قافلة الصمود من بنزرت إلى رفح (صور)

مواكبة: الأمين الشابي
قافلة الصمود، من لم يبلغ القمة فليقترب من السفح، و من لم يصل إلى غزة فليبلغ معبر رفح .. ومن عجز على كلّ ذلك فليرافق الركب حتّى بن قردان، وإلاّ فإنّه لن يفلح..
هذه الكلمات البسيطة في ظاهرها، العميقة في أبعادها، لخصت تقريبا مضمون خيمة الصمود التي التأمت ببنزرت يوم الثلاثاء الموافق لـ 3 جوان 2025 بساحة فلسطين ببنزرت والتي نشطها بكلّ اقتدار صديقنا خالد بوجمعة، وذلك دعما لقافلة الصمود التي ستتوجه يوم 9 جوان 2025 إلى رفح من أجل كسر الحصار الذي فرض على الشعب الفلسطيني. هذه المناسبة انطلقت بالنشيد الرسمي للجمهورية التونسية.
بمساهمة كلّ أطياف المجتمع المدني
هذه الخيمة التنشيطية، هي من تنظيم اللجنة الجهوية لدعم قافلة الصمود التي يرأسها الأستاذ خالد بوحاجب، وبحضور وائل نوار المنسق عن العمل المشترك من أجل فلسطين صلاح المصري رئيس الرابطة التونسية للتسامح. وشارك فيها تقريبا كلّ الأطياف المكونة للمجتمع المدني ببنزرت، فكان الحضور بارزا للاتحاد الجهوي ببنزرت في شخص كاتبها العام بشير السحباني والشبكة التونسية لمناهضة التطبيع، وبحضور هام للكشافة التونسية وبأعداد كبيرة والهلال الأحمر التونسي وهي تحمل زيها الرسمي فضلا عن الإعلام والأطباء وعلى رأسهم الدكتور بولبابة مخلوف والدكتور محمد بن سليمان وغيرهما من الأطباء.
بنزرت آخر محطة في التعبئة لقافلة الصمود
حسب ما صرّح به، رئيس الرابطة التونسية للتسامح، صلاح المصري، لمندوب الصريح أون لاين فإن بنزرت تعتبر المحطة الأخيرة للتعبئة لقافلة الصمود لكسر الحصار والتي ستتوجه يوم 9 جوان إلى رفح انطلاقا من بنزرت وذلك في حدود الخامسة والنصف فجرا من أمام بلدية بنزرت، مؤكدا في نفس السياق وأنّ الرحلة تدوم ذهابا وإيابا 14 يوما، وأنّه من كان غير قادر على الذهاب إلى رفح له إمكانية مرافقة القافلة إلى حدّ راس جدير..
وهذه رسالة إلى نتنياهو ومن لفّ لفه ومفادها وأنّ التونسيين والعرب وكلّ أحرار العالم لا ولن يتركوا غزة وحدها لغطرسة العدو وضرب حصار عليها من أجل تجويعها وإهانتها.
مداخلات للتعبئة
ومن أجل التعبئة لقافلة الصمود من أجل غزة، تداول على الكلمة أكثر من مسؤول تحفيزا للهمم وتعبئة لهذه القافلة التي سيكون لها الأثر الإيجابي إن كُتِب لها النجاح والوصول إلى تحقيق الهدف الأسمى لها وهو كسر الحصار على أبناء غزة الصامدين رغم الجوع والقتل والتعذيب والتنكيل بهم. هذه الكلمات نوجزها اختصارا في أهم ما جاء فيها وذلك حسب الترتيب:
بشير السحباني، الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت :
“من بنزرت الجلاء إلى غزة الصمود، هي تحية من أبناء بنزرت إلى اخوتهم في فلسطين. وتاريخ 7 أكتوبر غيّر العالم حيث عمل المحتمل على بناء حائطا حتى لا تصل القضية إلى العالم، ولكن بفضل الإعلام والشباب تمّ هدم هذا الحائط وأصبحت قضية فلسطين قضية كلّ العالم.
وإنّ من سينوبنا من المشاركين نحمّلهم رسالة مفادها بأن غزة ليست وحدها. والأهم من كل هذا، وأن قضية فلسطين لن تموت رغم كل محاولات الكيان لطمسها وتغييبها. وهي مناسبة لتهنئة كل متطوع للسفر لرفح وكل متطوع من أجل فلسطين، لتعلموا جميعا وأنّ هذا الكيان محاط بأقوى قوة غربية، فضلا عن بعض الأنظمة العربية المتخاذلة التي تساعده ولو بصمتها عمّا يجري وما يرتكبه هذا الكيان الغاصب. وعليه نحمد الله وأنّ قضية فلسطين أصبحت بفضل 7 أكتوبر، لا قضية العرب والمسلمين فحسب بل قضية كلّ أحرار العالم”
وائل نوار، المتحدث الرسمي باسم قافلة الصمود
“تحيّة لشركائنا الذين ساهموا في ” قافلة الصمود” وأخص بالذكر، الاتحاد العام التونسى للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وعمادة الأطباء و الجمعية التونسية للأطباء الشبان ومتطوعي الهلال الأحمر والمنتدى التونسي للحقوق الاجتماعية والاقتصادية ومجموعة المليون الريفية وأشبال وقادة الكشافة وعمادة المحامين والجمعية التونسية للمحامين الشبان وإلى كلّ أهالي وأبناء بنزرت. وبنزرت من الجهات التي تتوقف عن دعم فلسطين منذ السابع من نوفمبر.
وإني هنا أساسا للإجابة عن أسئلة الـ 192 مشاركا من أباء للذهاب إلى رفح. وليس وحدكم فكل أحرار العالم معكم. فقط أشير وأن الكثير أراد التطوع وتقديم المساعدات العينية ولكن يوجد الكثير من الشاحنات التي تنتظر على معبر رفح من الجانب المصري ولكن تعنت العدو يمنع دخول المساعدات وبالتالي هدفنا الأسمى هو ادخال كل المساعدات التي تنظر على الجانب المصري وبالتالي علينا كسر هذا الحصار وإدخال كل ذلك. في كلمة فشلت المنظومة العالمية لوقف الإبادة وبالتالي الكلمة للشعب فقط أشير في النهاية وأني مستعد للإجابة على كلّ تساؤلاتكم »..
كلمة خالد بوحاجب، منسق لجنة التعبئة ببنزرت
“ما أسرني بداية هو الاستعداد التام للمتطوعين من أجل فلسطين. أريد أن أؤكد وأن أهداف هذه القافلة هي كسر الحصار وإيصال المساعدات ولكن أيضا التعرّف على كل المتطوعين من مغربنا العربي وكل العالم من أجل التشابك والتعارف على عديد من أبناء العالم والأحرار، وإنّي على يقين بل وعلى أمل كبير وأن قافلة الصمود ستنجح وتحقق أهدافها وسندخل رفح وسنكسر الحصار وبالتالي الضغط خاصة على النظام الرسمي العربي حتى يأخذ زمام المبادرة هو أيضا، ولكن في كنف النظام وبعيدا عن كل المشاكل بل نضالنا من أجل غزة سيكون سلميا ينبذ أي نوع من أنواع العنف »..
كلمة صلاح المصري، رئيس الرابطة التونسية للتسامح
“نحن أبناء تونس، والعرب والمسلمين و كلّ أحرار العالم، نريد تحرير أرض فلسطين من دنس الصهاينة.. واليوم كل تونسي مسؤول على إنجاح هذه القافلة و كل تونسي مسؤول على دماء الشهداء .. يقول شاعرنا ” فلا بدّ للقيد أن ينكسر” و علينا أن نعتبر من الأمثلة الكثيرة في نضال الشعوب. فبلادنا انتصرت على فرنسا وكذلك الجزائر وكذلك ليبيا أمام الاستعمار الإيطالي والهند أمام الاستعمار الانقليزي وكذلك جنوب أفريقيا أمام نظام الميز العنصري، وغيرها من الأمثلة.
وفي 360 كلم2 صمد مليونان من أبناء غزة فكيف نبخل عليهم و الفرصة مواتية لكسر الحصار عنهم، والأكيد وأن قافلة الصمود ستجعل فرائص العدو ترتعد…ولن نكون وحدنا بل ستشارك في هذه القافلة ما يزيد عن 40 دولة اختارت شعوبها الانتماء إلى الإنسانية.
وبالتالي من يريد أن يكون إنسانا فالفرصة مواتية للالتحاق، ومن حسن حظ الشعوب وأنهم شاهدوا كلّ ما يجري في الأراضي المحتلة من قتل وتجويع وإهانة للكائن البشري بالرغم من التعتيم الذي تفرضه قوى الشرّ. وتونس ستولد من جديد بمشاركتها بهذه القافلة الإنسانية بالأساس، قافلة الصمود. وبالمناسبة ستكون بنزرت، أقصى نقطة في الشمال، هي من سيقود هذه القافلة بحكم موقعها الجغرافي لأنّها ستمر عبر كل مدن الجمهورية تقريبا. هذه القافلة ستقول لـ “ناتن ياهو” وإن قتلت القادة الشهداء سيولد قادة جدد من الشباب وبالتالي “إذا أردت أن تلعن الظلام فعليك إشعال شمعة”. فلا كرامة للعرب وللمسلمين وللإنسانية بدون فلسطين” وهذا خطابنا موجه لأصحاب الضمائر الحيّة والمنتمين إلى الإنسانية.
خيمــة طبيـة على عين المكان
ولتمكين للمتطوعين في المشاركة في قافلة الصمود من أجل الذهاب إلى رفح وبالتالي كسر الحصار على غزّة انتصبت خيمة طبية، أمّنا كلّ الدكتور بولبابة مخلوف والدكتور محمد بن سليمان ( مع المعذرة للطبيبة الثالثة التي لم نحصل على اسمها ) وذلك لفحص كل من يريد المشاركة في هذه القافلة وبالتالي تسليمه على الفور شهادة تثبت سلامته للمشاركة. وقد تطوع لهذه المهمة ثلاث أطباء عملوا طيلة الخيمة التنشيطية لفحص كلّ شخص يتقدم لهم..
وختامها شعـــر
وتختم هذه الخيمة التنشيطية بقصيدة شعر بعنوان ” بندقية لكل ثائر” قدّمها بالمناسبة الأمين الشابي و تقول كلماتها ” بندقية لكل مقاوم و ثائر/ كلمات ثائرة يكتبها شاعر / طبيب يداوي و هو قادر / على نجدة جسد من الجوع خائر / هو طفل جائع يصرح حائر / و مقاوم لا يبالي صوته هادر / و عدو مجرم قاتل / يصف المقاومة بالوحش الكاسر / العالم أسفا كلّه في أمره حائر / تواطؤ من غرب متحضر غير قادر / على وقف إبادة الأجساد جوا تتناثر / طفلة تجري و لعبة بين أحضانها / و النيران تأكل جسدها أكلا / أين العرب ليأخذوا بثأرك و ثأري / العرب نوّم و الدّور عليهم آت / أيها العرب هل أنتم كألف أم أنتم كأف/ ….