطمة تزوجت أحمد شيخ روحه…ونجحت البنتان علما فدخلتا للعمل في فرع اتصالات تونس…
كما أنجب محمد الفراتي ابنين سمير وسفيان تعلما، وتوليا مواصلة التجارة في المشروع الذي أسسه أبوهما، وكل واحد من البنين والبنات يتحدث عن والده باعتزاز وفخر، وكل أصدقائه الذين كان يستقبلهم في بيته للتسلية يذكرونه علما فبحياته كتب للناس درسا في العزيمة والنجاح، وإن كان في عمر قصير..
قلنا: ولد محمد الفراتي سنة 1942، ونقول وتقول ابنته فاطمة: ‘بابا جاء أجله وتوفي في 2 جويلية 2010، فودع الدنيا راضيا، وودعته أسرته، وودعه أحبابه وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر…فبماذا سيذكره الأصدقاء والصديقات لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم؟