عيسى البكوش يكتب/ الخطاب السياسي في اتجاه الأنا والآخر في فرنسا: كيف يمكن أن يكون ؟
كتب: عيسى البكوش
قبل البدء يجب توضيح مدلول الأنا في فرنسا فالمقصود هنا هو جمهور التونسيين والتونسيات المولودين و ـ أو ـ المقيمين في فرنسا على مختلف أجيالهم، والذي يعنينا في المقام الأوّل هو الجيل الحديث كما في صلب الفضاء الفرنسي الذي يحيط به.
جيل من المهاجرين
إذن فخطابنا نحو هذا الجيل سوف يثمّن المسار الذي حققناه داخل الوطن مع السعي إلى مقارنته مع ما يحدث ـ أو لا يحدث ـ في أقطار متشابهة قريبة أو بعيدة.
هذه هي توطئة للخطاب، أمّا من حيث صلبه فلا بدّ أن يوعز للمتلقّي بشرف المساهمة الذي يمكن أن يحصل عليه عندما ينخرط في سيرورة التقدّم في موطن آبائه وأجداده ونيل الاعتزاز بأنه شريك فاعل وليس طرفا مقابلا.
وعلى هذا الأساس يجب التعويل على الوجوه المتميّزة من هذا الجيل والمتألقة في مجالات عدّة وهم كثر.
طريقة التواصل
أمّا خطابنا نحو الآخر في فرنسا فيجب أن يكون موسوما بالحرفيّة.
فمن المعلوم أنه إذا أردت أن تستدرج انتباه الفرنسيين والمثقفين منهم على وجه الخصوص فعليك أن تثير الإشكاليات أو الصعوبات التي تعترضك في مسيرك.
فالحديث منذ البدء عن النجاحات لا يلقى التجاوب وذلك مصداقا لمقولة شائعة: ” لا أحد يتحدّث عن القطارات التي تصل في الموعد”.
إذن يستوجب الأمر أن نشير في كلامنا أنّ سيرنا نحو الأفضل انطلق على الرغم من المعوقات ولكنه سير ثابت وسليم ولنستشهد بالأوضاع القائمة في فرنسا نفسها محاولين تقريب المفاهيم بين ضفّتي المتوسّط مستدلّين بالأدبيّات الفرنسيّة في الأغراض التي نتناولها.
ثمّ نتخلّص للحديث عمّا تمّ وأنجز مع توخّي لهجة التواضع … تواضع العارفين.
وهنا يجدر بنا الاستئناس بمواطنينا اللامعين في فرنسا للمشاركة في صياغة هذا الخطاب.
إنّ أسلوب التخاطب مع أهل الرأي في فرنسا هام وهام جدّا.
وإنّ اللغة الفرنسية طبعا لقادرة على الإيلاج في فكر المتلقّي الفرنسي ما دام قائلها التونسي متحكّما في مفاتيحها مدركا لتفاصيلها.
ومن ثمّة تبرز مواصفات المخاطب التونسي الذي يقدر بفضل ما أوتي من معرفة بالحراك الثقافي والسياسي وحرفيّة في التواصل أن ينجح في تبليغ رسالة تونس الحضارة الأولى أي القفصية منذ ما يفوق عن ثلاثين قرنا.