في عودة نجاة عطية …نجاة من الرداءة …
كتب: سمير الوافي
مثل النسمة في جو خانق هبّ علينا خبر عودة سيدة الطرب نجاة عطية إلى الغناء لينعشنا وقد اختنقنا بالرداءة والبذاءة..
أعرف أن نجاة تحتاج إلى تحفيز معنوي لتعود كما يجب أن تعود…بعد إنسحاب مزاجي وإنصراف متسرع وغياب فادح…فقد كانت وستظل أجمل أصواتنا وأرقى مطرباتنا وصنعت ربيع الأغنية التونسية في أزهى أيامها…ثم إختفت في حالة نفسية مزاجية خاصة لا يفهمها سوى الفنان الحقيقي الحساس…واليوم عادت…كأن شيئا لم يكن…وكأنها طفل أعادوه إلى أبويه…!!
تحتاج أغنيتنا الغائبة والمهزومة والمهجورة إلى صوت في قيمة نجاة عطية…فأمينة فاخت ظلت غائبة حتى في حضورها…وصوفية صادق في وضعية إعتزال غير معلن…ونبيهة كراولي ضيعت نفسها وخسرت مكانتها…لذلك تصنع نجاة عطية الحدث بعودتها…لأنها ظلمت نفسها وجمهورها وفنها بمزاجيتها…وحرمتنا من صوت لا يتكرر وكاريزما لا تنطفئ وحضور لا يخفت…فيها كل ما يتمناه غيرها…من ضحكة العيون وشجن الصوت وثقافة الآداء و رقي الوقفة على الركح…ورصيد من الأغاني الجميلة التي لا تموت…لذلك كان لا بد أن تعود نجاة…ففي صوتها النجاة من هذه الرداءة…!!!
نجاة عطية ” سيدة الطرب الأولى ” لقب يليق بفخامتها و رقيها ومقامها…هذا اللقب إقترحته أنا ليكون عنوان عودتها وسعيد بأنه أسعدها…وبأنها تعود مثل شمس النهار ساطعة وعالية وشامخة ومشرقة…وستكون عودة حقيقية وقوية وجدية هذه المرة لأنها برعاية المنتج رياض بودينار…الذي يوفر للفنان مزاج الغناء وإدارة النجاح وذكاء التسويق…ونجاة لن تكون سلعة بل قيمة…ولن تهرج بل ستغني…ولن تبحث عن الأرقام بل عن الإحترام !!!