عدنان الشواشي/ أحيانا أقول في نفسي: ‘ماذا تفعل يا هذا’؟
كتب الفنان الكبير: عدنان الشواشي
أحيانا أتساءل عن جدوى كتاباتي وعن مآل ثمار كلّ هذه الأوقات المقتطعة من حياتي والتي أقضّيها في إرغام قلمي على تجسيم خواطر ومشاغل فكري ونفحات وخلجات أعماق ذاتي محاولا مدّكم بما يفيدكم ويسلّيكم وراجيا مزيد القرب منكم ونيل شرف المكوث في رحاب ذاكرتكم كصديق وفيّ لكم وبكم أشعر بأنّني منكم وإليكم أقتسم معكم الحُلْو والمُرّ من مذاقات كرّ وفرّ نزوات وهُدْنات حياتي…
ماذا تفعل؟
أحيانا أقول في نفسي : ” ماذا تفعل يا هذا ؟ هل تظنّ أنّه بمجرّد كتابة تلك السّطور سوف تتغيّر الأمور وتخفت الأنشاز وتنقشع الغيوم ويقف زحف التّطفّل على الفنّ وقلّة الحياء، حاشاكم ، على حرمات بيوتنا وفضاءات شوارعنا ، و يفْرُق الجافل والغافل والمتعمّد المتعنّت بين المعقول المقبول و بين السّاقط المارق المتعجرف المحظور..
أتسائل: ترى ، هل من تأثير لكلماتي على عامّة النّاس وأصحاب القرار ، وهل تُسمع صرخاتي بما تحمله من محاولات تشخيص دقيق وواضح للأوضاع وتبثّه من أصوات أجراس الإنذار؟
اجترار السفاسف
بصراحة ، لا أظنّ ذلك ، مادامت أغلبيّة الأسماع صمّاء والأبصار عمياء والعامّة ملهوفة على اجترار سفاسف الأمور وعلياء القوم مركّزون على كسب غنائم ملئ الكراسي ولا يهمّهم ما يحدث حولهم من مصائب ومفاسد و مآسي…..
أعلم جيّدا أنّ خواطري و ملاحظاتي لن تزيد ولن تنقص من فتور الأمور ، وكأنّها مجرّد خرابيش أطفال على رمال شاطئ ثائر مهجور … خلاصة القول أنّ الكلام الذي لم يعد ينفع اليوم ولا يُسمع ربّما يكون مسموعا ومفيدا ، يوما ما ، عندما تصبح العقول والضّمائر ، بحقّ ، مسخّرة للإصلاح وليس مجرّد “منصّات قفزٍ” لشفْط المناصب وانتزاع المكاسب وتعظيم النّفوس وتكبير الرّؤوس وتكديس الأرباح وملئ الأقداح…